فازت جامعة ميونخ التقنية من ألمانيا، في أول نسخة من دوري أبوظبي للسباقات الذاتية، الذي نظَّمته شركة أسباير، التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، في 27 إبريل 2024 في حلبة مرسى ياس. وهنَّأ سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، الفريق الفائز وسلَّمه جائزة البطولة. ورافق سموّه سعادة فيصل البنّاي، مستشار صاحب السموّ رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة.

وبعد اصطفاف المركبات الذاتية على نقطة الانطلاق، المزوَّدة بمجموعة من الهوائيات وأجهزة الاستشعار، وقدرات الذكاء الاصطناعي، وأنظمة التحكُّم اللاسلكية، بدأ التنافس بين الفِرق الثمانية، وحقَّق فريق «جامعة ميونخ التقنية» الفوز بالمركز الأول، بعد المنافسة مع أربع سيارات، ونال جائزة قيمتها 2.25 مليون دولار.

ونجح الدوري في توفير منصة استقطبت أحدث التقنيات المتطورة إلى مضمار السباقات، وأضاف قيمة ترفيهية إلى الرياضات الحماسية، بعد استقباله أكثر من 10,000 متفرج، وأكثر من 600,000 مشاهد عبر الإنترنت خلال 12 ساعة فقط من انطلاقته. ويهدف دوري أبوظبي للسباقات الذاتية إلى مواصلة إثراء رياضة سباق السيارات الحماسية، وتعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسريع التطوير العالمي للأنظمة والتقنيات المستقلة.

وبعد أشهر من الاستعداد وتطوير وتنقيح خوارزميات الذكاء الاصطناعي في أجهزة المحاكاة، اختبرت سيارات دالارا سوبر فورميلا SF23 المُخصَّصة من دوري أبوظبي للسباقات الذاتية حدود الإبداع البشري وقدرات الذكاء الاصطناعي. وتسلَّم كلُّ فريق سيارة سباق سوبر فورمولا متطابقة، وتُعَدُّ هذه السيارات حالياً أسرع سيارات السباق ذات العجلات المفتوحة (عجلات خارج الجسم الرئيسي للسيارة) في العالم، والتي نجح في تعديلها معهد الابتكار التكنولوجي.

وواجهت الفِرق مهمة معقَّدة تكمن في تحقيق البرمجة المثلى، وإدراك مستويات ثبات السيارة، والمحافظة على درجات حرارة الإطارات تحت قيمة آمنة، وصولاً إلى التنبُّؤ بتحركات الخصوم، وتنفيذ عمليات تجاوز ناجحة، وتشغيل سيارة SF23 على حدود الثبات المطلوبة، ويجب أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من تنفيذ جميع المناورات التي يؤديها سائقو السباقات بشكل حدسي. إضافة إلى أن وجود أربع سيارات ذاتية القيادة تتسابق على المسار في وقت واحد، شكّل المحاولة الأولى من نوعها على مستوى العالم.

وقال سايمون هوفمان، المسؤول عن فريق جامعة ميونخ التقنية: «كان هذا الحدث استثنائياً بلا منازع، وكانت النهاية لحظة حاسمة بالنسبة إلينا. يغمرنا الفخر، ونشعر بسعادة غامرة لتحقيقنا هذه النتيجة، فهي تتحدَّث عن براعة الهندسة الجماعية، وخبرة البرمجة، والتصميم. وهي شهادة على القوة الهائلة للذكاء الاصطناعي الذي يقود تطوُّر التنقُّل الذاتي إلى المستقبل».

واستمتع الحضور بمشاهدة التحدي بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، حيث وضع معهد الابتكار التكنولوجي سيارته ذاتية القيادة أمام سائق الفورمولا 1 الشهير دانييل كفيات، وعلى الرغم من أنَّ كفيات تمكَّن من تجاوز خصمه المستقل بمقدار 10.38 ثانية، فإنَّ السباق الذي استمرَّ لمدة 45 دقيقة سلَّط الضوء على مدى قرب سيارات السباق المستقلة في أدائها من السائقين البشر.

وقال سعادة فيصل البنّاي: «شكَّل دوري أبوظبي للسباقات الذاتية شعلة انطلاق ستحدِث ثورة في عالم سياقات السيارات، ومن خلال عرضِنا مجموعةً مستقلةً كاملاً من السيارات التي نجحت في التسابق بينها والتنافس على تحقيق الصدارة، قمنا بإعادة تعريف دور دولة الإمارات العربية المتحدة على خريطة الابتكار العالمي، وسجَّلنا من خلال ذلك سابقة تاريخية وجريئة في منظومة التنقُّل العالمية، ولا يمكن وصف هذا الحدث بأنه مجرَّد سباق سيارات، بل هو لحظة تاريخية تحوُّلية تلتقي فيها التكنولوجيا المتقدِّمة مع الخيال الخصب والطموح اللامتناهي. ويعمل دوري أبوظبي للسباقات الذاتية كمنارة ترشد الجيل المقبل في رحلتهم على أرض الواقع، وفي العالم الافتراضي أيضاً، بينما يشكِّلون مستقبلاً يصبح فيه المستحيل قابلاً للتحقيق».

وقال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدِّمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، بصفتها الجهة الراعية الرئيسية للحدث: «تقدِّم لنا التطوُّرات الحالية في مجال الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية تعِدُ بإحداث تحوُّل جذري في جميع القطاعات، ويعدُّ دوري أبوظبي للسباقات الذاتية مثالاً على تطبيق الذكاء الاصطناعي. ومن موقعها كراعٍ رسميٍّ تفخر أدنوك بالمساعدة على الدفع قُدُماً بآفاق العلوم والابتكار».

وقال ستيفان تيمبانو، الرئيس التنفيذي لشركة أسباير: »أدّى إطلاق دوري أبوظبي للسباقات الذاتية إلى إعادة تشكيل المشهد الرياضي والتكنولوجي، مما ترك أثراً مستداماً لسنوات مقبلة. ومن الآن فصاعداً، سنعمل على توسيع نطاق تركيزنا ليشمل أنواعاً مختلفة من المركبات، بينما نستمر في استقطاب أفضل المواهب من جميع أنحاء العالم لاستثمار قدراتهم».

وفازت جامعة هيريوت بالمركز الأول في تحدي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، لطلاب المدارس الثانوية ومرحلة البكالوريوس من أعمار 14 ولغاية 21 عاماً، في استقطاب مشاركة 18 مدرسة محلية، إضافةً إلى مشاركات دولية من نادي الذكور والإناث جنوب شرق ولاية ميتشيجان، في محاولة لعرض معارفهم، ومهاراتهم، وابتكاراتهم ضمن سباق سيارات ذاتية مصغَّرة وفق مقياس 1:8.

واستمتع المشجعون في هذا الحدث في حلبة مرسى ياس بمجموعة من الفعاليات، منها ورش العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، إضافة إلى تحديات الواقع الافتراضي المثيرة، ومحاكاة غران توريزمو، وسيارات doodle، ومتحف راسيوم للذكاء الاصطناعي. واختتم الحدث فعالياته بمشهد الألعاب النارية والطائرات المسيّرة التي أنارت سماء حلبة مرسى ياس.

وأُقيم الحدث برعاية مجموعة أدنوك، بوصفها الجهة الراعية الرئيسية لدوري أبوظبي للسباقات الذاتية 2024، إضافةً إلى مجموعة من الجهات الراعية الأخرى منها، دو، ودائرة البلديات والنقل – أبوظبي، وAWS، ومبادلة.

للاطِّلاع على تفاصيل الفِرق الثمانية المشاركة، ومزيد من المعلومات عن الحدث يرجى زيارة: A2RL.io.