وقَّعت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، إحدى شركات الطاقة المتجددة الأسرع نمواً في العالم، اتفاقية مع مؤسَّسة التمويل الدولية، التي تعدُّ أكبر مؤسَّسة إنمائية عالمية يركّز عملها على القطاع الخاص في البلدان النامية، لبحث مجالات التعاون في دعم العمل المناخي في الأسواق الناشئة.

وُقِّعَت الاتفاقية بحضور معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعين لمؤتمر COP28، رئيس مجلس إدارة «مصدر»، ومختار ديوب، مدير عام مؤسسة التمويل الدولية، حيث وقَّع اتفاقية التعاون الإطارية كلٌّ من محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة مصدر، ومحمد جوليد، نائب رئيس الصناعات بمؤسَّسة التمويل الدولية، وذلك على هامش القمة العالمية للحكومات 2023 التي تعقد في دبي هذا الأسبوع.

وقال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: «تماشياً مع توجيهات القيادة بدعم العمل المناخي والتخفيف من تداعيات تغيُّر المناخ، تواصل دولة الإمارات جهودها الساعية إلى تعزيز علاقات الشراكة مع المجتمع الدولي بهدف تحقيق تقدُّم ملموس في هذا المجال، خاصة دول الجنوب العالمي والأسواق الناشئة. وفيما نستعد لاستضافة مؤتمر COP28، فإننا نركِّز بشكل أساسي على تحقيق نقلة نوعية ونتائج عملية واحتواء الجميع، لتقديم حلولٍ عملية تشمل ضمان إيصال التمويل المناسب لمواجهة التغيُّر المناخي بصورة أفضل وأكثر كفاءة وإنصافاً. لقد كانت مؤسَّسة التمويل الدولية شريكاً رئيساً لمصدر في عدد من الأسواق الناشئة، ويسرُّنا توقيع هذا الاتفاق الذي يجدِّد التزام دولة الإمارات بالتعاون مع المؤسَّسات ذات الصلة، بهدف تأمين التمويل المناخي العادل والتنمية المستدامة الشاملة».

من جهته أكَّد مختار ديوب أهمية هذه الاتفاقية ودورها في تعزيز الشراكة التي تجمع بين مؤسَّسة التمويل الدولية وشركة «مصدر». وقال: «إنَّ مؤسَّسة التمويل الدولية ستوظّف خبرتها في مجال المناخ ضمن الأسواق الناشئة لدعم جهود مصدر في تحقيق نقلة في قطاعات مثل الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، والتمويل الأخضر».

وبموجب الاتفاقية، تعمل «مصدر» ومؤسَّسة التمويل الدولية على استكشاف سبل دعم تأسيس منصات للهيدروجين الأخضر في الأسواق الناشئة، وتوفير فرص للتعاون فيما يخصُّ تمويل وهيكلة مشاريع الطاقة المتجددة في إفريقيا. وتشمل الاتفاقية كذلك استكشاف آليات تسريع الاعتماد على أنظمة الطاقة الكهروضوئية الموزّعة، وتطوير تقنيات جديدة ومبتكرة ونماذج أعمال في الأسواق الناشئة، استجابةً لأزمة المناخ المتنامية.

وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»: «يجمعنا في (مصدر) تاريخ طويل من العمل مع مؤسَّسة التمويل الدولية، حيث سبق وتعاونّا في تمويل العديد من مشاريع الطاقة النظيفة، مثل الأردن وأوزبكستان، والعديد من الدول الأخرى. ونحن على ثقة بأنَّ هذه الاتفاقية ستكون الأساس للمزيد من التعاون الفعّال الذي يُسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة في الدول والمجتمعات التي هي في أمسِّ الحاجة إليها».

وتعمل مؤسَّسة التمويل الدولية، وهي عضو في مجموعة البنك الدولي، على توظيف إمكاناتها المالية وخبراتها وتأثيرها لتأسيس أسواق وتوفير فرص في البلدان النامية.

وتنشط «مصدر» في عدد من البلدان النامية، حيث تُطوِّر مشاريع طاقة على مستوى المرافق، أو أنظمة طاقة كهروضوئية موزَّعة لتوفير طاقة نظيفة في مختلف المجتمعات ضمن آسيا وإفريقيا. وقد استكملت «مصدر» مشاريع عدة في الدول الإفريقية، من ضمنها مصر، وموريتانيا، وسيشل، والمغرب.

وكانت «مصدر» قد أعلنت خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023، الذي اختُتِمَت فعالياته أخيراً، عن توقيع اتفاقيات لتطوير مشاريع طاقة متجددة تبلغ قدرتها الإنتاجية الإجمالية 5 جيجاواط في كلٍّ من أنغولا، وأوغندا، وزامبيا، وذلك في إطار برنامج الاتحاد 7، الذي أطلقته دولة الإمارات بهدف جمع أموال من القطاعين العام والخاص للاستثمار في تطوير قطاع الطاقة المتجددة في إفريقيا. 

ويُعدُّ الهيدروجين الأخضر قطاعاً جديداً ناشئاً. فبحسب تقرير متخصِّص صدر حديثاً عن «مصدر» وشركة «ماكينزي آند كومباني»، فإنَّ قارة أفريقيا يمكن أن تستحوذ على 10 في المائة من سوق الهيدروجين الأخضر العالمية، ما يسهم في توفير 3.7 ملايين وظيفة، وإضافة 440 مليار درهم إماراتي إلى الناتج المحلي الإجمالي للقارة.