اختتمت جامعة نيويورك أبوظبي الدورة الثانية عشرة من مسابقة الهاكاثون الدولية السنوية لإفادة المجتمع في العالم العربي، التي أقامتها بالتعاون مع تمكين. وركَّزت هذه الدورة على أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وسخَّرت لهذا الهدف أحدث التقنيات في مجالَي الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي.

فاز بالمركز الأول «فريق كاشف الغاز»، وفي المركز الثاني فريق «كيومرجان»، وجاء في المركز الثالث الفريقان «نقاء» و«أمان»، بعد حصولهما على أكبر عدد من النقاط بين 180 متسابقاً من 50 بلداً. وشارك في المسابقة مرشدون للمتسابقين ولجان تحكيم وشركاء ومتحدثون من الخبراء العالميين من جهات متعدِّدة، شملت جامعة نيويورك، وآي بي إم، والمعهد الاتحادي للتقنية في زيورخ، وجامعة ستانفورد، وجامعة ييل، ومعهد ماساتشوستس للتقنية، وجهات أخرى.

ولدعم الفائزين، تتعاون جامعة نيويورك أبوظبي مع معهد الكمومية المفتوح، إحدى مبادرات مؤسَّسة جنيف للعلوم والدبلوماسية بدعم من مجلس الاتحاد الأوروبي للأبحاث النووية وبتمويل من مصرف يو بي إس، من أجل توفير فرصة للتعرُّف على مرشدين وبناء العلاقات المهنية وتنفيذ الأبحاث الأكاديمية، إضافةً إلى حضور قمة جنيف للعلوم والدبلوماسية في أكتوبر 2024 في سويسرا، حيث يجتمع عدد من الدبلوماسيين وقادة هيئة الأمم المتحدة والعلماء وكبار قطاع الأعمال لمناقشة الفرص والتحديات في مجال دبلوماسية العلوم، وسيتعرَّف الفائزون على كبار المستثمرين في مجال الكمومية، والمستثمرين في القطاع والعلماء ممَّن يمكنهم الإسهام في تطوير أفكار الفائزين وتسريع ترجمتها إلى تطبيقات عملية.

وتُقدَّم إلى الفِرق الفائزة جلسة تدريب مهني مع فريق ومانيوم كوانتم، وتتضمَّن مقابلة مع ممثّلين عن مبادرة إطلاق حلول ومانيوم كوانتم. وتوفِّر هذه المبادرة للمشاركين خبرة عملية مدفوعة في مشاريع حوسبة كمومية ذات تأثير واسع، يتعاملون فيها مع كبرى المختبرات المحلية والقطاعات الصناعية.

ويتسلَّم الفائزون منحة شاملة تؤهِّلهم إلى المشاركة في برنامج ومانيوم كوانتم الصيفي الافتراضي للتدريب في الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي لعام 2024.

وقالت سناء عودة، أستاذة علوم الحاسوب التي أَّسَّست مسابقة الهاكاثون: «لقد أثبتت مسابقة الهاكاثون الدولية السنوية لإفادة المجتمع في العالم العربي مرة أخرى أهمية الحوسبة الكمومية في إحداث تأثير إيجابي في مجتمعات العالم العربي والعالم بشكل عام. وتسرُّني قدرتنا على المساهمة في تحقيق رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة لريادة مجال الذكاء الاصطناعي ضمن إطار أهداف مئوية الإمارات 2071، بتزويد الجيل المقبل من المبتكرين بالمعرفة والأدوات التي تمكِّنهم من استكشاف التطوُّرات في مجالَي الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي. ونظراً إلى التحديات المتزايدة من الناحيتين الاجتماعية والبيئية، علينا أن نركِّز مواردنا وجهودنا على تسريع التغييرات المستدامة، وتشكِّل نتائج هاكاثون هذا العام خطوة في الاتجاه الصحيح».

وأضافت: «أشكر جميع المتسابقين، إضافةً إلى المرشدين ولجان التحكيم الذين لم يبخلوا علينا بالمشورة، وكذلك شركاؤنا والرعاة الرسميون الذين أسهموا في نجاح هذا الحدث».

وفاز فريق كاشف الغاز بالمركز الأول وبجائزة الجمهور أيضاً، عن مشروعه الذي يهدف إلى حماية البنية التحتية الحيوية من خلال الكشف الفوري عن حالات التسرُّب في خطوط الأنابيب، إضافةً إلى ضبط موارد الطوارئ على النحو الأمثل باستخدام الاستشعار الكمَّي وتعلُّم الآلة. وحصل فريق «كيومرجان» على المركز الثاني، عن مشروعه الذي يهدف إلى المساعدة على تحديد المواقع المثالية لتحقيق أعلى مستوى من استعادة وترميم المرجان بأقل الموارد.

وحصل على المركز الثالث فريق نقاء وفريق أمان، ويهدف مشروع نقاء إلى تحديد كيفية إزالة الجزيئات الضارة من إمدادات المياه لجعلها صالحة للشرب، ويهدف مشروع أمان إلى مساعدة المدنيين، بالتنسيق الفعّال لخدمات الطوارئ في أوقات الأزمات، على تسهيل الوصول إلى الغذاء والملاجئ باستخدام تعلُّم الآلة الكمّي المعزَّز.

وتنافس المتسابقون في تطبيق أساليب الحوسبة الكمومية في عدد من المجالات؛ من تعلُّم الآلة إلى التشبيه الفيزيائي المعقَّد والكيمياء وعلوم الحاسوب والرعاية الصحية والرياضيات وألعاب الحاسوب والأمن والعلوم الاجتماعية وحتى الفن، حيث أنتجوا أعمالاً فنية بالحوسبة الكمومية.

وشارك خبراء من مؤسَّسات رائدة شملت جامعة نيويورك أبوظبي، والمعهد الاتحادي للتقنية في زيورخ، والجامعة الأمريكية في بيروت، ومعهد ماساتشوستس للتقنية، وجامعة خليفة وجامعة ستانفورد، حيث أدُّوا أدواراً متنوِّعة من التمويل إلى إرشاد الطلاب ومشاركة خبراتهم وتجاربهم في قطاع التقنية الناشئ والأبحاث الأكاديمية.

وتضمَّن الحدث الكلمات الرئيسية من شخصيات بارزة في مجالات الحوسبة الكمومية وأهداف التنمية المستدامة، ومنهم الدكتور عبدالله الشمري، مدير أول للذكاء الاصطناعي وحلول البيانات في كور42، وفيليب كامرلاندر، المدير التنفيذي لمركز الحوسبة الكمومية في المعهد الاتحادي للتقنية في زيورخ سويسرا، وكريستيان ويدبروك، المؤسِّس والرئيس التنفيذي لشركة زانادو الكندية الرائدة التي تعمل في تطوير الحوسبة الكمومية التي تعتمد على ومضات الضوء، والأستاذ أورباسي سينها، من معهد رامان للأبحاث الذي يشغل أيضاً منصبَي أستاذ مشارك في معهد الحوسبة الكمومية، وأستاذ في جامعة كالغاري في كندا.

وتعدُّ مسابقة الهاكاثون في جامعة نيويورك أبوظبي من أهم مسابقات الهاكاثون في المنطقة، وتحظى بدعم كبار الجهات الخبيرة في الحوسبة الكمومية من القطاعين الأكاديمي والصناعي، ومنهم مركز الأنظمة الكمية والطوبوغرافية في جامعة نيويورك أبوظبي، معهد الكمومية المفتوح، جي42 وكور42، معهد الابتكار التقني، صندوق فلورين كورت للنقد، باسكال، ساندبوكس أيه كيو، زانادو، كيوبريد، كيووورلد، نييو، ومانيوم كوانتم، المعهد الاتحادي للتقنية في زيورخ، مركز العلوم والهندسة الكمومية في زيورخ، آي كيو هاك في معهد ماساتشوستس للتقنية، كيوسي هام (هاكاثون جامعات ييل وستانفورد وباركلي)، تحالف الكمومية، كيو يو إيه إي، وغيرها.