دعماً للاستراتيجية الوطنية الهادفة إلى خفض هدر الغذاء، عمدت مبادرة نعمة، المبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء، إلى تفعيل المشاريع التي نصَّت عليها مذكرة التفاهم التي وقَّعتها مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي. وتركِّز المذكرة على الاعتماد على البيانات والخبرات الممتدة التي يتمتَّع بها الهلال الأحمر، والتي ستساعد على الاستفادة المثلى من جهود نعمة ومواردها لإنقاذ الغذاء وتبادل أفضل الممارسات، والحصول على نتائج ملموسة على الأرض. ومن شأن هذه الجهود المشتركة أن تساعد على تسريع الوصول إلى الهدف الوطني المتمثّل في الحد من هدر الغذاء بمقدار النصف بحلول عام 2030، انسجاماً مع أهداف التنمية المستدامة التي أقرَّتها الأمم المتحدة.

ووقَّع مذكرة التفاهم سعادة أحمد طالب الشامسي، الرئيس التنفيذي لمؤسَّسة الإمارات، نائب رئيس لجنة المبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء «نعمة»، وسعادة حمود عبد الله الجنيبي، الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي.

وتهدف مذكرة التفاهم هذه إلى الاستفادة من الخبرات المتراكمة التي يتمتَّع بها مشروع «حفظ النعمة» التابع للهلال الأحمر، و«مجموعة العمل الوطنية لإنقاذ الغذاء»، التابعة لمبادرة نعمة، لتيسير وتنسيق الجهود الهادفة إلى إعادة توزيع الفائض من الغذاء على المستحقين؛ إذ تدعو مذكرة التفاهم إلى استكشاف كامل لمنظومة الغذاء المناسبة لجمع الفائض من الغذاء من المطاعم ومراكز التعامل مع الطعام وقطاع الضيافة، وإعادة توزيع هذا الفائض على الفئات المستحقة.

وتعليقاً على المذكرة، قال سعادة أحمد طالب الشامسي، الرئيس التنفيذي لمؤسَّسة الإمارات، ونائب رئيس لجنة المبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء «نعمة»: «تفخر مبادرة نعمة بأنها تتخذ من الهلال الأحمر الإماراتي شريكاً مهماً لها في سبيل تحقيق رسالتنا الهادفة إلى تخفيض فقد الغذاء وهدره على امتداد دولة الإمارات العربية المتحدة، فبتوحيد جهود الأطراف المعنية الرئيسية في منظومة الغذاء واجتماعها وتقديم إمكاناتها المشتركة، نكون قد رسَّخنا شبكة قوية لإنقاذ الغذاء وإعادة توزيعه على مستوى الدولة، ما يدفع بقدراتنا إلى أعلى مستوى لتحقيق أهدافنا. وتعزِّز مذكرة التفاهم هذه جهودنا المستمرة، وتعكس التزامنا المشترك بتحقيق مستقبل أكثر استدامة». 

من جانبه، قال سعادة حمود عبد الله الجنيبي، الأمين العام للهلال الأحمر الإماراتي: «لقد كان تخفيض هدر الغذاء وإنقاذ الفائض منه الطموح الرئيسي دائماً الذي يقف خلف جهود هيئتنا الوطنية، وتعدُّ مذكرة التفاهم خطوة متقدمة لتعزيز جهود الجانبين بما يتماشى مع استراتيجية الدولة في هذا الصدد، ومن شأنها إحداث نقلة نوعية في مجالات الشراكات القائمة بيننا، والعمل معاً من أجل تحقيق الهدف المنشود والمتمثّل في إعادة توزيع الفائض من الطعام للفئات المحتاجة، وستكون لكوادر الهلال الأحمر التطوعية مساهمات مشكورة في تنفيذ هذه المبادرة الحيوية، والهيئة لن تدخر وسعاً في سبيل الوصول إلى مقاربة متوازنة في مسألة استهلاك الغذاء وتوزيعه».

وتنصُّ مذكرة التفاهم على أنَّ كلا الطرفين «سيوحدان جهودهما مع جميع الأطراف ذات العلاقة، والمنظمات الخيرية والشركات الناشئة وشركات الحلول التكنولوجية المبتكرة لتصميم منهجية موحَّدة لإنقاذ الغذاء على المستوى الوطني، وتبادل الممارسات الناجحة في هذا المجال، والاستفادة من الأدوار التكميلية المساعدة لجميع الأطراف ذات العلاقة وللموارد المتاحة، لتعزيز عمليات إنقاذ الغذاء وإدامتها بهدف تحقيق أكبر أثر مجتمعي محلي وعالمي ممكن».

يشار إلى أنَّ التعاون بين الجانبين ليس جديداً؛ إذ سبق لمبادرة «نعمة»، ولمشروع «حفظ النعمة» التابع للهلال الأحمر الإماراتي أن تعاونا معاً في العديد من مبادرات إنقاذ الغذاء وإعادة توزيعه، بما في ذلك اشتراكهما في مبادرة «نحو الحد من هدر الغذاء» خلال «أسبوع أبوظبي للاستدامة»، حيث جمعت نحو 3000 كغ من بقايا الغذاء، وحوَّلتها إلى استخدامات أخرى، بعيداً عن مكبّات النفايات، وأعيد توزيع 400 كغ من فائض الطعام الصالح للاستهلاك، والتبرُّع بنحو 1000 وجبة للمستحقين خلال ثلاثة أيام. إضافة إلى تفعيل مشروع حفظ النعمة خلال شهر رمضان المبارك، من خلال إنقاذ وإعادة تدوير ما يقارب 2000 كغ من بقايا الغذاء من مركز الطاقة في أبوظبي، بالتعاون مع شركة أدنوك، حيث أُعيد توزيع نحو 2000 وجبة فائضة وصالحة للاستهلاك البشري، إضافة إلى فصل نفايات الغذاء وإعادة تدوير مكوّناتها غير الصالحة للاستهلاك بسبب تلفها من المصدر، وتحويلها إلى ما يقارب 167 كغ من الزيت والسماد العضوي.