أطلقت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، اليوم، الاثنين، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وبالتزامن مع اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يقام هذا العام تحت شعار "جعل الصحة النفسية والرّفاهية للجميع أولوية عالمية"، دليل "مصادر الصحّة النفسية للعاملين في مجال تنمية الطفولة المبكرة"، بهدف تحديد أبرز التحدّيات التي تؤثّر في الصحّة النفسية على المستويينِ الشخصيّ والمهنيّ للعاملين في مجال تنمية الطفولة المبكرة في أبوظبي، وأفضل سبل التعامل معها وإدارتها للحد من تأثيرها أو تطورها لمشكلات نفسية وصحية أكثر تعقيداً، وذلك مواصلة لسعيها بالتعاون مع الشركاء نحو ضمان توفر الخدمات والموارد المناسبة للوالدين والأطفال ومقدمي الرعاية لتحقيق التنمية المثلى للأطفال الصغار، ضمن استراتيجية أبوظبي لتنمية الطفولة المبكرة 2035.

ويهدف الدليل الذي أطلقته الهيئة بالتعاون مع دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي ودائرة الصحة ودائرة التعليم والمعرفة، إلى توضيح ماهيّة الصحّة النفسية، وتحديد الأسباب ومثيرات بيئة العمل التي تعزز الشعور بالضغط النفسيّ لدى العاملين في مجال تنمية الطفولة المبكرة، ونشر الوعي عن الصحّة النفسية في مكان العمل وسبل الحفاظ عليها وتحسينها، وتقديم نصائح مهمة واستراتيجيات فعّالة للتعامل مع تحدّيات الصحّة النفسية، وإلغاء الوصمة الاجتماعيّة عن الذين يعانون من مشاكل في الصحّة النفسية، والتوعية بأهم الممارسات الوقائية التي يمكنها الحد من فرص تعرض العاملين لضغوطات قد تؤثر على صحتهم النفسية وسبل إدارتها بفاعلية، والتعريف بالتحدّيات التي يمكن أن تُخلّ بالصحّة النفسية بما في ذلك تحديات مكان العمل، بالإضافة إلى التعريف بأهم خدمات الصحة النفسية المقدمة في إمارة أبوظبي وطرق الحصول عليها.

وأكدت سعادة سناء محمد سهيل مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، أن الهيئة تولي جل اهتمامها لمجال الصحة النفسية للأطفال والوالدين ومقدمي الرعاية والعاملين في مجالات الطفولة المبكرة، وتسعى بالتعاون مع شركائها إلى توفير موارد الصحة النفسية، والترويج لأفضل الممارسات القائمة على الأدلة لدعم احتياجات الوالدين العاملين وتمكينهم من تحقيق التوازن بين العمل والأسرة، بالاعتماد على نُهج وبرامج متكاملة وشاملة تركز على الأسرة والطفل والمجتمع، وتسهم في تحسين مستوى خدمات الصحة النفسية في مرحلة الطفولة المبكرة وتمكينها بأفضل الخبرات والكفاءات لتلبية احتياجات الأطفال الصغار وأسرهم، خاصة الذين يواجهون تحديات اجتماعية تتطلب المزيد من الخدمات والدعم.

وأشارت سعادتها إلى أن الهيئة عملت على تصميم وتطوير مجموعة من البرامج والمبادرات لتعزيز الصحة النفسية للمجتمع، من بينها دليل الصحّة النفسية للعاملين في مجال تنمية الطفولة المبكرة، وبرنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين بهدف إرساء بيئات عمل قادرة على تفهم وتلبية احتياجات الوالدين العاملين فيها، وتمكينهم من تحسين جودة الرعاية المقدمة لأطفالهم، وبرنامج التربية الإيجابية في حياة الوالدين اليومية الذي طورته الهيئة بالشراكة مع هيئة الرعاية الأسرية وعدد من الشركاء، وكذلك عقد سلسلة ندوات عبر الإنترنت لتعزيز التنمية المهنية في مجال الصحة النفسية في مرحلة الطفولة المبكرة بالتعاون مع جامعة جورجتاون، إلى جانب إطلاقها برنامجاً نوعياً لتعزيز منظومة عقود الأثر الاجتماعي بالتعاون هيئة المساهمات المجتمعية – معاً، فضلاً عن وضع أطر تنظيمية وسياسة فاعلة لحماية الطفل، والعديد من البرامج والمبادرات التي تتضمن أهمية الحفاظ على الصحة النفسية بشكل عام.

من جانبها أكدت سعادة د. ليلى الهياس، المدير التنفيذي لقطاع التنمية المجتمعية في دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، على أهمية دليل مصادر الصحّة النفسيّة للعاملين في مجال رعاية الطفولة المبكرة، حيث سيمثل الدليل مرجعاً للعاملين في مجال رعاية الطفولة المبكرة. وأشارت إلى دور الدليل في رفع الوعي المعرفي بالصحة النفسية والعوامل التي تؤثر فيها بالإضافة إلى آليات التعامل مع الضغوطات المختلفة.

كما حثت الهياس المعنين والقائمين على رعاية الطفل على الاستفادة من المعلومات المتوفرة في الدليل ونشرها وذلك للتعزيز من صحة الأطفال النفسية.

ويقدم الدليل إحصائيات مهمة حول الصحّة النفسية، ونتائج دراسة محلّيّة خاصة بالصحة النفسية أُجريت في الدولة خلال جائحة كورونا، ويوضح أثر اضطراب الصحّة النفسية في مكان العمل على إنتاجية الموظف ورفاهيته وصحته البدنية، وأفضل الطرق الإنمائية والوقائية والعلاجية للتعامل معها بفاعلية، كما يتناول الدليل، الأسباب الرئيسة لتحدّيات الصحّة النفسية وآليات التعامل معها للحد من تأثيرها، ويشجع على تبني عقليّة إيجابيّة لضمان تحقيق التوزان بين العمل والحياة الشخصية.

تجدر الإشارة إلى أن مشاكل الصحّة النفسية تؤثر على الأفراد في مكان العمل بطرقٍ مختلفة، وقد تنعكس نتائجها بشكل سلبي على شكل ضعف في الإنتاجيّة والأداء الوظيفيّ، وضعف في التواصل، وعدم القدرة على اتّخاذ القرارات السليمة، وانخفاض المعنويّات، وضعف القدرة الجسديّة والأداء اليوميّ وتراجع الصحة البدنية، إلى جانب تغييرات في السلوكيات الشخصية للفرد مثل الانفعاليّة والتقلبّات المزاجيّة. لذلك تأتي أهمية الدليل في التعريف بالديناميكيّات الاجتماعيّة الصحّيّة في مكان العمل والتي تؤثّر إيجابًا في الصحة النفسية للعاملين، وتترك أثرًا عميقًا وطويل الأمد على الصحّة النفسيّة ومسار العمل، وتشجع على مجموعة من القيم المهمة داخل بيئة العمل مثل الاحترام وتقبل الآخر، والتعاون، والثقة، والتعاطف، والتواصل.