أعلنت كلٌّ من شركة مبادلة للاستثمار ش.م.ع (مبادلة)، شركة الاستثمار السيادي في أبوظبي، وشركة «ناشونال ريزيلينس إنك» (ريزيلينس)، شركة تصنيع الأدوية المتقدِّمة تكنولوجياً، والتي تعمل على توفير الأدوية الحيوية المتطورة على أوسع نطاق عالمي، عن توقيع اتفاقية لتطوير وتعزيز قطاع صناعة الأدوية الحيوية في أبوظبي عبر تأسيس منشأة جديدة في الدولة لتصنيع الأدوية الحيوية.
وبموجب هذه الاتفاقية، ستؤسِّس «مبادلة» المنشأة في أبوظبي، في حين ستدير شركة «ريزيلينس» هذه المنشأة، وستُصنِّع الأدوية واللقاحات الحيوية فيها، والمستخدمة في علاج الأمراض المعقدة مثل السرطان، والأمراض المعدية، والالتهابات، واضطرابات المناعة الذاتية، واللقاحات الخاصة بمكافحة الأوبئة. وستكون هذه المنشأة الإماراتية أوَّل منشأة لصناعة الأدوية واللقاحات الدوائية لعلاج الأمراض المعقَّدة في المنطقة.
وسيوظِّف الطرفان قدراتهما لضمان تحقيق الأهداف والتطلُّعات المشتركة لهذه الاتفاقية. وبصفتها مستثمراً استراتيجياً، ستركِّز «مبادلة» على تسريع جهود التنويع الاقتصادي في دولة الإمارات من خلال توظيف القدرات الصناعية لشركة «ستراتا للتصنيع» (ستراتا)، الشركة الرائدة في التصنيع المتقدِّم، والتي تمتلك خبرات كبيرة في تصنيع أجزاء رئيسية ومهمة من هياكل الطائرات، كما ستعزِّز قطاع صناعة الأدوية واللقاحات الحيوية عبر المبادرات التي أطلقتها دولة الإمارات مثل «ائتلاف الأمل»، الشراكة العالمية التي تقودها إمارة أبوظبي، لتشغيل وإدارة إحدى أكبر سلاسل التوريد الخاصة بإيصال الإمدادات الدوائية إلى جميع الأسواق العالمية وأكثرها تكاملاً.
وتأتي هذه الاتفاقية في إطار جهود «مبادلة» الهادفة إلى تطوير قطاع الرعاية الصحية وعلوم الحياة في دولة الإمارات، حيث تقود «مبادلة» جهود تطوير هذا القطاع، وخاصةً تطوير صناعة الأدوية واللقاحات الحيوية، إضافةً إلى بناء قدرات وطنية، وتعزيز الأمن الدوائي الوطني من خلال الابتكار والشراكات التي تعود بالنفع على المنطقة بأسرها. كما تعزِّز الاتفاقية جهود «مبادلة» في توفير حلول رعاية صحية وخدمات طبية عالمية المستوى. وتأتي هذه الاتفاقية بعد الاندماج الأخير بين «مبادلة» للرعاية الصحية وشركة «جي 42» للرعاية الصحية، وتأسيس شركة رعاية صحية تكنولوجية جديدة ومتكاملة تُعدُّ الأولى من نوعها في المنطقة، لإحداث نقلة نوعية في عالم الرعاية الصحية، وتقديم نمط جديد للرعاية الصحية الشخصية، يركِّز بشكل أساسي على المريض واحتياجاته الخاصة.
وشهد توقيع الاتفاقية مصبح الكعبي، الرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمار بدولة الإمارات في شركة «مبادلة للاستثمار»، وتمَّ التوقيع بين كلٍّ من بدر سليم سلطان العلماء، المدير التنفيذي لوحدة المجمعات الاستراتيجية في قطاع الاستثمار في الإمارات في «مبادلة»، وراهول سنغفي، الرئيس التنفيذي لشركة «ريزيلينس».
وتعليقاً على هذه الاتفاقية، قال بدر سليم سلطان العلماء، المدير التنفيذي لوحدة المجمعات الاستراتيجية في قطاع الاستثمار في الإمارات، التابع لشركة «مبادلة للاستثمار»: «نحرص في (مبادلة) على الاستثمار في الابتكار، منطلقين من قناعتنا الراسخة بأنَّ جهودنا في تعزيز منظومة صناعة الأدوية الحيوية في أبوظبي سيسهم في بناء اقتصاد وطني متطوِّر ومستدام قائم على المعرفة. وسنطوِّر، من خلال هذه الاتفافية، المزيد من فرص النمو لصناعات الأدوية واللقاحات الحيوية في دولة الإمارات، كما سنؤسِّس مع شركاتنا وشركائنا العالميين هذه المنشأة العالمية، لتأمين سلسلة الإمداد في المنطقة انطلاقاً من إمارة أبوظبي».
ومن جهته قال راهول سنغفي، الرئيس التنفيذي لشركة «ريزيلينس»: «يسرُّنا توسيع نطاق شبكة منشآتنا لتصنيع الأدوية الحيوية خارج أمريكا الشمالية، فيما يشكِّل خطوة مهمة في مسيرة تطوُّر ونمو أعمالنا. وتؤكِّد شراكتنا مع (مبادلة)، التي تتبوَّأ موقع الصدارة في قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، نموَّنا المطرّد، وتمثِّل خطوةً مهمةً في تعزيز قطاع علوم الحياة في دولة الإمارات.»
وتعمل شركة «ريزيلينس»، وهي شركة متخصِّصة في التكنولوجيا الحيوية مقرها الرئيسي في كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، على إيجاد وتأسيس شبكة من المنشآت الصناعية المتكاملة وعالية التقنية، بهدف ضمان إمكانية تصنيع الأدوية واللقاحات الحالية والمستقبلية بسرعة وأمان وعلى نطاق واسع. وستوفِّر الشركة تقنيات التصنيع والتكنولوجيا والخبرات التشغيلية في منشأة «ريزيلينس أبوظبي»، وستعمل على دمج هذه المنشأة في شبكة مرافقها العالمية. وستكون منشأة أبوظبي أول منشأة لشركة «ريزيلينس» خارج أمريكا الشمالية، وستركِّز على توفير إمداداتها لبقية أرجاء العالم.
وتتماشى هذه الشراكة مع الاستراتيجية الصناعية لدولة الإمارات، التي تُعِدُّ قطاع صناعة الأدوية الحيوية من القطاعات ذات الأولوية. وبموجب هذه الاستراتيجية، تتيح دولة الإمارات المجال للمستثمرين والصناعيين والشركات العالمية لتدشين أعمالهم واستثماراتهم في الدولة، والاستفادة من النمو الكبير الذي يشهده هذا القطاع.
يُذكَر أنَّ قطاع صناعة الأدوية واللقاحات الحيوية، في أعقاب التفشّي العالمي لجائحة كوفيد-19، أصبح واحداً من أسرع القطاعات نمواً على مستوى العالم، كما بات قطاعاً يحظى بأولوية واهتمام الشركات الكبرى والناشئة. ومن المتوقَّع أن تصل قيمة السوق العالمية لمنتجات الأدوية الحيوية إلى نحو 5 مليارات دولار أمريكي مع نهاية العام 2027. وإدراكاً لمعدَّل النمو المرتفع في هذا القطاع والنقص المتزايد في إمدادات الأدوية الحيوية على المستوى العالمي، تعمل العديد من دول العالم اليوم على تعزيز قدراتها المحلية لتصنيع الأدوية واللقاحات الحيوية. وتُعدُّ دولة الإمارات مركزاً مهمّاً في مجال توفير وتأمين رعاية صحية وطنية وفق أعلى المعايير العالمية عبر سلسلة توريد علوم الحياة، التي يمتد نطاقها من تصنيع الأدوية الحيوية بموجب هذه الاتفاقية، إلى توفير خدمات رعاية صحية متقدِّمة ومتطورة.