أعلنت هيئة البيئة - أبوظبي عن بدء العمل في قياس انبعاثات المركبات عن بُعد على طرق أبوظبي، باستخدام أحدث التقنيات المبتكرة، التي تُستخدَم للمرة الأولى في المنطقة، بالشراكة مع شركة «إيرث إنتليجنس» للاستشارات البيئية "4EI"، وشركة «هيجر» لتقنيات البيئة والغلاف الجوي (هيت) "HEAT"، ومقرها الولايات المتحدة الأميركية.

وتستخدم الهيئة تكنولوجيا متطورة لقياس الانبعاثات الناتجة عن عوادم المركبات، طوَّرتها شركة «هيجر» لتقنيات البيئة والغلاف الجوي "HEAT"، وهي حاصلة على براءة اختراع من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، وكذلك استخدام تقنية كشف الانبعاثات والإبلاغ عنها "EDAR" التي تقيس الانبعاثات على الطرقات من خلال أجهزة الكشف الآنية القائمة على الليزر. وستُقاس الانبعاثات من المركبات مدةَ ثلاثة أسابيع، في ستة مواقع مختلفة من إمارة أبوظبي.

وعبر هذه التقنية، تكون الهيئة قادرة على قياس الانبعاثات الناجمة عن عوادم المركبات المتحركة بدقة، وفي الوقت الفعلي، إضافة إلى تحديد رقم لوحة المركبة، الذي يُستخدَم فقط للحصول على المعلومات الفنية للمركبة، مثل العلامة التجارية، والطراز، ونوع الوقود، ومعيار الانبعاث، ووزن السيارة، فيما لن تُستخدَمَ أيُّ بيانات شخصية في هذه الدراسة.

وتعدُّ هذه المبادرة جزءاً من برنامج الإدارة المتكاملة لجودة الهواء الذي وضعته الهيئة، حيث تسهم في وضع أساسٍ علميٍّ للسياسات، واللوائح المستقبلية لمراقبة جودة الهواء، وتطوير أدوات تشريعية مناسبة لتقليل الانبعاثات من المركبات، وتحديد أنواع وأصناف المركبات الأكثر تلويثاً حسب فئتها، والتكنولوجيا المستخدمة فيها، وإنشاء المدخلات الخاصة ببيانات جودة الهواء لنظام النمذجة الرياضية، وتطوير عوامل انبعاث الهواء المحلي، وغازات الدفيئة، فضلاً عن تعزيز جهود البحث الأكاديمي، ومشاريع الابتكار.

وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي: «تتمثَّل مهمتنا الأساسية في الهيئة بتعزيز صحة البيئة، للمساهمة في توفير حياة أفضل لسكان إمارة أبوظبي، ولكي تكون جودة الهواء لدينا مطابقة لأعلى المعايير، ويُعدُّ هذا المشروع خطوة رئيسة في الاتجاه الصحيح بالنسبة إلينا للمساهمة في تحقيق رؤية الحكومة، لتكون مدينة أبوظبي الأكثر ملاءمة للعيش في العالم».

وأضافت: «نعلم أنَّ قطاع النقل يؤثِّر بشكل كبير في جودة الهواء، والصحة العامة، حيث إنَّ مصدر الانبعاثات الرئيس في المدن هو المركبات، الأمر الذي يؤثِّر سلباً في جودة الهواء المحيط، ونحن نسعى لجمع البيانات والمعلومات الدقيقة من خلال الدراسات، والأبحاث العلمية، حتى نتمكَّن من اتخاذ قرارات صحيحة ومدروسة. وهذا الأمر يسهم في تعزيز قدرتنا على تنفيذ السياسات بفاعليةٍ أكبرَ للارتقاء بمستويات جودة الهواء وحماية المجتمع. ونحن حريصون دائماً على استخدام أحدث التقنيات المتطورة. ومن خلال مراقبة انبعاثات ملوثات الهواء من المركبات باستخدام تقنية الاستشعار عن بُعد، سنجمعُ البيانات في الوقت الفعلي دون تعطيل حركة المرور. وبواسطة البيانات المتراكمة، سنكون قادرين على وضع خطط وبرامج التخفيف، حتى نتمكَّن من تقليل الانبعاثات في الهواء الذي نتنفَّسه، ما يضمن سلامة السكان ورفاهيتهم».

وقال ديفيد كريتشلي، الرئيس التنفيذي لشركة «إيرث إنتليجنس» "4EI": «نحن فخورون جداً بالعمل جنباً إلى جنب مع هيئة البيئة – أبوظبي، وشركة (هيت( "HEAT" في هذا المشروع المهم، الذي يؤكِّد الرؤية الطموحة للهيئة، التي تعدُّ أوَّلَ مؤسسة حكومية تقدِّم هذه التقنية الرائدة إلى دول مجلس التعاون الخليجي؛ الأمر الذي يعكس مدى التزام أبوظبي بالمحافظة على جودة الهواء. وتلتزم شركة 4EI باستخدام خدمات الاستشعار عن بُعد، لحماية كوكب الأرض، وتحسين حياة الإنسان. هذا مثال آخر على أهمية تكامل المبادرات الحكومية، واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتعزيز المعرفة، وتحسين بيئتنا وحمايتها».

وقالت يولا هيجر، مدير شركة (هيت) "HEAT": «يُعدُّ هذا المشروع المشترك ذا أهمية بالغة في سعي أبوظبي إلى تحقيق إنجاز جديد في مجال حماية البيئة. علينا أن نعمل معاً لتحقيق الاستدامة؛ فمع تضافر جهود القطاعين العام والخاص، نتمكَّن من تحسين جودة الهواء عبر تقليل انبعاثات المركبات التي تلوِّث البيئة».

وتشارك الهيئة البيانات التي ستُجمَع من خلال هذا المشروع مع ثلاثة من شركائها الرئيسين في إمارة أبوظبي؛ وهم شرطة أبوظبي، ودائرة البلديات والنقل، ومركز النقل المتكامل. ويقدِّم المشروع صورة شاملة ودقيقة عن الانبعاثات من عوادم المركبات أثناء سيرها على الطرقات، باستخدام تكنولوجيا متقدمة لرصد الانبعاثات وتحليلها.

ومن خلال هذا التعاون، تصبح شرطة أبوظبي المسؤولة عن توفير المعلومات الفنية للمركبات، وإدارة حركة المرور، خلال عملية المراقبة، وجمع البيانات، في حين تقدِّم دائرة البلديات والنقل التصاريح اللازمة لوضع معدات الاستشعار عن بُعد "EDAR" إلى جانب الطريق، وتدير أيضاً جميع التراخيص والموافقات الأخرى لتنفيذ الدراسة. ويعمل مركز النقل المتكامل على تنسيق معلومات تدفُّق حركة المرور، وتقديم توصيات فيما يخصُّ اختيار الموقع، مثل بوابات التعرفة المرورية، والجسور، وما إلى ذلك.

ومن خلال هذه التقنية المتطورة، تتمكَّن الهيئة من معالجة البيانات التي جُمِعَت بطريقة آلية، والتنسيق مع الجهات المعنية لمطابقة معلومات وبيانات الاستشعار عن بُعد مع تلك الموجودة في قواعد بيانات تسجيل المركبات في الإمارة. ويتم خلال فترة الدراسة توفير تحليلات مفصَّلة للبيانات التي تُجمَع (مثل الانبعاثات بالكيلومترات المقطوعة، ونوع السيارة، وسنة الطراز، والحمولة، وغيرها)، ما يسهم في وضع توصيات للحد من آثار تلوُّث الهواء الناجم عن المركبات.

وقال المهندس فيصل علي الحمادي، المدير التنفيذي لقطاع الجودة البيئية في هيئة البيئة – أبوظبي: «يقدِّم شركاؤنا دعمهم الكامل لهذا المشروع الجديد والمهم، الذي يُعدُّ الأول من نوعه في المنطقة، حيث تُستخدَم أحدثُ تقنيات الاستشعار عن بُعد لمراقبة انبعاثات المركبات في الوقت الفعلي، وستكون البيانات التي نجمعها مفيدة للغاية لنا، كوننا هيئة تنظيمية تعتمد على البيانات والمعلومات العلمية الدقيقة، وكذلك تكون مفيدة لشركائنا في الإمارة. وتسهم هذه البيانات في تعزيز الجهود التي تبذلها دائرة البلديات والنقل، ومركز النقل المتكامل لوضع السياسات للحد من الانبعاثات الناجمة عن قطاع المركبات، إضافةً إلى توفير بيانات خط الأساس، ومعلومات عن الانبعاثات من أسطول المركبات الحالي في إمارة أبوظبي. ومن خلال هذا المشروع، تتمكَّن شرطة أبوظبي من الوصول إلى قاعدة بيانات شاملة لخصائص أسطول المركبات الحالي، والمعلومات التي يمكن أن تساعدهم على تعزيز عملية ترخيص المركبات».

وأضاف: «الأهمُّ من ذلك، وعلى نطاق استراتيجي أكبر، أنَّ هذا المشروع يساعد أيضاً على تطوير برامج للحد من انبعاثات الملوثات الضارة في الهواء، ضماناً لجودته، ولحياةٍ صحيةٍ أفضلَ لسكان إمارة أبوظبي. وفي المستقبل، يسهم شركاؤنا في مواءمة سياساتنا واستراتيجياتنا، فضلاً عن توفير البيانات، والمعلومات المطلوبة، والدعم اللازم لتعزيز معرفتنا بقطاع النقل، والقطاعات الفرعية له، بهدف دعم تدابير التخفيف من انبعاثاته؛ إذ نعلم أنه أحد المصادر الرئيسة لملوثات الهواء في الإمارة».

يُشار إلى أنَّ أنظمة الاستشعار عن بُعد تستخدم التحليل الطيفي للامتصاص، لقياس تركيزات الملوثات الناتجة عن عوادم المركبات على الطرقات بشكل غير تداخلي، حيث توَجَّه الأداةُ ليمرَّ شعاع الضوء الناتج عن المصدر عبر عوادم المركبات المارة. ويحتاج كلُّ قياس عن طريق الاستشعار عن بُعد إلى أقلَّ من ثانية، ويعطي تقديراً لتركيز الملوثات في عادم المركبة. وتقيس أنظمة الاستشعار عن بُعد أول أكسيد النيتروجين (NO)، وثاني أكسيد النيتروجين (NO2)، وأول أكسيد الكربون (CO)، والهيدروكربونات (HC)، وثاني أكسيد الكربون (CO2)، والجسيمات العالقة في الهواء (PM).