أبرمت مجموعة موانئ أبوظبي عدد من الاتفاقيات مع كل من «يونيكارغاز» و«مالتي باركيز» أدت إلى توقيع اتفاقية امتياز لمدة 20 عاماً (قابلة للتمديد لعشرة أعوام أخرى) مع سلطة موانئ لواندا لتحديث محطة لواندا متعددة الأغراض في أنجولا وتشغيلها.
وبموجب الاتفاقيات مع كل من «يونيكارغاز» و«مالتي باركيز»، استحوذت مجموعة موانئ أبوظبي على نسبة 81% من مشروع مشترك سيتولى تشغيل المحطة، وعلى نسبة 90% في مشروع مشترك آخر، ليقدم الخدمات إلى المحطة وإلى سوق الخدمات اللوجستية الأنجولية عموماً.
وتستثمر مجموعة موانئ أبوظبي أكثر من 921 مليون درهم (251 مليون دولار) لتحديث المحطة، وتطوير مركز الخدمات اللوجستية على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة, مع إمكانية زيادة قيمة الاستثمار إلى 1.39 مليار درهم (379 مليون دولار) على امتداد فترة الامتياز ورهناً بالطلب في السوق.
يعد ميناء لواندا البوابة البحرية الرئيسية على سواحل أنجولا، ويؤدي دوراً رئيسياً في رفد الاقتصاد المحلي لأنجولا، بقدرته على مناولة أكثر من 76% من الحاويات والبضائع العامة في البلاد. ويتمتع الميناء بموقع مميز يتيح له استيعاب فرص النمو في أحجام مناولة الحاويات في البلاد، التي يتوقع أن ترتفع بمعدل سنوي بنسبة 3.3% خلال العقد المقبل. ويعد الميناء أحد المراكز الرئيسية لخدمات إعادة الشحن في منطقة وسط غرب إفريقيا، فهو يرفد التجارة البحرية في البلدان غير الساحلية، وتشمل جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا.
وقال ريكاردو دي أبريو، وزير النقل الأنجولي: «يعد ميناء لواندا البوابة البحرية الرئيسية لأنجولا، ومركزاً حيوياً لرفد التجارة وتعزيز الاقتصاد في المنطقة. ومن خلال شراكتنا الاستراتيجية مع مجموعة موانئ أبوظبي، فإننا على أهبة الاستعداد لتحويل الميناء إلى منشأة حديثة متعددة الأغراض، تسهم بشكل كبير في تعزيز قدراتنا اللوجستية، وتحفيز نمونا الاقتصادي على امتداد منطقة وسط غرب إفريقيا. ويشكل هذا التعاون علامة فارقة في مسيرتنا نحو تحديث البنية التحتية، وتسهيل الوصول إلى أسواق التجارة العالمية، ما يقودنا نحو مستقبل واعد لأنجولا وشركائها».
وقال الكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي: «يأتي توقيع هذه الاتفاقيات اليوم مع شركائنا الأنجوليين، تنفيذاً للاتفاقية الإطارية التي وقعتها المجموعة في العام الماضي مع الحكومة الأنجولية بحضور معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة في وزارة الخارجية. وتماشياً مع الرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة، نهدف من خلالها إلى تطوير المحطة متعددة الأغراض إلى جذب أعمال خطوط الشحن العالمية الرائدة وتقديم أعلى مستويات الكفاءة وجودة الخدمة، ما يعود بالنفع الكبير على اقتصادات بلداننا وشركائنا وأصحاب العلاقة والمتعاملين».
وقال يواكيم دا بيداد، منسق لجنة الإدارة في شركة يونيكارغاز: «تمثل شراكتنا في يونيكارغاز مع مجموعة موانئ أبوظبي فرصة لإحداث تحول جذري، حيث يمكننا الاستفادة من الخبرات والموارد العالمية لتسريع عملية تطوير وتوسيع ميناء لواندا والبنية التحتية اللوجستية. وسنواصل العمل معاً لاستكشاف فرص وإمكانات جديدة، والإسهام في تنمية الاقتصاد، وترسيخ مكانة أنجولا لاعباً رئيسياً في قطاع التجارة البحرية على مستوى العالم».
وقال محمد عيضه طناف المنهالي، الرئيس التنفيذي الإقليمي، لمجموعة موانئ أبوظبي: «يسرنا أن نرى هذه الاتفاقيات التاريخية تؤتي ثمارها، حيث تعد أنجولا شريكاً بالغ الأهمية لمجموعتنا. وإننا نتطلع للعمل مع الإدارة المحلية والفرق الميدانية في كل من (يونيكارغاز) و (مالتي باركيز) للاستفادة من خبراتنا وإمكاناتنا لضمان اجتياز المرحلة الانتقالية بشكل سلس وتوفير فرص جديدة لنمو وتطوير الأعمال».
ووفقاً لبنود اتفاقية الامتياز، سيُجري المشروع المشترك تحديثاً كبيراً على المحطة الحالية متعددة الأغراض لتتحول إلى محطة لمناولة الحاويات والمركبات، وستتوسع منطقة الامتياز من 178,000 متر مربع لتصل إلى 192,000 متر مربع، وسيحدث جدار الرصيف؛ وتضاف رافعات رصيف، ورافعات جسرية، وغيرها من المعدات الحديثة؛ إضافة إلى توسيع عمق الغاطس من 9.5 أمتار إلى 16 متراً، وتطوير أنظمة تقنية المعلومات.
ومن المخطط الانتهاء من إعادة تطوير المحطة في الربع الثالث من عام 2026، ما يؤدي إلى زيادة أحجام مناولة الحاويات من 25,000 حاوية نمطية لتصل إلى 350,000 حاوية نمطية، وزيادة أحجام مناولة المركبات لتصل إلى أكثر 40,000 ألف مركبة. وخلال مرحلة إعادة التطوير التي ستستغرق ثلاثة أعوام، ستنقل عمليات مناولة حاويات المحطة إلى رصيف قريب، وستنقل أحجام المناولة الزائدة إلى مستودع الحاويات الداخلي «فيانا» التابع لشركة «مالتي ماركيز»، ما يسهم في خفض آثار عمليات التطوير على أنشطة المتعاملين.
ويوفر المشروع المشترك الآخر للمجموعة مع يونيكارغاز خدمات لوجستية متكاملة وخدمات شحن للمتعاملين المحليين والإقليميين والدوليين. وستشغل المشروع المشترك شركة نواتوم للخدمات اللوجستية، التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي، لإدارة حركة الحاويات إلى «مستودع فيانا»، وتوفير النقل قصير وطويل المدى بالشاحنات عبر أراضي أنجولا والبلدان المجاورة، مستفيدة من خبرتها العالمية الواسعة وبنيتها التحتية وشبكاتها اللوجستية ومن المعرفة والقدرات والأصول المحلية التي يتمتع بها فريق يونيكارغاز.
وستتولى نواتوم أنشطة الإدارة والتشغيل لأسطول شاحنات يونيكارغاز الحالي، والمواقع اللوجستية المنتشرة في أنحاء البلاد. وستعمل أيضاً على تعزيز كفاءة الأعمال من خلال الاستثمار في آلات جديدة، وشاحنات مبردة ومسطحة، وتحديث أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها، للتوصيل بسلاسة عبر المنظومة الرقمية لشركة نواتوم للخدمات اللوجستية، ما يؤدي إلى توفير سلسلة توريد كاملة وشاملة، وتعزيز الكفاءة التشغيلية.
وتدرس مجموعة موانئ أبوظبي أيضاً من خلال القطاع البحري والشحن التابع لها، الفرص المتاحة لدعم قطاع العمليات البحرية في أنجولا والقطاعات الأخرى ذات الصلة، ونشر الأصول التي تشمل السفن التي توفر مساكن لطواقم العمل البحرية، وعبارات الركاب، وسفن الإمداد للمنصات البحرية، وغيرها من المراكب البحرية والبنية التحتية ذات الصلة.
ويذكر أن التعداد السكاني لجمهورية أنجولا يبلغ 34.5 مليون نسمة، وينمو بمعدل 3.2%، وتمثل أنجولا سادس أكبر اقتصاد في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يبلغ إجمالي ناتجها المحلي 74 مليار دولار، ولديها سوق محلية كبيرة تتطلب تدفق كميات كبيرة من البضائع.