وقَّعت مجموعة موانئ أبوظبي، المحرِّك العالمي الرائد للتجارة والصناعة والخدمات اللوجستية، اتفاقية امتياز مدتها 50 عاماً مع صندوق ميناء كراتشي، المؤسَّسة التابعة لحكومة باكستان الفيدرالية، التي تتولى الإشراف على إدارة العمليات في ميناء كراتشي.
وبموجب اتفاقية الامتياز، سيُؤسَّسُ مشروع مشترك بين مجموعة موانئ أبوظبي، بصفتها مساهماً بحصة الأغلبية، وشركة «كاهيل تيرمينالز»، التي تتخذ من الإمارات مقراً لها، لإدارة وتشغيل وتطوير «بوابة كراتشي المحدودة»، التي تضمُّ المراسي 6 – 9، الواقعة في المحطة الشرقية لميناء كراتشي.
وسيُخصِّص المشروع المشترك استثمارات كبيرة لتطوير البنية التحتية والفوقية على مدى الأعوام العشرة المقبلة، ومن المخطَّط أن تُضَخَّ غالبية هذه الاستثمارات في عام 2026. وتشمل أعمال التطوير زيادة عمق الغاطس في المراسي، وتوسيع جدار الرصيف، وزيادة حجم ساحة تخزين الحاويات. وبموجب هذه الاستثمارات، ستكون المحطة قادرة على مناولة السفن من فئة «بوست باناماكس»، التي تصل سعتها إلى 8,500 حاوية نمطية، كما سترتفع الطاقة الاستيعابية للمحطة من 750 ألفاً إلى مليون حاوية نمطية سنوياً، وستؤدي أنشطة التوسُّع والتطوير إلى تعزيز مكانة المحطة وميناء كراتشي لاعبَيْن رئيسيَّيْن في القطاع البحري.
وتنصُّ الاتفاقية أيضاً على أن يتولّى المشروع المشترك الجديد تنفيذَ جميع العقود والمرافق والعمليات التي تُنفِّذها حالياً شركة «بي آي سي تي». ويشار إلى أنَّ المحطة تجري جميع معاملاتها بالدولار الأمريكي، ولذا فهي غير معرَّضة لتقلبات سعر صرف العملات الأجنبية مقابل الروبية الباكستانية. وقد نجحت المحطة في تحقيق إيرادات سنوية بلغت نحو 202 مليون درهم، وأرباح قبل استقطاع الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بنحو 110 ملايين دولار سنوياً.
ويأتي توقيع هذه الاتفاقية الاستراتيجية في أعقاب توقيع الطرفين، في مايو من العام الجاري، مذكرةَ تفاهم تعكس رؤيتهما المشتركة لدفع عجلة التنمية، وتعزيز التنويع التجاري، وتوطيد العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وباكستان.
كما وقَّعت مجموعة موانئ أبوظبي ثلاث مذكرات تفاهم مع حكومة باكستان، لتأسيس إطار عمل للتعاون في تعزيز البنية التحتية للنقل، وتسهيل وتطوير عمليات نقل البضائع، وتقليص نفقات الخدمات اللوجستية، وتعزيز تنافسية ميناء كراتشي، إضافةً إلى التعاون في مشاريع أخرى ذات اهتمام مشترك. وبموجب هذه المذكرات، ستقدِّم المجموعة الخبرات الفنية والمشورة والدعم لحكومة باكستان في تخطيط وتصميم وتطبيق مشاريع البنى التحتية للتجارة والجمارك والخدمات اللوجستية في باكستان.
تشمل مذكرات التفاهم الثلاث الموقَّعة مذكرة تفاهم ربط السكك الحديدية، وبموجبها اتفقَ الطرفان على التعاون لتطوير وتحديث ربط ميناء كراتشي بأنظمة السكك الحديدية، ومذكرة تفاهم المنطقة الحرة، التي تؤسِّسُ علاقةً تعاونيةً بين مجموعة موانئ أبوظبي وهيئة ميناء قاسم، لتطوير وتشغيل وإدارة المرافق الصناعية والمنطقة الحرة في منطقة ميناء قاسم، أو إحداهما، أمّا مذكرة التفاهم الثالثة فهي اتفاقية الحلول الرقمية، وبموجبها ستتعاون مجموعة موانئ أبوظبي وحكومة باكستان، لتطوير التجارة الرقمية والحلول اللوجستية، بما في ذلك رقمنة العمليات الجمركية.
وبهذه المناسبة، قال معالي سهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية: «يسعدنا أن نشهد توقيع اتفاقية الامتياز التي تعكس التزام دولة الإمارات العربية المتحدة المستمر بتعزيز علاقاتنا مع باكستان، وهذا المشروع المشترك هو ترجمة عملية لالتزامنا بالاستثمار في زيادة الطاقة الاستيعابية للموانئ وتطوير البنية التحتية التي ستسهم في رفد التجارة والأعمال البحرية، وتعزير شبكة الربط في المنطقة، إضافة إلى تحقيق أهداف كلا البلدين نحو تحقيق المرونة والتنوع الاقتصادي».
ومن جانبه، قال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية: «تسهم هذه الاتفاقية البارزة في الارتقاء بإمكانات المحطة وقدراتها، وستزيد من جاذبيتها لدى الشركاء التجاريين الدوليين، ما يسهم في ترسيخ مكانة كراتشي واحداً من الفاعلين الأساسيين في قطاع التجارة العالمية. إنَّ مجموعة موانئ أبوظبي لا تستثمر فقط في تطوير محطة بوابة كراتشي، بل تفسح المجال أيضاً لمزيد من فرص التعاون المتبادل بين دولة الإمارات العربية المتحدة وباكستان، وذلك في إطار التزامنا بتحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة لتعزيز التعاون مع جميع شركائنا الدوليين ومع شركائنا في حكومة باكستان».
وبهذه المناسبة، قال الكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي: «يُسعدنا الدخول في شراكة استراتيجية مع الحكومة الباكستانية. إنَّ توقيع اتفاقية الامتياز مع صندوق ميناء كراتشي، ومذكرات التفاهم الثلاث، يُجسِّد رؤية مجموعة موانئ أبوظبي الاستراتيجية لتعزيز الاستثمار عبر طرق التجارة البحرية الرئيسية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويتيح لنا تطبيق نموذج أعمالنا المتكامل والناجح في الدول والمناطق التي توفِّر فرصاً واعدة لتحقيق النمو المستدام على المدى الطويل».
وأضافَ: «تُمثِّل اتفاقية الامتياز فصلاً جديداً من النمو والازدهار لكلا البلدين، وتُمكِّننا من تعزيز العلاقات مع الدول التجارية الرئيسية في المنطقة لدفع النمو الاقتصادي. وتماشياً مع توجيهات قيادتنا الرشيدة، فإننا نتطلَّع معاً إلى تعزيز الفرص المستقبلية، وإعادة تصوُّر القطاع البحري، وخلق قيمة حقيقية لجميع أصحاب العلاقة».
وقال معالي فيصل سابزواري، وزير الملاحة البحرية في حكومة باكستان الفيدرالية: «تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة وباكستان علاقة وثيقة تمتد عقوداً طويلة رسَّختها القيادة الرشيدة لكلا البلدين، لنشهد معاً نموّاً متواصلاً في العلاقات التجارية والاستثمارية المتبادلة. ويعكس توقيع هذه الاتفاقية الرؤية المشتركة لبلدينا من أجل تطوير البنية التحتية للموانئ، ما يُمهِّد الطريق لبناء نظام بيئي بحري عالمي مزدهر».
ومن جانبه، قال سيد سيدين رضا زيدي، رئيس مجلس إدارة صندوق ميناء كراتشي: «تُشكِّل هذه الاتفاقية التاريخية بين مجموعة موانئ أبوظبي وصندوق ميناء كراتشي علامة فارقة، وتحمل فرصاً واعدة لنمو وتطوير ميناء كراتشي. وسنعمل على توحيد الجهود لإنشاء محطة حاويات رائدة، تُسهم في تعزيز قدراتنا وجذب الاستثمار وتحفيز الاقتصاد».
ووفقاً لوزارة التجارة الخارجية الباكستانية، فقد كانت دولة الإمارات العربية المتحدة الشريك التجاري الإقليمي الأول لباكستان في عام 2021، وحازت دولة الإمارات أكثر من 40% من تجارة باكستان مع الدول العربية، ووصلت الصادرات الإماراتية غير النفطية إلى باكستان قُرابة 4.8 مليارات درهم (1.3 مليار دولار) في عام 2022. وعلاوة على ذلك، بلغت عمليات إعادة التصدير من الإمارات إلى الأسواق الباكستانية 10.6 مليارات درهم، بنسبة نمو بلغت 7.7% مقارنة بعام 2021.