وقعت دائرة البلديات والنقل بإمارة أبوظبي اتفاقية تعاون مع شركة بيانات لرسم الخرائط والمساحة والبيانات الجيومكانية، والتابعة لمجموعة "42" الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية منذ عام 2008، يتعاون بموجبها الطرفان في تنفيذ عملية التشغيل التجريبي للمركبات ذاتية القيادة لنقل الركاب في إمارة أبوظبي، ودعم استراتيجية دائرة البلديات والنقل للنقل الذكي، وتطوير حلول ذكية ومبتكرة للتنقل تدعم جهود الدائرة ومركز النقل المتكامل التابع لها، نحو إرساء البنية التحتية اللازمة لاستخدام المركبات ذاتية القيادة ضمن منظومة نقل متكاملة ومستدامة ترتقي بجودة الخدمات المقدمة لسكان الإمارة وروادها، وتدعم التنمية المحلية بمختلف أبعادها.
وقد وقع الاتفاقية كل من سعادة عبدالله المرزوقي، المدير العام لمركز النقل المتكامل، والسيد حسن الحوسني، الرئيس التنفيذي لشركة بيانات بحضور معالي فلاح محمد الأحبابي، رئيس دائرة البلديات والنقل، وسعادة عبدالله الساهي، وكيل دائرة البلديات والنقل وسعادة منصور المنصوري الرئيس التنفيذي للعمليات لمجموعة جي 42.
وتعقيباً على توقيع الاتفاقية، قال سعادة عبدالله المرزوقي المدير العام لمركز النقل المتكامل، إن إطلاق التشغيل التجريبي للمركبات ذاتية القيادة في إمارة أبوظبي، يدشن مرحلة جديدة في مسيرة قطاع النقل المحلي وتطوير هذا القطاع من خلال توظيف التقنيات الذكية في خدمة سكان الإمارة وروادها. إن هذا التعاون مع "بيانات" سيسهم في إعادة صياغة مفاهيم النقل ومستقبل هذا القطاع، ويعزز من دوره في خدمة المجتمع والاقتصاد، لا سيما أن النقل الذكي يسهل حركة التنقل ويحسن انسيابية الحركة المرورية ويرفع مستوى السلامة على الطرق.
وأشار المرزوقي إلى أن الاتفاقية الموقعة مع شركة بيانات، تتيح المجال أمام القطاع الخاص وهو شريك استراتيجي حيوي في عملية التنمية المحلية، للمشاركة في تطوير قطاع النقل الذكي ودعم البرامج والمشروعات الحالية والمستقبلية لتطوير هذا القطاع والتمكين من مواكبة المتغيرات المتلاحقة التي يشهدها.
هذا وينص الاتفاق الموقع بين الطرفين على إنشاء برنامج المركبات ذاتية القيادة بالتنسيق مع الدائرة وبالتعاون بين مركز النقل المتكامل وشركة بيانات، وإطلاق عملية التشغيل التجريبي للمركبات ذاتية القيادة على مرحلتين، تشمل المرحلة الأولى ثلاث مركبات تعمل في المنطقة الرئيسية بجزيرة ياس، وتتوزع مواقع الإركاب والتنزيل فيها على الفنادق والمطاعم ومراكز التسوق والمكاتب، فيما تتضمن المرحلة الثانية ما يزيد على 10 مركبات في مناطق ومحطات مختلفة بمدينة أبوظبي. وستكون الخدمة مجانية في المرحلتين، ويتم تقديمها من الساعة 8:00 صباحاً إلى الساعة 8:00 مساءً، مع وجود موظف السلامة في مقعد القيادة، لتسهيل عملية التشغيل والتدخل في حال ظهور أي أمر مفاجئ، وحرصا على تطبيق أعلى معايير الأمن والسلامة.
شراكتنا مع دائرة البلديات والنقل ومركز النقل المتكامل تفتح آفاقاً مثيرة جديدة وفرصاً مهمة لتحويل قطاع النقل، وتعزيز السلامة على الطرق، وتحسين استهلاك الطاقة والازدحام المروري، وإحداث ثورة في طريقة عيش الناس وعملهم وتنقلهم
حسن الحوسني، الرئيس التنفيذي لشركة بيانات
وتقوم شركة بيانات بتوفير نظام تقني لإدارة المركبات ذاتية القيادة، ودعم عملية الاختبار الشامل لمستويات السلامة والأمان، بما في ذلك إدارة نظام الأمان المركزي ومنصة إدارة العمليات، فضلاً عن الإشراف على عملية المركبات ذاتية القيادة الشاملة لغرض الامتثال لقانون السير والمرور ولائحته التنفيذية لدولة الإمارات العربية المتحدة بشكل كامل. تتماشى هذه المبادرة مع رؤية الشركة بأن تكون شريكاً فاعلاً ومؤثراً في تطوير قطاع النقل الذكي.
وتعليقاً على هذا التعاون بين الجانبين، قال السيد حسن الحوسني، الرئيس التنفيذي لشركة بيانات: "إن شراكتنا مع دائرة البلديات والنقل ومركز النقل المتكامل تفتح آفاقاً مثيرة جديدة وفرصاً مهمة لتحويل قطاع النقل، وتعزيز السلامة على الطرق، وتحسين استهلاك الطاقة والازدحام المروري، وإحداث ثورة في طريقة عيش الناس وعملهم وتنقلهم".
وأضاف الحوسني: "تعتمد المركبات ذاتية القيادة بشكل كبير على البيانات الجغرافية المكانية، ورسم الخرائط المتقدمة وقدرات الذكاء الاصطناعي، وبيانات لديها المزيج الصحيح من الخبرة والتكنولوجيا للمساهمة في نمو هذه الصناعة بدولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها ".
كما سيتعاون الطرفان في إطار الاتفاقية الموقعة لاستكشاف اتجاهات صناعة المركبات المستقلة ذاتية القيادة، وأحدث التقنيات والحلول المبتكرة في هذا المجال، وإرساء البنية التحتية الأساسية للمركبات ذاتية القيادة في إمارة أبوظبي، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، خريطة عالية الدقة وتحديد المواقع بالتكنولوجيا عالية الدقة ومجال اختبار اعتماد المركبات ذاتية القيادة وتكنولوجيا البنية التحتية التي تختبر تقنية اتصال المركبة بمحيطها الخارجي، فضلاً عن استكشاف فرص التعاون الأخرى في مجال البحث والتطوير الخاصة بالمركبات ذاتية القيادة، وتطوير أسطح الاختبار وغيرها من التجارب الأخرى للمركبات ذاتية القيادة الخاصة بالركاب والتسليم.
وفي هذا السياق، ستعمل دائرة البلديات والنقل وبالتنسيق والتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين أصحاب العلاقة على إرساء البنية التشريعية والتنظيمية والرقابية اللازمة لاستخدام المركبات ذاتية القيادة، ومراجعة واعتماد المنافذ الضرورية والبنية التحتية لجانب الطريق وطرق اختبار المركبات ذاتية القيادة، والإشراف على الجوانب المتعلقة بالسلامة والتدريب، وإصدار التصاريح ذات الصلة، وإعداد اللوائح والأدلة اللازمة للمركبات ذاتية القيادة في أبوظبي وخاصة على المستويين 3 و 4 (مستويات لأتمتة المركبات ذاتية القيادة)، واعتماد معايير الأمن الإلكتروني للنقل الذكي والتي تضمن أمن الاتصالات والبرمجيات المستخدمة في المركبة ذاتية القيادة وأي إجراءات ضرورية إضافية لضمان أعلى مستويات الأمان والسلامة والكفاءة التشغيلية في هذا القطاع.
جدير بالذكر أن المركبات ذاتية القيادة هي مركبات قادرة على استشعار البيئة المحيطة بها والملاحة دون تدخل بشري، وتعتمد على خوارزميات رسم الخرائط والبيانات التي تحصل عليها من أجهزة استشعار متعددة مدمجة بها لتحديد مسار الطريق، وتتضمن أجهزة الاستشعار النموذجية أنظمة تقنية أشبه بالرادار، ونظام رؤية مجسمة، ونظام تحديد المواقع الجغرافية (GPS)، ونظام التعرف البصري على الأشياء، ونظام تحديد الموقع في الوقت الحقيقي.