وقَّعت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي اتفاقية مع «نِعمة»، المبادرة الوطنية للحدِّ من فقد وهدر الغذاء، تحدِّد أُطُر التعاون بين الجانبين تحقيقاً لأهدافهما المشتركة، وترسيخاً لأفضل الممارسات المستدامة في قطاعات السياحة والضيافة والفعاليات في الإمارة.

وقَّع المذكرة سعادة صالح محمد الجزيري، المدير العام لقطاع السياحة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وخلود حسن النويس، الرئيس التنفيذي للاستدامة في مؤسَّسة الإمارات والأمين العام للجنة مبادرة «نِعمة».

ويُعزِّز هذا التعاون إسهام قطاع السياحة والضيافة في تحقيق الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، سعياً إلى خفض فقد الغذاء وهدره بنسبة 50% بحلول عام 2030، تماشياً مع الهدف 12.3 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

وتغرس مبادرة «نعمة» قيم الحفاظ على الموارد، وتسلِّط الضوء على التأثير السلبي لهدر الطعام، وتعزِّز ثقافة المسؤولية والعناية بالبيئة، وتقود الجهود نحو مستقبل مستدام، مشكِّلة جانباً رئيسياً من جهود الدولة لضمان الأمن الغذائي والتعامل مع تحديات تغيُّر المناخ.

وقال سعادة صالح محمد الجزيري: «تعكس مذكرة التفاهم التزام دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بالتنمية المستدامة، وتدعم خطواتنا نحو تكريس مكانة الإمارة وجهةً عالميةً رائدةً للسياحة والفعاليات المسؤولة بيئياً. ويمنحنا التعاون مع مبادرة (نِعمة) خريطة طريق تتضمَّن خطواتٍ واضحةً وفعَّالةً للحد من فقد الغذاء وهدره، ورفع مستوى وعي زوّارنا وشركائنا بأفضل الممارسات لترشيد الاستهلاك».

وبموجب الاتفاقية، تعمل الدائرة على تشجيع المطاعم والفنادق والمنشآت السياحية على تبنّي ممارسات مستدامة، مثل ضبط أحجام الوجبات، وتحديث تصميم قوائم المأكولات، والاستفادة من الفائض، إلى جانب تنفيذ حملات توعية للمجتمع والزوّار للتعريف بتأثير هدر الغذاء في البيئة، وأهمية الاستهلاك المسؤول للموارد.

وقالت خلود حسن النويس: «تُشكِّل الاتفاقية مع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي خطوة محورية نحو تعزيز الاستدامة في قطاعَي الضيافة والسياحة في دولة الإمارات. ويتيح هذا التعاون توسيع نطاق جهودنا للعمل مع الفنادق والمطاعم والمؤسَّسات السياحية لاعتماد ممارسات فعّالة تهدف إلى الحدِّ من هدر الطعام، من خلال تعزيز نهج الاقتصاد الدائري، وتطبيق الحوافز لتغيير السلوك، وتبنّي حلول مبتكرة للتحسين. وستقود (نِعمة) حملاتٍ توعويةً تُبرز أهمية الاستهلاك المسؤول والواعي».

وستتعاون الدائرة أيضاً مع الجهات المعنية لتنسيق إعادة توزيع فائض الطعام على المؤسَّسات الخيرية وبنوك الطعام أو استخدامه في صناعة السماد العضوي، إضافةً إلى جمع المعلومات عن مؤشرات هدر الطعام في القطاع السياحي لتحديد أفضل التوجُّهات، ومجالات التحسين، وتوظيفها في تطوير الاستراتيجيات المستقبلية.

يُذكَر أنَّ دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي تتبنّى عدداً من مبادرات الاستدامة، من بينها تقليل استعمال المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في القطاع السياحي، ودعم منتجي المواد الغذائية المحليين، والحدِّ من الانبعاثات الناتجة عن نقلها.

وتعاونت الدائرة مع «نِعمة» خلال الدورة الأولى من «قمة تمكين كفاءة الطاقة» للحد من هدر الغذاء، وتعزيز الكفاءة التشغيلية للعمليات، ما أسهم في تحويل 89 كيلوجرام من النفايات الغذائية لمعالجتها، وإنتاج 17.8 كيلوجرام من السماد العضوي دعماً للمزارعين المحليين.

وتعاون مكتب أبوظبي للمؤتمرات والمعارض في الدائرة مع «نِعمة» خلال مؤتمر الرابطة الدولية للاجتماعات والمؤتمرات، الذي شهد تنفيذ إطار عمل المبادرة لتحقيق «صفر نفايات غذائية في مكب النفايات»، وضمان اعتماد أفضل الممارسات المستدامة، ورفع الوعي بين الوفود المشاركة بأهمية الحد من هدر الغذاء، وترشيد الاستهلاك، وزيادة كفاءة سلسلة الإمداد الغذائية.