تقام فعالية «بناء جسور المستقبل الإمارات والصين» بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، في الفترة من 1 إلى 3 نوفمبر 2024، على كورنيش أبوظبي، احتفاءً بمرور أربعين عاماً على الشراكة الراسخة بين البلدين، وتتضمَّن مجموعة من الأنشطة التفاعلية التي تعكس القيم المشتركة والرؤية المستقبلية التي تجمع بين دولة الإمارات والصين.
وتتمحور الفعالية حول الماضي والحاضر واستشراف المستقبل، مسلطةً الضوء على الروابط المتينة والمحطات المهمة وروح التعاون بين الإمارات والصين منذ عام 1984. وتواصل دولة الإمارات ترسيخ حضورها الدبلوماسي في الصين من خلال مكتبَين دبلوماسيَين في كلٍّ من بكين وشنغهاي، واستمرَّت هذه الروابط القوية في التطوُّر خلال السنوات الماضية، وعزَّزها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، خلال زيارته إلى الصين في شهر يونيو 2024.
وسيحظى الزوّار على كورنيش أبوظبي بأجواء ثقافية تجمع بين التراثين الإماراتي والصيني، وستتاح لهم فرصة المشاركة في ورش عمل تفاعلية تفتح الأبواب لاستكشاف الحِرف التقليدية للبلدين. ومن خلال أنشطة فن الخط، والرسم على المراوح اليدوية، وحياكة السلال وما شابهها، يعيش الضيوف تجربة فنية متوارثة عبر الأجيال، احتفاءً بالقيم المشتركة للإبداع والتراث.
وتحتضن الفعالية مجموعةً من العروض الحية التي تستعرض التقاليد الموسيقية والفنون القتالية لكلتا الثقافتين، وتقدِّم فرصة للاستمتاع بنغمات العود الإماراتي التراثي، إلى جانب الحركات الإيقاعية الملفتة لفنِّ «تاي تشي» و«كونغ فو»، حيث يكرِّم كلُّ عرض الروح الثقافية الفريدة التي ينتمي إليها.
وتتسع الاحتفالية لتشمل عالم الطهي، حيث يُتاح للضيوف تذوُّق أطباق أصيلة تعكس جوهر مأكولات البلدين، وتشمل الأطباق التقليدية الإماراتية، مثل «هريس الفريج» و«الفنار»، إضافةً إلى الأطباق الكلاسيكية الصينية، مثل «فات أنتس» وأطباق «ووك» الآسيوية. وتتوزَّع أكشاك الحِرف اليدوية على طول الكورنيش لعرض منتجاتٍ مصنوعةٍ يدوياً من فنانين إماراتيين وصينيين، ما يمنح الزوّار لمحةً قريبةً عن غنى ثقافة كلِّ دولة. ولإضفاء لمسة من الحيوية على الأجواء، سيجوب راقصو التنين وعرض العيالة بين الجمهور على كورنيش أبوظبي، مجسِّدين الوحدة العميقة التي تُميِّز شراكة دولة الإمارات والصين.
وتزداد العلاقات بين البلدين قوةً يوماً بعد يوم، وفي إطار تعزيز التواصل والتفاهم بين الثقافات، أدّى مشروع مئة مدرسة، الذي أُطلِق في عام 2019، دوراً بارزاً في رفع مستوى إتقان اللغة الصينية لدى الطلاب الإماراتيين. وتخرَّج أكثر من 1,000 طالب في مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في بكين منذ إنشائه في عام 1994، ما أسهم في تعزيز إرث تبادل التعليم والثقافات بين البلدين.
وعلى مرِّ العقود، عملت الدولتان على تعزيز التعاون في مجالات التجارة والتعليم والتكنولوجيا، والحفاظ على البيئة.
ويُعَدُّ المركز الثقافي الصيني في الإمارات رمزاً حياً لهذه الصداقة، من خلال التزامه بتعزيز التبادل الثقافي، والتفاهم المتبادل، والتعاون البنّاء. وتمتد جهوده لتشمل مختلف شرائح المجتمع الإماراتي، حيث يسهم في إشراك المجتمعات المحلية، وخَلْقِ فرصٍ للحوار الأصيل، ما يُعزِّز من روح النموّ المشترك ويعمِّق العلاقات بين الثقافتين.