قام سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان بافتتاح "بيت محمد بن خليفة آل نهيان" التاريخي العريق، بعد عملية إعادة تأهيل حولته إلى أحدث مركز ثقافي مجتمعي في العين.
بُني هذا المنزل التاريخي عام 1958 للمغفور له الشيخ محمد بن خليفة آل نهيان (1909-1979)، والد زوجة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، طيّب الله ثراه، وجد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، ووالد الشيخ طحنون بن محمد والشيخ سرور بن محمد.
جسد الراحل الشيخ محمد بن خليفة آل نهيان شخصية مؤثرة، وارتبط اسمه بأحداث تاريخية مهمة في العاصمة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة باعتباره فرداً بارزاً من عائلة آل نهيان. كما لعب بفضل حكمته دوراً استشارياً وداعماً لمسيرة الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. شكّل البيت معلماً بارزاً ومقصداً لأهالي العين، وهو شاهد حي على غنى التاريخ الثقافي الإماراتي مع ما يعكسه من شعور بالانتماء والهوية الوطنية.
ويعكس بيت محمد بن خليفة عملية ترميم ناجحة لمعلم تاريخي مسجل على قائمة مواقع التراث العالمي في العين، حافظت على عراقة البيت وبعده التاريخي حيث كان مركزاً للمجالس المجتمعية في خمسينيات القرن الماضي.
وأجريت عملية ترميم بيت محمد بن خليفة بقيادة دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، ويسلّط البيت الضوء على جمالية وندرة نمط الحياة والهندسة المعمارية خلال الفترة الانتقالية التي شهدتها المنطقة، وعلى الرغم من كونها فترة صغيرة إلاّ أنها محورية في تاريخ أبوظبي، حيث برزت حينها الأساليب المعمارية الهجينة التقليدية والحديثة نتيجة انتعاش اقتصاد البلاد بعد الاكتشافات النفطية في خمسينيات القرن الماضي، ليمثل مصدراً قيماً للتعرّف على التقاليد الاجتماعية والتاريخية والمعمارية التي شهدتها دولة الإمارات.
ويقع بيت محمد بن خليفة آل نهيان في قلب المواقع التراثية في العين المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ويقدم صورة معمقة عن التحولات الاجتماعية والعمرانية المتغيرة التي شهدتها مدينة العين أثناء الانتقال إلى الحداثة، وهو أحد عناصر السرد الأساسية في موقع التراث العالمي.
يأتي افتتاح بيت محمد بن خليفة بعد برنامج ترميم شامل واستراتيجي مع المحافظة على السمات الرئيسية للهندسة المعمارية الخاصة بالبيت والمرتبطة بالفترة الانتقالية. ويسعى البيت في حلته الجديدة إلى تحقيق التوازن في الحفاظ على القيم المادية وغير المادية ليستأنف إرثه بكونه مركزاً حيوياً يرحب بجميع سكان منطقة العين.
وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: "إن إعادة افتتاح بيت محمد بن خليفة إنجاز ثقافي بارز بالنسبة إلى العين ومجتمعها الذي يعدّ أحد أقدم المجتمعات في الإمارات، نظراً للأهمية الثقافية والمعمارية الكبيرة لهذا المنزل المتميز. كما تمثّل إعادة افتتاحه خطوة أخرى في رحلة الدائرة نحو إعادة إحياء ماضي أبوظبي لعصر جديد، مما يوفر مساحة حديثة تلبي احتياجات جميع شرائح المجتمع. إن صون تراثنا المشترك أمر أساسي في مهمتنا المؤسسية، بما يضمن حفظ أهمية تقاليدنا وموروثنا الثقافي ونقله إلى الأجيال القادمة."
إعادة افتتاح بيت محمد بن خليفة إنجاز ثقافي بارز بالنسبة إلى العين ومجتمعها الذي يعدّ أحد أقدم المجتمعات في الإمارات، نظراً للأهمية الثقافية والمعمارية الكبيرة لهذا المنزل المتميز
محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي
كما تم توقيع مذكرة تفاهم جمعت بين بيت محمد بن خليفة وجمعية مسرح العين، في خطوة لإثراء المشهد الثقافي المحلي، حيث أصبح البيت التاريخي الآن المقرّ الرسمي لمسرح العين بكافة أنشطته وفعالياته، وسيستضيف مهرجانات ودورات تعليمية وورش عمل متنوعة، موفراً بذلك فرصاً مميزة للمجتمع المحلي للتعلّم الثقافي.
وقال سعادة سعود عبدالعزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: "إن منطقة العين هي الشاهد على تاريخ الإمارة العريق، وتعدّ إعادة تأهيل بيت محمد بن خليفة آل نهيان وتحويله إلى مركز مجتمعي في العين إضافة نوعية إلى كنوزها الثقافية العديدة. لقد تطورت العين بشكل كبير على مدى العقود الماضية، وأصبح هذا المنزل يحفظ جزءاً من تاريخ إمارتنا العريق. وسيؤدي دوره الجديد كمركز مجتمعي إلى إعادة البيت إلى مجده الاجتماعي القديم، تروى فيه قصصه وقصص المدينة المحيطة به من خلال إشراك المجتمع بطرق هادفة ومؤثرة وخلق تجربة لا تُنسى".
يقدم بيت محمد بن خليفة آل نهيان في موسمه الأول سلسلة من البرامج المتنوعة، بما فيها من أمسيات فنية وفعاليات تراثية ومحاضرات، وهو متاح للجميع للمشاركة في فعالياته واكتشاف دوره التراثي العريق في المجتمع المحلّي لمدينة العين.
لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني baitmohammedbinkhalifa.ae