دعم معهد الابتكار التكنولوجي، ذراع الأبحاث التطبيقية لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة في أبوظبي، مكانته بصفته مركز الأبحاث العلمية الرائد عالمياً، من خلال إعلانه عن إتاحة النسخة مفتوحة المصدر من نموذج الذكاء الاصطناعي الأوَّل من نوعه في الدولة «فالكون 40 بي»، الموجَّه لأغراض دعم البحث والتطبيقات التجارية وترسيخ أثر المعهد دولياً في مجال الذكاء الاصطناعي. وتسهم هذه الخطوة السبَّاقة في تأكيد التزام إمارة أبوظبي بتعزيز التعاون بين القطاعات، ودفع عجلة التطور في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ويشمل النموذج اللغوي الضخم «فالكون» 40 مليار عامل متغير، وهو مدرَّب على تريليون رمز (token)، موفِّراً بذلك إمكانية وصول إلى القدرات المتكاملة غير مسبوقة أمام الباحثين والمبتكرين والمؤسَّسات الصغيرة والمتوسطة. وحرصاً منه على تمكين الوصول إلى القدرات المتكاملة في مجال النماذج اللغوية الضخمة، وترسيخ أسس الشفافية ودعم الابتكار والتطوير والبحث في هذا القطاع، يوفِّر معهد الابتكار التكنولوجي النسخة مفتوحة المصدر من نموذج الذكاء الاصطناعي.
وبالتزامن مع إطلاق نموذج «فالكون 40 بي» مفتوح المصدر، أطلق المعهد أيضاً دعوةً لتقديم العروض يدعو من خلالها العلماء والباحثين وأصحاب الأفكار التي تدعم قطاع الذكاء الاصطناعي وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة للمساهمة في توظيف وتطوير إمكانات هذا النموذج الحديث،فضلاً عن تشجيعهم على المساهمة بأفكارهم الابتكارية، وتوظيف النموذج لاستكشاف التطبيقات الملهمة أو دراسة إمكانية استخدامه في مجالات متعددة مثل الهندسة والرعاية الصحية، والاستدامة والبرمجة وغيرها.
ولتحفيز تقديم العروض البحثية الاستثنائية، ستحظى مشاريع مختارة بدعم استثماري للمساهمة في تمكين المبتكرين من الاستفادة من الموارد الحاسوبية المتقدمة، وتسريع عمليات تحليل البيانات وبناء النماذج المتقدمة والتوصل لاكتشافات جديدة.ومن المؤكد أن هذا الدعم سيسهم في دفع عجلة تطوير وتوفير الموارد اللازمة لتحويلها إلى حلول فعّالة ذات جدوى تجارية وفائدة مجتمعية.
ومن جانبها، ستسهم شركة «فنتشر ون»، ذراع الأنشطة التجارية لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، في تقديم الدعم لتعزيز القوة الحاسوبية بهدف إيجاد الحلول المبتكرة والفعّالة.
وتعليقاً على هذه الخطوة الرائدة، قال سعادة فيصل البناي، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة: «إن خطوة تحويل (فالكون 40 بي) ليصبح نموذجاً مفتوح المصدر تمثِّل محطة مهمة تثبت التزامنا بدفع عجلة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي».مضيفاً: «أحرزنا تقدماً واسعاً في إتاحة الوصول إلى النماذج اللغوية الضخمة، وتمكين الباحثين وروّاد الأعمال من استكشاف الاستخدامات المبتكرة،ونسعى أيضاً إلى دعم المشاريع بالقدرات الحاسوبية ومنح الحزم التمويلية من (فنتشر ون)، مساهمين بذلك في الارتقاء بمستوى منظومة الأبحاث عامةً».
وقد أظهر نموذج «فالكون»، الذي كُشِف عنه للمرة الأولى في مارس 2023، أداءً متميزاً يؤكِّد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالارتقاء بمستوى التطور التكنولوجي والبحثي. ووفقاً لأداة التقييم المرجعي الشامل للنماذج اللغوية (HELM LLM) التابعة لجامعة ستانفورد، تفوّق «فالكون 40 بي» على النماذج اللغوية الأخرى المعروفة، إذ استهلك موارد أقلَّ بكثير من ناحية حوسبة التدريب، حيث استخدم النموذج نسبة 75% فقط من موارد التدريب الحاسوبية المستخدمة في «جي بي تي 3» التابع لـ OpenAI، و40% من حوسبة نموذج "Chinchilla AI" التابع لـ DeepMind، و80% من حوسبة نموذج "PaLM-62B" التابع لجوجل، ليثبت بذلك التزام معهد الابتكار التكنولوجي بدفع عجلة التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ومن جانبه، قال الدكتور راي جونسون، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي:«تؤدي القوة الحاسوبية دوراً محورياً في تسريع عملية تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتسهم في تمكين الاستثمار في تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها على أرض الواقع.ويمثِّل الذكاء الاصطناعي اليوم محركاً جديداً سيساعدنا فعلى توسيع آفاق الابتكار التكنولوجي، كما ستسهم هذه الخطوة في تعزيز قدرات المبتكرين وتمكينهم من التوسع في مشاريعهم لتحقيق التقدم الملموس».
ويمثل نموذج «فالكون 40 بي» ابتكاراً رائدا وإنجازاً ضخماً تمكّن من تحقيقه مركز بحوث الذكاء الاصطناعي والعلوم الرقمية التابع لمعهد الابتكار التكنولوجي، علماً أنَّ الفريق نفسه أطلق العام الماضي نموذج «نور»، أكبر نموذج معالجة طبيعية للغة العربية في العالم، وهو في طريقه لتطوير وإطلاق نموذج «فالكون 180 بي» قريباً.
وبدورها، صرحت الدكتورة ابتسام المزروعي، مدير وحدة الذكاء الاصطناعي لدى معهد الابتكار التكنولوجي: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة مستمرة في ترسيخ ريادتها العالمية في مجال التكنولوجيا المتقدمة والابتكار، وخاصة المجال النوعي الجديد المتمثل في النماذج اللغوية الضخمة التي يمكن تحويلها إلى ركائز ناجحة في العديد من التطبيقات البحثية والتجارية».
وأضافت المزروعي: «إطلاق النسخة المفتوحة من (فالكون 40 بي)، ومن خلال ما تمتلكه من ركائز برمجية تقوم على نماذج لغوية فائقة التقدم توفر للمستخدمين محتوى تفوق جودته منتجات عديدة مماثلة قائمة حالياً، وهي قيمة إضافية فريدة تقدمها دولة الإمارات لدعم الابتكار والتقدم في قطاع الذكاء الاصطناعي العالمي الذي تتصدر الدولة العديد من مؤشراته الإقليمية والدولية بفضل رؤية قيادتها الاستشرافية ودعمها وتمكينها لقطاعات المستقبل».
يُذكَر أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقدمت في الفترة الأخيرة خمسة مراكز لتحتل المرتبة الأولى في العالم العربي، والمرتبة الـ 37 على مستوى العالم، في مؤشر الأمم المتحدة لجاهزية التقنيات الرائدة 2023.وسينضم نموذج الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر إلى سجل حافل بالإنجازات الرائدة، ليسهم في ترسيخ دور دولة الإمارات العربية المتحدة بصفتها فاعلاً رئيسياً في مجال الذكاء الاصطناعي.