أعلنت جامعة نيويورك أبوظبي عن اختتام فعاليات النسخة الحادية عشرة من مسابقة الهاكاثون الدولية السنوية، لإفادة المجتمع في العالم العربي بالتعاون مع تمكين، حيث استُخدِمَت تقنيات الحوسبة الكمومية لاكتشاف حلول مبتكرة للتحديات المرتبطة بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وشهد اليوم الأخير من الماراثون البرمجي الذي استمر ثلاثةَ أيام توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة نيويورك أبوظبي، ومؤسَّسة جنيف الرائدة للعلوم والدبلوماسية، بحضور كارولين تراوتويلر، نائبة رئيس البعثة بالسفارة السويسرية في دولة الإمارات والبحرين. واتفق الطرفان على التعاون للارتقاء بالدور الذي تلعبه الحوسبة الكمومية في حل الكثير من الأزمات العالمية وتحديات الاستدامة، إضافةً إلى تأكيد أهمية توفير تعليم الحوسبة الكمومية للجميع.
وتمنح مؤسَّسة جنيف الرائدة للعلوم والدبلوماسية، في إطار شراكتها الاستراتيجية طويلة الأمد مع جامعة نيويورك أبوظبي، جائزة المعهد الكمومي المفتوح للفائزين الأوائل، ما يتيح إمكانية الوصول إلى البرامج التوجيهية وفرص التواصل في القطاع والبحوث الأكاديمية، إضافةً إلى دعوة مفتوحة لحضور قمة مؤسَّسة جنيف للعلوم والدبلوماسية من 11 إلى 13 أكتوبر 2023.
وحقق كل من التيار الذكي، وقطرة، وفكرة، الفوز في مسابقة الهاكاثون هذا العام، والتي شهدت مشاركة أكثر من 200 طالب متميز من 24 دولة لتطوير تطبيقات قائمة على الحوسبة الكمومية تسهم في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وقالت البروفيسورة سناء عودة، عضو هيئة التدريس وأستاذة علوم الحاسوب في جامعة نيويورك أبوظبي ومنظمة الفعالية السنوية: «أطلقنا في جامعة نيويورك أبوظبي مسابقة الهاكاثون الدولية، لإفادة المجتمع منذ 11 عاماً بناءً على ثقتنا بأنَّ التكنولوجيا تساعد على نهوض المجتمع. ويمكن للحوسبة الكمومية إحداث تحوُّلات مهمة في العديد من المجالات، حيث يمكنها بشكل خاص توفير الحلول لأكبر التحديات التي تواجهنا، وهي التغيُّر المناخي والحاجة إلى إرساء مستقبل أكثر استدامة. وتمثَّل هدف المسابقة في استخدام هذه التكنولوجيا المميزة لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ما منح الطلاب المشاركين من جميع أنحاء العالم فرصة التركيز على مواهبهم وطاقاتهم. وأعبِّر مجدداً عن سعادتي بالنتائج التي تحقَّقت.
ووفَّرت مسابقة الهاكاثون للجيل الجديد من الطلاب الموهوبين في مختلف أنحاء العالم منصة لابتكار الأفكار التي من شأنها إحداث تحوُّل كبير في مستقبل المجتمع. وأتوجَّه بالشكر لجميع المشاركين والموجِّهين والحكام الذين قدَّموا استشارات قيّمة، وكذلك شركاؤنا والجهات الراعية الذين أسهموا في النجاح الكبير لهذه الفعالية».
وفار في المركز الأول فريق التيار الذكي الذي استخدم الحوسبة الكمومية لإدارة شبكات الطاقة من خلال توفير تصحيحات تدفق الطاقة الآلية في الوقت الفعلي. وركز المشروع الفائز على استخدام الطاقة النظيفة بأسعار معقولة لتجنب انقطاع التيار الكهربائي في شبكات الكهرباء والتخفيف من حدته.
وفي المرتبة الثانية جاء فريق قطرة، الذي ركز على المياه النظيفة والصرف الصحي والابتكار الصناعي والبنية التحتية. واستخدم فريق قطرة في مشروعه الحوسبة الكمية لتصميم شبكة توزيع مياه أكثر دقة وصديقة للبيئة.
وفي المرتبة الثالثة، صمم فريق فكرة، من خلال مشروعهم "Qure"، حلاً يساعد المهنيين الطبيين على اكتشاف العلامات المبكرة للأورام الخبيثة لدى المرضى باستخدام الحوسبة الكمومية.
واستكشف المشاركون حلول الحوسبة الكمومية لمجموعة واسعة من المشاريع الصعبة، بدءاً من تعلُّم الآلة وصولاً إلى الذكاء الاصطناعي والفيزياء (مشكلات المحاكاة المعقَّدة) والكيمياء وعلوم الحاسوب والرعاية الصحية والرياضيات والألعاب على الإنترنت والأمن والعلوم الاجتماعية والفنون (الأعمال الفنية القائمة على التقنيات الكمومية).
وشارك في المسابقة مجموعة من الخبراء من مؤسَّسات رائدة عالمياً، مثل المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة ستانفورد، حيث وفَّروا الرعاية والإشراف والتوجيه للطلاب وقدَّموا خبراتهم ورؤاهم حول الشركات الناشئة في عالم التكنولوجيا والبحث الأكاديمي.
وألقى الخبراء الرائدون في مجالات الحوسبة الكمومية وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة كلمات مهمة، بمن فيهم لؤي البسيوني، المهندس الكهربائي الفلسطيني الأمريكي الذي عمل في فريق ناسا، وكان المهندس الرئيسي لتصميم المروحية الآلية المبتكرة «إنجينيويتي» التي هبطت على المريخ في عام 2021، وأوزجي أيدوغان، رئيس مختبر أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في سويسرا، وهايك رايل، رئيس قسم العلوم والتكنولوجيا ورئيس مركز آي بي إم للبحوث في الحوسبة الكمية في أوروبا، وجراهام ألاباستر، رئيس مكتب جنيف لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وماريكي هود، المدير التنفيذي في مؤسَّسة جنيف الرائدة للعلوم والدبلوماسية، ودافيد فينتوريلي، المدير المساعد في قسم الحوسبة الكمومية في مركز أميس للأبحاث التابع لناسا - مختبر الذكاء الاصطناعي الكمومي في ناسا/ رابطة أبحاث الفضاء بالجامعات.
وقدَّم بول ميلر، المؤلِّف الموسيقي والفنان وكاتب الأغاني الشهير المعروف باسم دي جي سبوكي، عرضاً استثنائياً من موسيقى الهيب هوب، والموسيقى الإلكترونية المستوحاة من مدينة نيويورك في الساحة الرئيسية لجامعة نيويورك أبوظبي.
وأقيمت مسابقة الهاكاثون الدولية السنوية لإفادة المجتمع بدعم من كبار خبراء تقنيات الحوسبة الكمومية في القطاع والأوساط الأكاديمية في العالم، بما في ذلك مركز الأنظمة الكمية والطوبوغرافية في جامعة نيويورك أبوظبي، ومعهد الابتكار التكنولوجي، ومؤسَّسة جنيف الرائدة للعلوم والدبلوماسية، والمركز الكمومي في المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ، ومعهد علوم وتكنولوجيا الكم بجامعة كالجاري، وفعالية معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا آي كيو يو هاك، وجمعية كيو وورلد، إلى جانب خبراء من شركات الأعمال التجارية العالمية، بما في ذلك آي بي إم العالمية وكيو برايد وإن آي أي دبليو.