افتتح سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي مدرسة البرمجة الجديدة المبتكرة 42 أبوظبي.وقام سموه بجولة تعرّف خلالها على برنامج المدرسة ومرافقها المبتكرة المصممة خصيصاً ضمن مبناها الجديد ذي الطابع المستقبلي في منطقة ميناء زايد.
ورافق سموه خلال زيارته كُلٌّ من معالي حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم ؛ ومعالي سارة عوض مسلم، رئيسة دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي؛ ومعالي محمد علي الشرفاء، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي، وسعادة سيف سعيد غباش، مدير عام مكتب أبوظبي التنفيذي، وسعادة عامر الحمادي، وكيل دائرة التعليم والمعرفة، وحميد الشمري، نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة، والرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية والموارد البشرية في شركة مبادلة للاستثمار، وسعادة كزافييه شاتيل، سفير الجمهورية الفرنسية لدى دولة الإمارات.
وتعد مدرسة البرمجة 42 أبوظبي الأولى في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي التي تنضم إلى شبكة 42 المتنامية عالمياً، والتي افتتحت أولى مدارسها في باريس عام 2013. وتأسست المدرسة بالشراكة مع دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، في إطار برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية "غداً 21".
وتعرّف سموه والوفد المرافق على منهجية التعليم التشاركية التي تعتمدها 42 أبوظبي، من خلال التعاون بين الطلبة، كما التقى سموه الفريق الإداري للمدرسة وطلبة الدفعة الأولى من البرنامج.
وقال سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان "تشكل مدرسة 42 أبوظبي إحدى أهم المحركات الممكّنة لتحقيق رؤية أبوظبي الاستراتيجية الرامية إلى تطوير بنية تحتية تعليمية متنوعة وشاملة، ولتكون بذلك خطوةً جديدة ضمن استراتيجية قيادة دولتنا في بناء قادة المستقبل. ستوفر المدرسة المتطورة منصة تعليمية جديدة لبناء المهارات الرقمية المطلوبة لريادة اقتصاد المستقبل القائم على التكنولوجيا في القرن الـ21".
وتعتمد مدرسة 42 أبوظبي التي ترحّب بالطلبة دون رسوم دراسية على منهجية تعليم الأقران، بشكلٍ يحفّز مسارات التعليم المرنة الملائمة لكل طالب. ومن خلال العمل طوال أيام الأسبوع على مدار الساعة، تهدف 42 أبوظبي، الحاصلة على الاعتماد المبدئي من المركز الوطني للمؤهلات، إلى تنمية الإبداع والتعاون والانضباط الذاتي مع عدم وجود صفوف دراسية أو معلمين. وأثبت هذا النموذج نجاحاً كبيراً في جميع مدارس الشبكة، إذ زوّد أكثر من 12,000 طالب بالمهارات الرقمية والعملية الأساسية.
من ناحيته، قال معالي حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم: "إن افتتاح مدرسة 42 أبوظبي، يشكل خطوة مهمة لتحقيق مستهدفات حكومة أبوظبي التي تحرص على تطوير جيل من قادة التحول الرقمي والمهنيين الشباب الذين لا يتمتعون بالمهارات التقنية فحسب، بل يدفعون أيضاً حدود الابتكار الرقمي إلى آفاق بعيدة، في وقت تعد فيه التكنولوجيا ركيزة مهمة لتعزيز فرص التنمية والتطور في أي دولة". ولفت معاليه إلى الدعم اللامحدود من قيادتنا الرشيدة لشباب الوطن من خلال خلق الفرص لاستقطاب وتنمية المواهب وبناء قدراتهم لاكتساب مهارات المستقبل والعلوم المتقدمة وتلبية متطلبات العصر، الأمر الذي يسهم في بناء وتمكين جيل متسلح بالخبرات والمعارف التخصصية، لا سيما في مجالات التحول الرقمي، والاقتصاد الرقمي، وريادة الأعمال، وهو بدوره ما يسرع من وتيرة التحول نحو اقتصاد المعرفة المستدام الذي تضعه الدولة في مقدمة أولوياتها.
من جانبها، قالت معالي سارة مسلم، رئيسة دائرة التعليم والمعرفة - أبوظبي: "تلعب مدرسة 42 أبوظبي دوراً استراتيجياً ومحورياً في تنمية المواهب التكنولوجية الخبيرة في منطقتنا، فضلاً عن دعمها لمستهدفات إمارة أبوظبي لتحضير رأس المال البشري للمستقبل، والقادر على تحقيق رؤية قيادتنا في بناء مجتمع آمن وطموح يتسم بالتنافسية العالمية والانفتاح. وفي عالم اليوم المدفوع بالتكنولوجيا، لا ينحصر مجال البرمجة بأخصائييّ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فقط، بل تحوّل إلى لغةٍ عالميةٍ لا بد أن نُتقنها جميعاً للتمكّن من مواصلة رحلة التحوّل الرقمي في مختلف قطاعات الاقتصاد العالمي".
وبعد تسجيل أكثر من 401 مرشح للمشاركة في ثلاث نسخ من برنامج "بيسين" التفاعلي بين شهري مايو وأغسطس، نجح 225 مرشحاً باجتياز مرحلة الاختبار التفاعلية التي امتد كلٌّ منها على مدى 26 يوماً، اختبر فريق المدرسة خلالها مستوى التزام الطلبة وقدرتهم على التحمّل، حيث بدأ الطلبة بالانضمام للمدرسة بدءاً من 26 سبتمبر 2021.
يشكل المواطنون 43% من الدفعة الأولى في المدرسة، 70% منهم سيدات، في مؤشرٍ يؤكد التزام أبوظبي بتغيير الصورة النمطية السائدة حول مجال البرمجة، وإعطاء الأولوية للتعليم الشامل. ويشكل الطلبة غير المواطنين 57%، ويقيم 93% منهم في دولة الإمارات، موزعين بواقع 60% من الذكور، و40% من الإناث، وتتراوح أعمار 81% منهم بين 18 و30 عاماً.
وتعتبر مدرسة 42 أبوظبي ثمرة جديدة من ثمار الحوار الاستراتيجي الإماراتي- الفرنسي، الشراكة التي تعزز آفاق التعاون المشترك بين الدولتين وتبادل المعرفة والخبرات المبتكرة في مختلف المجالات بما في ذلك الثقافة والتعليم والعلوم المتقدمة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية والتقنيات الطبية والزراعية وغيرها.
من جانبه، قال سعادة كزافييه شاتيل، سفير الجمهورية الفرنسية لدى دولة الإمارات: "تجسّد مدرسة 42 أبوظبي الرؤية الطموحة والجريئة لدولة الإمارات وفرنسا، وتؤكد على حرصنا المشترك لاستكشاف جميع آفاق التعاون في مختلف المجالات، وعلى رأسها قطاع التعليم والتقنية الحديثة. وكلّي ثقة بأن نجاح مدرسة 42 أبوظبي سيصبح المعيار الذي نقارن على أساسه مشاريعنا المشتركة خلال السنوات المقبلة. وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأتوجه بالشكر لدائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي للثقة التي وضعوها في شبكة 42 التي انطلقت من فرنسا، بشكلٍ يضمن بناء الجيل التالي من المبرمجين في الإمارات".
ولا يُشترط على الراغبين بالانضمام إلى مدرسة 42 أبوظبي امتلاك أي خبرة مسبقة في مجال البرمجة، على ألّا تقل أعمارهم عن 18 عاماً. ويُمكن للطلبة المهتمين بالانضمام للمدرسة التسجيل من خلال زيارة الرابط www.42AbuDhabi.ae، ليخضعوا إلى تقييم تمهيدي عبر الإنترنت لتحديد قدراتهم المعرفية من خلال عددٍ من اختبارات المنطق والذاكرة، وستتم دعوة المرشحين الناجحين في هذه المرحلة للمشاركة في البرنامج التفاعلي "بيسين" قبل الانضمام لبرنامج المدرسة.