أطلقت هيئة البيئة – أبوظبي، بالتعاون مع جمعية الإمارات للطبيعة، تطبيقاً إلكترونياً جديداً للهواتف الذكية يحمل اسم «ساهم»، ويعتمد على «علم المواطَنة». ويعدُّ التطبيق الأول من نوعه في هذا المجال، ويندرج تحت مظلة برنامج الإمارات الشامل لعلم المواطنة، الذي يعزِّز من مشاركة المتطوعين في سلسلة من المشروعات المعالجة للمشكلات البيئية على أرض الواقع بطرائق تشمل صياغة أسئلة بحثية، وجمع البيانات وتحليلها، وتفسير النتائج، والقيام باكتشافات جديدة.
صُمِّمَ التطبيقُ الجديدُ لإشراك أفراد المجتمع وتشجيعهم على المساعدة في رصد وتسجيل مشاهداتهم عن المواد البلاستيكية المستخدَمة مرةً واحدةً، إضافةً إلى النفايات الموجودة في البيئات البحرية والبرية. وأُطلِقَ التطبيق في فعالية خاصة أقيمت بمنطقة «كيزاد» بمصفح، بالشراكة مع قطاع المدن الاقتصادية والمناطق الحرة التابع لمجموعة موانئ أبوظبي، والذي وفَّر موقع الفعالية في إطار تعاون القطاع مع الهيئة لإنجاح هذه المبادرة، التي حضر إطلاقها ممثلون عن عدد من الجهات المعنية بالإمارة وشركاء الهيئة الرئيسين، وعُرِضَ خلالها برنامج «ساهم»، لتشجيع الحضور على اتخاذ إجراءات بيئية ملموسة من خلال تنظيم حملات نظافة للمساهمة في برامج علم المواطنة.
التطبيق، الذي يمكن تحميله مجاناً من متجري «آبل ستور» و«جوجل بلاي»، يُعدُّ مبادرة مجتمعية تُمكِّن الأفراد من اتخاذ خطوات حقيقية نحو تحقيق بيئة مستدامة، تعدُّ من الأولويات الرئيسة لهيئة البيئة - أبوظبي. ويتيح الفرصة لسكان أبوظبي، من مختلف الأعمار، للمساهمة في علم المواطنة، من خلال دعم الهيئة في إجراء بحوث حول كمية المواد البلاستيكية المستخدمة مرةً واحدةً، وغيرها من النفايات التي ينتهي بها المطاف في البيئة البحرية طوال العام.
ويساعد تطبيق «ساهم» المستخدمين على تصنيف النفايات وتسجيلها وتحميل هذه المخرجات عبر التطبيق. وتُرسَل هذه البيانات مباشرة إلى هيئة البيئة - أبوظبي، الأمر الذي يوفِّر للباحثين والخبراء وواضعي السياسات معلومات عن الوضع الحالي، ما يسهم في تعزيز عملية صنع القرارات، ووضع التشريعات واللوائح التنظيمية البيئية الجديدة، ورفع التوصيات إلى صنّاع القرار في أبوظبي للحد من النفايات.
وقال أحمد باهارون، المدير التنفيذي لقطاع إدارة المعلومات والعلوم والتوعية البيئية بالهيئة، بهذه المناسبة: «لقد أصبح علم المواطنة، الذي يوفِّر فرصة لإشراك أفراد المجتمع بطريقة هادفة في القضايا البيئية، اتجاهاً عالمياً يعزِّز من المساهمات المجتمعية في البحث العلمي، ونحن في هيئة البيئة نؤمن بأهمية دعم هذا التوجُّه العالمي، ونفخر بإطلاق تطبيق (ساهم) المبتكر. هذه الأداة المعاصرة تشجِّع العمل المجتمعي، وتساعدنا على جمع بيانات بشكل مباشر عن المواد البلاستيكية المستخدمة مرةً واحدةً، والنفايات الأخرى الموجودة على الشواطئ، وفي البيئة البرية بأبوظبي».
وأضاف باهارون: «عندما نتلقّى هذه البيانات، ستكون لدينا معرفة أفضل بالوضع الحالي، إضافة إلى التعرُّف على مدى التزام أفراد المجتمع ومساهمتهم في حماية البيئة، وسنقوم بتطوير سياسات ولوائح، ووضع حلول فاعلة لضمان مستقبل مستدام. وتساعدنا البيانات على تقديم المشورة لحكومة أبوظبي بشأن أفضل الممارسات، للمحافظة على بيئة بحرية نظيفة خالية من النفايات».
وذكر باهارون أنَّ هيئة البيئة - أبوظبي تستهدف المؤسَّسات الحكومية، والمنظمات غير الحكومية، والمدارس والجامعات للتشجيع على استخدام التطبيق، ولضمان مشاركة المجتمع بأكمله في جمع البيانات.
ولضمان الاستفادة من التطبيق، تنظِّم هيئة البيئة - أبوظبي سلسلة من حملات تنظيف الشواطئ والبيئة البرية في مواقع رئيسة عدة في أبوظبي، ضمن جهودها لجعل مدينة أبوظبي واحدةً من أكثر المدن ملاءمة للعيش في العالم. وفي هذا الإطار، سوف يُدْعَى المتطوِّعون إلى الانضمام لعمليات التنظيف، ومشاركة خبراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع المشاركة على نطاق أوسع.