اختتم مؤتمر «سايبركيو: الأمن السيبراني في العصر الكمّي» فعالياته التي استمرَّت على مدى يومين في مركز أدنيك أبوظبي، بهدف مناقشة التحديات المتزايدة التي تواجه العالم الرقمي في ظل التطوُّر المتسارع لتكنولوجيا الحوسبة الكمّية.

نظَّم المؤتمر مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات بدعمٍ من معهد الابتكار التكنولوجي، واستقطب أكثر من 1,000 خبير من 110 دول، ما يؤكِّد ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الأمن السيبراني، والتزامها ببناء مستقبل رقمي آمن ومستدام.

ركَّز المؤتمر على استكشاف التأثيرات العميقة للحواسيب الكمية في أمن المعلومات، واستعرض الحاجة الملحَّة إلى تطوير استراتيجيات دفاعية جديدة لمواجهة التهديدات الناشئة، ما جعل المؤتمر منصة لتبادل الخبرات والمعارف بين الخبراء والباحثين وصُنّاع القرار في هذا المجال الحيوي.

وقدَّم المتحدثون في المؤتمر أفكاراً قيِّمة عن كيفية حماية الأنظمة السيبرانية الحيوية في مواجهة التهديدات الكمّية، وأهمية التعاون الدولي بين الحكومات والشركات والأكاديميين لتطوير معايير أمنية موحَّدة لمواجهة التهديدات المتزايدة.

وأكَّد المؤتمر أهمية الاستثمار في البحث والتطوير في مجال الأمن السيبراني الكمّي لبناء قدرات دفاعية قوية، حيث أشار الخبراء إلى ضرورة تدريب كوادر مؤهَّلة في مجال الأمن السيبراني الكمّي لتلبية احتياجات السوق.

وتضمَّن المؤتمر عدة جلسات نقاشية وكلمات رئيسية وورش عمل تحدَّث فيها عدد من المسؤولين والخبراء عن تقنيات الكمّ وتهديداتها للمعايير الحالية للأمن السيبراني، وكيفية تطبيق حلول التشفير الآمنة كمومياً، ما شكَّل فرصة للتواصل مع قادة الصناعة وصانعي السياسات. وقدَّم المشاركون عروضاً لتقنيات كمّيَّة آمنة ومتطوِّرة.

وخلال فعاليات المؤتمر، أبرم مجلس الأمن السيبراني اتفاقية استراتيجية مع معهد الابتكار التكنولوجي، ومشروع «كوانتم غيت» بهدف تطوير حلول تشفيرية متقدِّمة قادرة على مواجهة التهديدات المتزايدة التي تشكِّلها الحواسيب الكمومية على الأنظمة الرقمية الحالية، وتعزيز الصدارة في مجال الأمن السيبراني على المستوى الإقليمي والعالمي. ويمثِّل «كوانتم غيت» مشروعاً جديداً في مجال الأمن السيبراني طوَّرته شركة «فينتشر ون» التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطوِّرة، لتعزيز الدفاعات السيبرانية الإقليمية.

وتُسهم هذه الاتفاقية في تطوير حلول مبتكرة في مجال الأمن السيبراني، وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال، وحماية البيانات والممتلكات الفكرية للمؤسَّسات والأفراد.

ويسعى الشركاء الثلاثة إلى تطوير تقنيات تشفير «ما بعد الكم» التي تُعَدُّ درعاً واقياً ضد قدرات الحواسيب الكمّية على اختراق أنظمة التشفير التقليدية. وتأتي هذه الخطوة استجابةً للتحديات المتزايدة التي يواجهها العالم الرقمي في ظل التطوُّر المتسارع للتكنولوجيا، حيث أكَّدت الاتفاقية أنَّ التشفير ما بعد الكمّ يمثِّل الحل الأمثل لمواجهة التهديدات المستقبلية التي تشكِّلها الحواسيب الكمّية على الأنظمة الرقمية.

وتجمع الاتفاقية بين الخبرة التقنية لمعهد الابتكار التكنولوجي والقدرات البحثية لمشروع «كوانتم غيت» والرؤية الاستراتيجية لمجلس الأمن السيبراني، بهدف حماية البنية التحتية الرقمية الحيوية للدولة والمنطقة من الهجمات السيبرانية، وترسيخ مكانة دولة الإمارات مركزاً عالمياً للابتكار في مجال الأمن السيبراني.

وأكَّد سعادة الدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، أهمية هذه الشراكة في مواجهة التهديدات المتزايدة التي تواجه الفضاء السيبراني. ولفتت الدكتورة نجوى الأعرج، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي، إلى ضرورة الاستعداد لمواجهة التحديات التي تطرحها الحوسبة الكمّية.

وقال رضا نيدهك، الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة «فينتشر ون»، الشركة الأم لمشروع «كوانتم غيت»: «يهدف مشروع (كوانتم غيت) إلى ضمان حماية أصول المؤسَّسات من البيانات في الوقت الحالي، وفي العصر ما بعد الكمّي. ويسهم التعاون مع خبراء معهد الابتكار التكنولوجي ومجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات في توسيع نطاق عملنا، لضمان بقاء أصول المؤسَّسات من البيانات ذات القيمة العالية آمنة ومحفوظة، سواء كان ذلك في دولة الإمارات أو على مستوى العالم».