اختتم منتخب الإمارات للجوجيتسو مشاركته في دورة الألعاب الآسيوية الـ19، في مدينة هانغتشو في الصين، بحصيلة تاريخية من 10 ميداليات ملوَّنة، بواقع 4 ميداليات ذهبية، و3 ميداليات فضية، و3 ميداليات برونزية؛ وتصدَّرت دولة الإمارات بذلك الترتيب العام لمنافسات الجوجيتسو في دورة الألعاب الآسيوية، وسيطرت على نصف ميداليات الجوجيتسو في الدورة. وتأتي مشاركة المنتخب في هذه الدورة برعاية من شركة مبادلة للاستثمار.
وحصلَ البطل الإماراتي العالمي فيصل الكتبي على ذهبية فئة الرجال بعد نزالات قوية ومثيرة مع المصنَّفين الأوائل في وزن 85 كغم، وحصل خالد الشحي أيضاً على ميدالية ذهبية معزِّزاً بذلك حصيلة المنتخب من الميداليات الذهبية. وسطَّرت البطلة شما الكلباني تاريخاً جديداً لبنت الإمارات في الألعاب القتالية بإضافة ذهبية تاريخية في الألعاب الآسيوية في وزن 63 كغم، بعد ذهبية زميلتها أسماء الحوسني في وزن 52 كغم. وبهذه الإنجازات الفريدة من نوعها، أثبت أبطال الإمارات مجدداً أنَّ الجوجيتسو "منجم الذهب" لرياضة الإمارات في المحافل الكبرى.
وعلى صعيد الميداليات الفضية، فقد فاز بها كلٌّ من بلقيس الهاشمي، ومحمد السويدي، وخالد البلوشي؛ أمَّا الميداليات البرونزية فقد حصل عليها كلٌّ من شمسة العامري، ومهدي العولقي، وسعيد الكبيسي.
وأُقيمت النزالات في صالة لينبو شيوشان بالقرية الأولمبية في مدينة هانغتشو، وسط حضور جماهيري كبير. وعاش وفد الإمارات لحظات تاريخية عندما عُزِفَ السلام الوطني للدولة، ورُفِعَ علمها على منصات التتويج. وشارك في مراسم التتويج سعادة محمد سالم الظاهري، نائب رئيس اتحاد الإمارات للجوجيتسو رئيس بعثة الجوجيتسو للأسياد؛ وفهد علي الشامسي، أمين عام الاتحادين الإماراتي والآسيوي للجوجيتسو، وبانايوتوس ثيودوروبوليس، رئيس الاتحاد الدولي للجوجيتسو.
وتلقَّت بعثة الجوجيتسو تهنئةً رسميةً من سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، أشادَ فيها بنتائج المنتخب وتتويجه بـ 10 ميداليات ملوَّنة، وبجهود الاتحاد في تطوير اللعبة، وصناعة الأبطال من أبناء وبنات الدولة القادرين على تمثيل الوطن بأفضل صورة في كل المحافل الرياضية.
وهنّأ سعادة عبدالمنعم السيد محمد الهاشمي، رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي للجوجيتسو، البعثةَ على الإنجاز الكبير، حيث رفع أسمى آيات الشكر والعرفان والتقدير إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، على دعمهما الدائم لرياضة الجوجيتسو، والذي تحوَّل إلى مشروع وطن، وثقتهما في أبناء وبنات الإمارات، مُشيراً إلى أن رياضة الجوجيتسو محظوظة بهذا الدعم السامي، ولن يدّخر القائمون عليها جهداً في تشريف الوطن ورفع علم الدولة في كل المحافل.
وفي هذه المناسبة، قال سعادة عبدالمنعم السيد محمد الهاشمي: «كلمة "شكراً" قليلة على أبطال الإمارات وأسرهم، لأنهم قدَّموا الكثير من التضحيات، من أجل الوصول إلى هذا الإنجاز، ولابُدَّ أن نعلم بأن 4 ميداليات ذهبية من 10 ميداليات ملوَّنة لم تأتِ من فراغ، ولكنها نتيجة دعم كبير من القيادة الرشيدة، وتضحيات كبيرة من المدرِّبين واللاعبين على مدى سنوات طويلة في المعسكرات والبطولات والتدريبات».
وتابع سعادته: «الجوجيتسو يُقدِّم نموذجاً ناجحاً، وتجربةً مميزةً لرياضة الإمارات؛ لأنه وثِقَ في أبناء وبنات الدولة، ومنحهم الفرص والدعم، وها هو الآن يحصد الثمار، ونعتبر تجربتنا هذه ملك لكل الاتحادات الأخرى لأنَّنا جميعاً في قارب واحد، ولا يفوتنا في هذه المناسبة أن نَشكر اللجنة الأولمبية الوطنية برئاسة سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، وكل أعضائها وممثِّليها في البعثة التي مثَّلت دولة الإمارات في كل الرياضات، كما نَشكر الهيئة العامة للرياضة، ورعاة الاتحاد من المؤسَّسات الوطنية والخاصة، الذين نعتبرهم شركاء في الإنجاز؛ وأقول لهم أبناؤكم كانوا عند حسن الظن بهم، وأوفوا بوعودهم، وأكَّدوا أن كل استثمار فيهم يؤتي ثماره، وحقَّقوا مكاسب تاريخية غير مسبوقة تجعل من الجوجيتسو "منجماً للذهب" في رياضة الإمارات؛ كما أن بنت الإمارات أبدعت، وأثبتت نفسها بطلةً عالميةً، بفضل عزيمتها وإصرارها على التميُّز حتى في الألعاب القتالية».
ومن ناحية أخرى، أكَّد سعادة محمد سالم الظاهري، رئيس بعثة الإمارات لدورة الألعاب الآسيوية الـ19، أنَّ منتخب الإمارات للجوجيتسو منتخب "5 نجوم"؛ حيث استعد جيداً لخوض المنافسات؛ ورؤية جهازه الفني ولاعبيه كانت واضحة منذ مدة طويلة، حيث أدركوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم. ونحن معتادون منهم على التتويج، لكن الجديد الذي قدَّمته هذه الدورة هو الشخصية القوية للاعبة الإماراتية، وخصوصاً أسماء الحوسني، وشما الكلباني، وبلقيس الهاشمي، وشمسة العامري؛ لاسِيَّما أن المنافسات كانت قوية، والنزالات لم تُحسم إلا في اللحظات الأخيرة.
ومن جانبه، أكَّد فهد علي الشامسي، أمين عام الاتحادين الإماراتي والآسيوي للجوجيتسو، أنَّ الإنجاز الإماراتي يعكس جودة العمل في الاتحاد برئاسة سعادة عبدالمنعم الهاشمي، الذي آمن بالمشروع وقاد فريق عمل الاتحاد باستراتيجية علمية مدروسة بشكل مؤسَّسي وفقاً لمؤشرات أداء تستهدف تحقيق الرقم واحد دائماً، وقال: «ما حقَّقنا من نجاحات في اتحاد الإمارات للجوجيتسو تم نقلها بنفس الاستراتيجية إلى آسيا، بدءاً من عام 2012 حتى أصبحت آسيا أفضل قارات العالم في نسب النموِّ والتطوُّر».
وقال الشامسي: «الاتحاد الآسيوي يحظى بتقدير كبير من المجلس الأولمبي الآسيوي بدليل حضور العديد من الوزراء ومسؤولي المجلس لمنافسات الجوجيتسو، وإشادتهم بتنظيمها وقوتها، خاصةً في ضوء مشاركة 28 دولة، وفوز 10 دول بالميداليات، ما يدل على قوة المنافسة بين الدول، وحجم التطوّر الذي شهدته اللعبة في الكثير من الدول، مثل: كوريا الجنوبية، والفلبين، وكازاخستان، وتايلاند، والمملكة العربية السعودية، والبحرين، ومنغوليا، وسنغافورة، وأوزبكستان. ونشكر جمهورية الصين الشعبية على التنظيم المميَّز والاستضافة الناجحة».
أمَّا البطل العالمي فيصل الكتبي الذي حافظ على الذهبية للدورة الثانية على التوالي فقد أكَّد أنَّه فخور بها، ويُهديها إلى القيادة الرشيدة، التي لا تدّخر جهداً للاستثمار في أبنائها، وتوفير أكبر دعم لهم، من أجل الوصول إلى القمة.
وقال الكتبي الذي كان قد فاز بذهبية الدورة السابقة من دورة الألعاب الآسيوية "جاكرتا 2018"، أن الدولة التي حلَّقت إلى الفضاء، ووصلت إلى القمة في الكثير من المجالات تستحق أن تكون في الصدارة في مجال الرياضة أيضاً، وأنَّه مهما حقَّق من إنجازات فلن يفي الوطن حقّه، وأنّه على ثقة بأن رفاقه في المنتخب من الأجيال المقبلة قادرون على مواصلة الإنجازات في كل الفئات، سواء من الشباب أو الشابات.
وفي السياق نفسه، أكَّدت البطلة شما الكلباني أنّ رياضة الجوجيتسو تحظى بدعم صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وسموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وأنّ بنت الإمارات تحظى برعاية واهتمام من سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، والقدوة والمثل في العطاء، لتمكين المرأة في كافة المجالات.
وقالت الكلباني: «كُنت مستعدة للمنافسة على الذهب في تلك الدورة بدءاً من العام الماضي، حيث كان مقرراً لها أن تُقام في عام 2022, ولكن تأجيلها لمدة عام منحني فرصة أكبر للاستعداد بشكل مثالي. والاتحاد برئاسة سعادة عبدالمنعم الهاشمي لم يدّخر أي جهد في توفير الدعم الكامل لنا من معسكرات، ومشاركات، وبطولات داخلية وخارجية وصلت بنا إلى قمة المستوى الفني والبدني والذهني قبل الدخول في أجواء البطولة».