احتفلت أكاديمية ربدان بتخريج الدفعة الأولى من «البرنامج التأسيسي في إدارة الطوارئ الصحية»، البرنامج الأول من نوعه على مستوى المنطقة، الذي عُقِدَ بالتعاون مع «دائرة الصحة أبوظبي»، في إطار جهود تهدف إلى تعزيز منظومة إدارة الطوارئ الصحية المتكاملة في أبوظبي.
واستمر البرنامج 10 أشهر، وحضره 21 قيادياً وخبيراً مُتخصِّصاً في مجال الطوارئ الصحية في إمارة أبوظبي، شاركوا في تدريب رفيع المستوى يواكب أحدث التقنيات والتطوُّرات العالمية المهنية، وزُوِّدوا بالمهارات والأدوات والمعرفة اللازمة لتعزيز الابتكار والارتقاء بقدراتهم في مواجهة التحديات الطارئة بكفاءة واحترافية، إلى جانب تعزيز منظومة إدارة الطوارئ الصحية المتكاملة في أبوظبي.
وعبَّر سعادة جيمس أنتوني مورس، رئيس أكاديمية ربدان، عن فخره بهذا الإنجاز المهم، مؤكِّداً أنَّ البرنامج يأتي تتويجاً للشراكة الاستراتيجية الرائدة بين «أكاديمية ربدان» و«دائرة الصحة أبوظبي»، ويعكس رؤية استراتيجية مُستدامة لرفع كفاءة جاهزية الطوارئ، وتطوير كوادر وطنية مُتخصِّصة قادرة على الاستجابة لحالات الطوارئ بشكل فعّال واستباقي.
وأضاف مورس: «إنَّ مُخرجات هذه المُبادرة النوعيَّة، ستُعزِّز من جاهزية أبوظبي في مواجهة التحديات المستجدة، وترتقي بمستوى التنسيق المؤسَّسي بين جميع الجهات ذات العلاقة، وهو ما سيُسهم بطبيعة الحال في ترسيخ جاهزية الإمارة وريادتها العالمية في التصدي لتحدِّيات الطوارئ الصحية المُستقبلية».
وقال سعادة الدكتور راشد السويدي، المدير العام لتنظيم الرعاية الصحية بالإنابة في دائرة الصحة أبوظبي: «نواصل في دائرة الصحة – أبوظبي جهودنا المستمرة للارتقاء بمنظومة الرعاية الصحية في أبوظبي بهدف أن تكون من أكثر نظم الرعاية الصحية ذكاءً وقدرةً على التعامل مع مختلف حالات الطوارئ والكوارث والأزمات بكفاءة استثنائية وفاعلية مُثلى. يأتي البرنامج التأسيسي في إدارة الطوارئ الصحية كإحدى ثمار الشراكة الاستراتيجية التي تجمعنا مع (أكاديمية ربدان)، والتي تعكس التزامنا الراسخ بالاستثمار في العنصر البشري، وتعزيز قدرات كوادرنا الصحية للاستجابة بفاعلية لحالات الطوارئ، الأمر الذي يُسهم في الحفاظ على صحة وسلامة أفراد المجتمع، وتعزيز مكانة أبوظبي كوجهة رائدة للرعاية الصحية عالمياً، لا سيِّما في طب الطوارئ والاستجابة لها».
وتضمَّن البرنامج مساقات عملية ونظرية مكثَّفة، ركَّزت على مفاهيم إدارة الطوارئ المتكاملة وإدارة استمرارية الأعمال، ما يتناسب مع بيئة دولة الإمارات واحتياجاتها، وشمل استكشافاً معمَّقاً لأنظمة إدارة الحوادث المتقدِّمة، مع التركيز على ترسيخ التكامل والتوافق العملياتي والتشغيلي بين الجهات الحكومية والمؤسَّسات المعنية، بهدف تعزيز الجاهزية الشاملة لمواجهة التحديات الطارئة.
وتناول البرنامج مراحل إدارة الطوارئ خارج المنشآت الصحية، مع تسليط الضوء على تطبيق أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال. وعمل على تعزيز مهارات المشاركين في إدارة المشاريع واتخاذ القرارات الاستراتيجية في الظروف الحرجة، إلى جانب دراسة شاملة لإدارة المخاطر المتعلقة بالمواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية (CBRN).
واستضاف البرنامج عدداً من القادة والخبراء العالميين الذين يتمتَّعون بخبرة واسعة في مجال إدارة الطوارئ الصحية، ما أتاح للمشاركين فرصة فريدة للتعلُّم من التجارب العالمية المتقدِّمة.
ونفَّذ المشاركون زيارات ميدانية إلى عدد من المنشآت الصحية للتعرُّف على إجراءات القيادة والتنسيق والاتصال خلال حالات الطوارئ الصحية، والاطِّلاع على عمل السلطات المختصة، وآلية إدارة الاتصال بين الجهات المعنية، وأساليب تعامُل المنشآت مع احتياجات المرضى أثناء الأزمات الصحية.
ويُذكر أن «البرنامج التأسيسي في إدارة الطوارئ الصحية» يُعد مبادرة رائدة في المنطقة، ويُمثل منصة استثنائية للمتخصصين في مجال الاستجابة للطوارئ، حيث يجمع بين الخبرات المحلية والعالمية لتطوير استراتيجيات شاملة وفعّالة ترفع مستوى جاهزية الأنظمة الصحية وقدرتها على مواجهة التحديات الطارئة بكفاءة وسرعة.