أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة في مجال التطعيم ضد كوفيد-19 حول العالم، وذلك بفضل الأهداف الطموحة التي وضعتها في هذا الخصوص وحملة "ليكن خيارك التطعيم" حيث بلغ مجموع الجرعات أكثر عن 11 مليون جرعة تم تلقيها حتى الآن.
وقد كانت استجابة إمارة أبوظبي نموذجية منذ بداية الجائحة. حيث تصدرت مراتب متقدمة في استطلاع مستقل أجرته مجموعة "ديب نولدج غروب" التي قيمت استجابة المدن حول العالم لكوفيد-19. فقد تبوأت أبوظبي مرتبة عالمية في أكثر من 50 معيار، بما في ذلك معدلات التطيعم والفحص وذلك بفضل استجابتها المتينة والسريعة التي ساعدت على حماية صحة وسلامة المجتمع. وبادرت الإمارة أيضًا إلى بناء مراكز الفحص الجماعي والمستشفيات الميدانية ومنشآت الفحص من السيارة بهدف كبح انتشار الفيروس. كما اتخذت حكومة الإمارات العربية المتحدة قرارًا استراتيجيًا لتأمين اللقاحات للسكان في أسرع وقت ممكن، وكانت وزارة الصحة ووقاية المجتمع من أوائل الجهات التنظيمية على مستوى العالم التي سارعت للموافقة على اللقاحات للاستخدام في حالات الطوارئ. وبعد ذلك باشرت الدائرة بتأسيس مراكز للتطعيم في مرافق الرعاية الصحية القائمة أو بناء منشآت مخصصة لهذا الغرض في جميع أنحاء البلاد، وذلك لضمان التوافق بين العرض والطلب على اللقاحات، مما وضع الدولة على المسار الصحيح حيث بلغ معدل توزيع اللقاح الآن 112.5 لكل 100 شخص. ولا شك أن إطلاق برنامج ناجح للتطعيم على المستوى الوطني ليس بالأمر السهل، فهو يتطلب إنشاء المراكز الميدانية وحملات التواصل الواسعة التي تنفذ بسرعة كبيرة وعلى نطاق قياسي وغير ذلك من الشؤون اللوجستية المعقدة.
ويشكل نظام تبادل المعلومات الصحية "ملفي" جزءًا لا يتجزأ من استجابة الإمارات للجائحة. فهو يربط بين السجلات الطبية الإلكترونية ليكون مركزًا موحدًا لمعلومات المرضى، ويحتوي أيضًا على قاعدة بيانات لنتائج فحوصات كوفيد-19 والتي وصل عددها إلى 28،759،221 مليون حتى الآن. وفي إطار الحملة الوطنية للتطعيم، يمكّن نظام "ملفي" موظفي الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية والمنشآت الصحية من إدارة بيانات تطعيم المرضى داخل الإمارة، مما يضمن حصول المرضى المناسبين على الجرعة المناسبة في الوقت المناسب، بغض النظر عن مكان حصولهم على اللقاح.
وتعليقًا على ذلك، قالت الدكتورة فريدة الحوسني، المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في الدولة: "إننا نشهد تقدمًا إيجابيًا بشكل يومي. فعلى الرغم من صعوبة إدارة برامج التطعيم إلا أن نظام "ملفي" الذي يتيح التبادل الرقمي للمعلومات الصحية يمثل عامل تمكين أساسي لنجاح التطعيم في الإمارات العربية المتحدة. إذ يمكّننا النظام من معرفة معدلات التطعيم الإجمالية على مستوى الإمارة ومراقبة المؤشرات المختلفة مع مرور الوقت، بما يزودنا برؤى هامة تساعدنا على التخطيط لاستخدام القدرات. وعلى مستوى المريض، بإمكاننا تسجيل ردود الفعل التحسسية وموانع الاستخدام كالحساسية. مما يضفي على العملية بأكملها المزيد من الكفاءة ويعزز السلامة".
سبل مساهمة نظام ملفي في دعم حملة التطعيم:
تقديم موقع مركزي لجميع معلومات التطعيم المأخوذة من مراكز التطعيم
من خلال نموذج مخصص للتطعيم، يقوم نظام "ملفي" حاليًا بجمع ومشاركة معلومات التطعيم بين أكثر من 100 منشأة في أبوظبي التابعة لبرنامج التطعيم. وبفضل وجود معلومات التطعيم في مكان مركزي وموحد ألا وهو نظام "ملفي"، تحظى دائرة الصحة والهيئات الحكومية الأخرى برؤى فورية حول وضع التطعيم في الإمارات. وباستخدام هذه المعلومات، تتمكن السلطات من إعداد التقارير التشغيلية والتخطيط لقدرات التطعيم وتبسيط الخدمات اللوجستية وسلسلة إمداد اللقاحات والتواصل مع المجتمع من خلال برامج التوعية العامة. ويحظى العاملون في مجال الرعاية الصحية في أبوظبي بصلاحية الدخول إلى معلومات التطعيم الخاصة بكوفيد-19 عبر ملفي، مما يطور آلية اتخاذ القرارات السريرية ويعزز كفاءة برنامج التطعيم. وفي المستقبل القريب، سيتمكن العاملون بكل سهولة من الاطلاع على بيانات تطعيم المرضى غير المرتبطة بلقاح كوفيد-19 عبر ملفي.
التأكد من أهلية الشخص للتطعيم
تساهم إتاحة الوصول إلى معلومات التطعيم عبر "ملفي" في تمكين الطاقم الطبي المتواجد بمركز التطعيم من تحديد وضع المريض، والتحقق مما إذا كان جزءًا من أي دراسة تجريبية للتطعيم أو إذا كان قد تلقى اللقاح في وقت سابق. ولتعزيز السلامة، يمكن للطاقم الطبي في نقطة الرعاية التحقق من التاريخ الطبي للمريض وتحديد أي موانع محتملة لتلقي اللقاح مثل الحساسية. ويتيح الوصول إلى هذه المصادر القدرة على اتخاذ القرارات المستنيرة ويعزز السلامة في جهود التطعيم.
رصد المضاعفات والإبلاغ عنها
من خلال نظام "ملفي"، يتمكن الأطباء من تسجيل أي معلومات حول أي تأثير جانبي للقاح يلاحظونه في المنشاّت الصحية على سجلاتهم الصحية الإلكترونية. وتعتبر هذه المعلومات مصدرًا قيمًا تستفيد منه السلطات لمراقبة سلامة اللقاح على المدى الطويل.
أما مستقبلاً، سيكون لدى دائرة الصحة صورة أوضح بكثير حول انتشار الأمراض المزمنة أو غيرها من الحالات التي تعرض المرضى لخطر الإصابة بالأمراض الشديدة في الإمارة وذلك بفضل البنية التحتية الرقمية التي يوفرها نظام "ملفي"، بما فيها منصة إدارة المخاطر المتعلقة بالسكان التي أطلقت مؤخرًا. كما يمكن استخدام هذه المعلومات لتعزيز جهود الدائرة الحالية في التواصل مع المرضى وتحديد أولويات توزيع اللقاحات وفقًا لها.
وبفضل استشراف المستقبل والاستثمار الاستراتيجي في هذا الابتكار، أصبحت الإمارات العربية المتحدة واحدة من الدول الرائدة عالميًا في مجال التطعيم ضد فيروس كوفيد-19. ويفخر نظام "ملفي" بدوره الداعم في هذا النجاح الباهر.
إذ ستساهم المعلومات المتوفرة على نظام "ملفي" وأدوات إدارة المخاطر المتعلقة بالسكان في تطوير أي أنظمة متقدمة مصممة خصيصًا لمراقبة المتلازمات والأوبئة والاستجابة لها. إذ تتمتع مثل هذه الأنظمة بأهمية فائقة في عملية الإنذار المبكر وتعزيز الجاهزية للتعامل مع أي تفشٍ مستقبلي محتمل لضمان سلامة سكان الدولة والعالم أجمع، بما يضمن بقاء أبوظبي في مقدمة جهود حماية الصحة العامة.