أطلقت شركة M42، خلال أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية، الجيل التالي من نموذجها اللغوي التوليدي الضخم «ميد42» الخاص بالحالات السريرية، وهو نموذج متاح للاستخدام للجميع، يبشِّر بآفاق جديدة لتطوير الرعاية الصحية المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، والارتقاء برعاية المرضى، مع المساعدة على تقليص الأعباء الإدارية على كوادر الرعاية السريرية.
وكشفت M42 عن «ميد42» للمرة الأولى في أكتوبر من عام 2023، مستهدفةً ترسيخ معيار جديد للدقة والكفاءة وسهولة الوصول في الرعاية الصحية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. وحقَّق النموذج معدلاً بلغ 72% في نموذج أسئلة امتحان الترخيص الطبي الأمريكي. وتخطّى النموذج الأوَّلي في أدائه نموذج «جي بي تي-3.5» من شركة «أوبن إيه آي»، ونموذج MedPaL من جوجل. وحقَّق النموذج أكثر من 8,200 عملية تحميل حتى اليوم من مطوِّرين مستقلين عكفوا على اختبار أداء النموذج والتحقُّق منه. ويواصل النموذج استقطابَ اهتمامٍ واسعٍ.
ويأتي الإصدار الثاني من «ميد42» مع 70 مليار نموذج معياري محسَّن بالكامل، وتمَّت مواءمته بناءً على نموذج «لياما 3»، الإصدار الأحدث لشركة ميتا من النماذج اللغوية التوليدية الضخمة مفتوحة المصدر. ويتساوى أداء النموذج الجديد مع النماذج الأخرى المغلقة ذات الملكية الخاصة مثل «جي بي تي-4» من شركة «أوبن إيه آي»، و«ميد-جيميني» من شركة جوجل، بدرجة دقة صفرية تبلغ 85.1%، ودرجة دقة قصوى تبلغ 87.3% باستخدام الاستفسارات المتخصِّصة في امتحان الترخيص الطبي الأمريكي. ويسلِّط ذلك الضوء على كفاءة «ميد42» وسهولة الوصول إليه مقارنةً بالنماذج المغلقة الأكبر حجماً، ويرسِّخ مكانته الرائدة بين تقنيات النماذج اللغوية السريرية الكبيرة المتاحة للجميع.
وقال أشيش كوشي، رئيس العمليات التشغيلية للمجموعة في M42: «يسعدنا إطلاق الإصدار الثاني من (ميد42)، الذي يمثِّل خطوة طموحة لتحقيق رسالتنا، للاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي بما يعود بالنفع على المرضى ومقدِّمي الرعاية الصحية. ويقرِّبنا هذا الإصدار من تحقيق رؤيتنا لتأسيس منصة مرنة ومتعددة الوسائط مدعومة بالذكاء الاصطناعي تجمع بين نماذج الخبراء والبيانات الصحية، ما يشمل النصوص وعلم الجينوم والسجلات الصحية وتقارير التصوير. وعبر تمكين هذه النماذج من التعاون والخروج بالتحليلات المستقاة من مصادر بيانات عديدة، نهدف إلى معالجة تحديات الرعاية الصحية المعقَّدة التي تتطلَّب منهجية متعددة النماذج. وتؤكِّد جهودنا المستمرة لتطوير (ميد42) التزامنا بتحقيق هذه الرؤية».
وشدَّد كوشي على أهمية النظر في كلٍّ من المؤشرات التنبُّؤية والتفاعلية عند تقييم أداء «ميد42»، وأضاف: «تمثِّل المعاييرُ الرائدةُ، مثل امتحان الترخيص الطبي الأمريكي، مؤشراتٍ قيِّمةً ومهمةً على قدرات النموذج العالية. وعلى أيِّ حال، فإنَّ مقياس النجاح الحقيقي هو أداؤه على أرض الواقع ضمن تطبيقات محدَّدة. ولهذا الغرض، تُجري فِرَقُنا متعددة التخصُّصات من خبراء الذكاء الاصطناعي والأطباء والعلماء دراساتٍ بحثيَّةً لتقييم أداء (ميد42) وتحسينه بشكل شامل في البيئات السريرية».
ويكشف «ميد42» عن قدرات الأتمتة في قطاع الرعاية الصحية عبر تبسيط عمليات التوثيق، والحدِّ من الأعباء الإدارية، ودعم مقدِّمي الرعاية الصحية. وييسِّر نموذج الذكاء الاصطناعي عملية استعادة الرؤى ذات الصلة، والبحث باستخدام سجلات المريض، وتلخيصها. وعلاوة على ذلك، يجري تقييم «ميد42» لقدرته على إعداد الاستراتيجيات العلاجية الشخصية من خلال دراسة السجل الطبي للمريض وإيجاد أفضل الإجراءات بالنسبة إليه. ويظهر النموذج أيضاً قدرات واعدة على العمل كأداة تدعم الأطباء في اتخاذ القرارات السريرية، وتساعد كوادر الصيدلة على اتخاذ قرارات دقيقة بشأن الجرعات الدوائية، كما يدعم الباحثين في مراجعة الأساليب العلاجية بكفاءة.
ويتوافر «ميد42» عبر منصة «هَجِنج فيس» (Hugging Face)، ما يتيح للمجتمع العلمي والمطوّرين اختباره والإسهام فيه ومراجعته وتقييمه. وعبر إتاحة «ميد42» على نطاق واسع، تهدف M42 إلى تسريع وتيرة الابتكار في الذكاء الاصطناعي، وتمكين الخبراء في العالم من تطوير وتوسيع تطبيقاتها لتغطي مختلف الميادين الطبية، ما يقود إلى تحسين رعاية المرضى وتطوير البحوث الطبية.