أطلقت دائرة الصحة – أبوظبي وهيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر وقف الرعاية الصحية بقيمة مليار درهم على مدى خمس سنوات، بهدف تعزيز العمل الخيري لتلبية حاجات الرعاية الصحية المتخصصة، وستكون هيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر واحدةً من المساهمين الأساسيين مع التزامها بقيمة 50 مليون درهم في الوقف، وسوف تشجّع الهيئة المؤسسات وقطاعات المجتمع على الانضمام إلى الجهود الهادفة إلى تعزيز إمكانات هذا الوقف لضمان التمويل المستدام والمستمر انطلاقاً من أهمية التأثير الاجتماعي للرعاية الصحية.
وبحضور كل من معالي منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي، ومعالي عبد الحميد محمد سعيد، رئيس مجلس إدارة هيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر، وقع الاتفاقية كل من سعادة الدكتورة نورة خميس الغيثي، وكيل دائرة الصحة – أبوظبي، وسعادة فهد القاسم، مدير عام هيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر بالإنابة.
تأسّست هيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر في مايو 2023، وهي مسؤولة عن تنمية وتطوير قطاع الأوقاف من خلال تعزيز التأثير الاجتماعي والمالي في المجتمع، عبر تطوير الاستثمارات والشراكات لتأمين الاستدامة. وتمثّل هذه المبادرة الاستراتيجية أول شراكة كبرى لها، وتمهّد الطريق لمزيد من الأوقاف المتخصصة في أبوظبي.
ويأتي هذا الإعلان عن الوقف خلال النسخة الافتتاحية من أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية 2024، الذي تستضيفه دائرة الصحة - أبوظبي، الجهة التنظيمية لقطاع الرعاية الصحية في الإمارة، تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي. وفي خطوة تُمثّل إنجازاً رئيسياً للقطاع الصحي عالمياً، فإنّ وقف الرعاية الصحية في أبوظبي سوف يعمل على استثمار الأموال التي يتم جمعها لسدّ الفجوة المالية من خلال أرباح الوقف وعوائده، وتوظيفها في برامج الرعاية الصحية الأساسية والعلاجات.
وقال معالي منصور إبراهيم المنصوري، رئيس دائرة الصحة – أبوظبي: "يتمثل أحد أهداف أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية في جعل تمتع كافة المجتمعات بالرعاية الصحية عالية الجودة أولوية عالمية. وتمثّل الشراكات، مثل التي نعلن عنها اليوم، خطوة فعلية وملموسة نحو تحقيق هذه الأهداف. وبتوجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، تعتز دائرة الصحة - أبوظبي، بالتعاون مع هيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر، بإطلاق الوقف الصحي الذي يسعى إلى توفير تمويل مستدام، وإلى تعزيز الأثر الاجتماعي للرعاية الصحية. ويعكس هذا الوقف التزامنا بخلق تدفّق مستدام للدعم يضمن إمكانية وصول جميع أفراد المجتمع إلى خدمات الرعاية الصحية".
وقال معالي عبد الحميد محمد سعيد، رئيس مجلس إدارة هيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر: "يمثّل هذا الإعلان محطة محورية في قطاع الأوقاف في دولة الإمارات العربية المتحدة. نحن نطلق سبقاً استثنائياً يشير إلى القوة التي يمكن أن يخلقها المجتمع إذا ما توحّدت الجهود. إنّ مساهمتنا في وقف الرعاية الصحية جزءٌ لا يتجزأ من التزامنا بإدارة الأموال والأوقاف بمسؤولية ونزاهة وفعالية. ونهدف من خلال الوقف إلى نشر القيم الوقفية وتعزيز مفهوم الوقف كمحفز للاستدامة".
التعاون بين دائرة الصحة أبوظبي وهيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر يأتي كذلك انسجاماً مع أجندة حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وأهداف عام الاستدامة، ويحفّز حوكمة الاستثمار الاجتماعي الموجّه إلى من هُم بأمسّ الحاجة إليها. وينصبّ التركيز الأساسي لهذا التعاون على إنشاء إطار جديد للأدوات المالية المستدامة بما يضمن التدفق الدائم لها نحو الحاجات الصحية ذات الأولوية.
وقالت سعادة الدكتورة نورة الغيثي، وكيل دائرة الصحة – أبوظبي: "نحن سعداء بالإعلان عن وقف الرعاية الصحية في أبوظبي، ونرحب بجميع شركائنا في هذه الخطوة الأولى نحو التزام طويل الأجل لحلول التمويل المنتظمة والمستدامة. وفيما نهدف إلى إلهام وتمكين القادة الصحيين لتسريع مستقبل الرعاية الصحية، فإننا سوف نواصل العمل معاً في مواجهة التحديات الصحية، معتمدين على الإرث الثقافي الذي يمثّله مفهوم الأوقاف عبر تجسيده للتضامن الاجتماعي. معاً سوف نرسم مساراً لمستقبلٍ أكثر صحة، ونكرّس جعل تمتع المجتمعات بالرعاية الصحية والوصول إليها أولوية عالمية".
وقال سعادة فهد القاسم، مدير عام هيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر بالإنابة: "إنّ مساهمتنا في وقف الرعاية الصحية تنبع من تمسّكنا بمبادئ ومعتقدات الهيئة، مع التركيز على تنمية القيم الوقفية وتعزيز مفهوم الوقف كمحفّز للاستدامة. وعلى الرغم من أن مفهوم الوقف خيري بشكل أساسي، إلا أنه يشمل أبعاداً أوسع بكثير، بما فيها إدارة الثروات، وتحفيز التنمية الاقتصادية، وتمكين الاستدامة. هذا الجانب متعدد الأوجه من الوقف يجعله أحد أقدم أشكال المشاريع الاجتماعية وأكثرها ديمومة".
أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية، هو مبادرة حكومية رائدة لدائرة الصحة-أبوظبي، تهدف إلى تسريع مستقبل الرعاية الصحية وتعزيز التعاون والابتكار المسؤول، وتجمع قادة القطاع الصحي، والباحثين، وصنّاع السياسات، والمختصّين، والمستثمرين، ورواد الأعمال، والعاملين في قطاع الرعاية الصحية وعلوم الحياة حول العالم. يستكشف هذا الحدث التحول النموذجي من الرعاية الصحية التفاعلية إلى العناية الاستباقية. ويشهد الحدث لقاءً فاعلاً للعقول الرائدة في القطاع الصحي ولشبكة كبيرة من شخصيات ومؤسسات عالمية رائدة تضم 5000 مشارك و1000 مندوب و200 متحدث و100 جهة عارضة. ومن خلال تعزيز المناقشات الديناميكية والتعاون بين القطاعات، تعالج هذه المبادرة التحديات العالمية الملحّة في قطاع الصحة وتحفّز الحلول المشتركة لتسريع مستقبل الرعاية الصحية.