وقعت كل من دائرة الصحة أبوظبي، الجهة التنظيمية لقطاع الرعاية الصحية في أبوظبي، و"بيور هيلث" أكبر منصة للرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، و"جي42 للرعاية الصحية"، الشركة الرائدة في تكنولوجيا الرعاية الصحية والتي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، مذكرة تفاهم لإنشاء "مركز الصحة الرقمية" في العاصمة أبوظبي، الذي يهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارة عالمياً في مجالات الصحة الرقمية من خلال تطوير منصات بيانات وخدمات رقمية رائدة تسهم في المضي في تعزيز مخرجات القطاع الصحي وجودة خدمات الرعاية المقدمة للمرضى وفق أعلى مستويات الكفاءة.
وبموجب مذكرة التفاهم، ستتعاون الأطراف المعنية من خلال مشروع مشترك بإشراف دائرة الصحة أبوظبي لإنشاء مركز الصحة الرقمية استناداً إلى منصة تبادل المعلومات الصحية في أبوظبي "ملفي" ومنصة "شفافية"، لجمع ومعالجة ودراسة وتحليل البيانات الصحية وفق أحدث التقنيات وإمكانات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لأغراض صناعة القرار ووضع السياسات وإجراء الأبحاث العلمية والسريرية وأدلة العالم الحقيقي، وتوفيرها للجهات المعنية في القطاع بما في ذلك للمؤسسات الحكومية ومزودي الرعاية الصحية وشركات التأمين وشركات الصناعات الدوائية والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والشركات الناشئة وغيرها. وسيتبع المركز بالتنسيق مع دائرة الصحة أبوظبي أعلى المعايير بما يضمن سلامة وخصوصية المعلومات الصحية ووضعها على رأس قائمة الأولويات.
ووقع مذكرة التفاهم كل من سعادة الدكتور جمال محمد الكعبي، وكيل دائرة الصحة أبوظبي، وشايستا آصف، الرئيس التنفيذي للعمليات للمجموعة في شركة "بيور هيلث"، وسعادة منصور إبراهيم المنصوري، الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة "جي 42"، وذلك بحضور معالي عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة أبوظبي.
وعلى هامش حفل التوقيع، قال سعادة الدكتور جمال محمد الكعبي: "نتطلع من خلال هذا التعاون إلى المضي في تسخير البيانات الصحية وفق أعلى معايير أمن وخصوصية المعلومات للمضي في تعزيز مخرجات الرعاية الصحية في الإمارة وتوفير أفضل الخدمات لكافة أفراد المجتمع. وفي ظل توجيهات القيادة الرشيدة، تواصل دائرة الصحة أبوظبي ترسيخ مكانة أبوظبي حاضنة للابتكار في علوم الحياة ووجهة للرعاية الصحية الرقمية في المنطقة والعالم، وذلك بالاستناد إلى البنية التحتية المتقدمة والإمكانات الرقمية التي تتمتع بها الإمارة، كما يُعد أنشاء مركز الصحة الرقمية مثالاً متميزاً للشراكة بين القطاعين العام والخاص وثماراً نجنيها للجهود المبذولة في تبادل المعلومات الصحية في الإمارة."
من جهتها، قالت شايستا آصف، الرئيس التنفيذي للعمليات للمجموعة في شركة "بيور هيلث": "أدى التطور السريع في قطاع الرعاية الصحية إلى ترسيخ أهمية تحليلات البيانات، حيث نؤمن في بيور هيلث أننا نقترب من الوصول إلى التفرد التكنولوجي. وتماشياً مع حرصنا على تطوير قدراتنا من خلال الاستفادة من قوة الحوسبة التي تحقق قفزات نوعية هائلة. وبالاعتماد على النتائج المستندة إلى الذكاء الاصطناعي كمعيار رئيس، نهدف لجعل "مركز الصحة الرقمية" ركيزة أساسية نحو تحقيق صحة أفضل للجميع، وتحسين النتائج الصحية من خلال الطب الوقائي والتشخيصي والتحليلات التنبؤية والطب الشخصي."
وأضافت آصف: "يسعدنا في بيور هيلث أن نتعاون مع دائرة الصحة أبوظبي وشركة جي 42 للرعاية الصحية لإنشاء مركز الصحة الرقمي والذي سيدعم جهودنا لتعزيز صحة ورفاه المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة. وكشركاء في هذه المبادرة الرائدة، نلتزم باستخدام البيانات بشكل مسؤول لدفع عجلة الابتكار لتحقيق نتائج صحية بصورة أفضل وتقديمها على النحو الأمثل من خلال نظام بيئي يدعم التكنولوجيا والتطور."
وفي إطار التعاون، تعتزم دائرة الصحة أبوظبي وشركة "جي 42 للرعاية الصحية" التعاون لتطوير حلول توفر قيمة لأصحاب المصلحة في منظومة الرعاية الصحية بما في ذلك المرضى ومزودي الخدمات والهيئات التنظيمية وشركات الأدوية وغيرهم. وسوف تستخدم شركة "جي 42 للرعاية الصحية" منصة HealthSight الخاصة بها لتوحيد مجموعات بيانات الرعاية الصحية متعددة النماذج والاضطلاع بالمعلومات والرؤى المفيدة من خلال تقنيات التحليلات المتقدمة والتعلم الآلي.
وبهذه المناسبة، قال أشيش كوشي، الرئيس التنفيذي في شركة "جي 42 للرعاية الصحية": "إن مجموعة الحلول التي نعمل على تطويرها ستساعد على تحقيق الهدف الرئيسي من الرعاية الصحية، ألا وهو إحراز نتائج أفضل من خلال التركيز على رعاية المرضى، كما ستساعد تلك الحلول على خفض تكلفة الرعاية، وتحسين تجربة المرضى والعاملين في الرعاية الصحية، بما في ذلك الأطباء والممرضين".
وأضاف كوشي: "نفخر بالشراكة مع دائرة الصحة أبوظبي لإنشاء "مركز الصحة الرقمية" الذي سيسهم في تعزيز منظومة الرعاية الصحية في الإمارات. وكلنا ثقة بأننا سنتمكن من التعامل بكفاءة وفاعلية مع التحديات الصحية من خلال الاستخدام المسؤول والمفيد للتكنولوجيا وتسخير الشراكات لتسريع وتيرة حلول الرعاية الصحية المستدامة في الإمارات وخارجها."
وكانت أبوظبي قد قطعت شوطاً هاماً في تبادل المعلومات الصحية من خلال إطلاق منصة "ملفي" التي استطاعت في وقت قياسي ربط كافة مستشفيات الإمارة، ما يمكن من تبادل المعلومات الصحية الهامة للمرضى بين مقدمي الرعاية الصحية، وإنشاء قاعدة بيانات مركزية موحدة لسجلات المرضى، بهدف تحسين جودة الرعاية الصحية ومخرجات الخدمات المقدمة للمرضى في إمارة ابوظبي.