نجح الأطباء في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية بإجراء أول زراعة للخلايا الجذعية في المنطقة لدى مريضة تعاني من التصلب اللويحي، ما يسلط الضوء على مكانة أبوظبي بصفتها مركزاً لعلوم الحياة والتميز في مجال الرعاية الصحية.
يبرز هذا الإنجاز المهم في مجال زراعة الخلايا الجذعية، الذي تحقق في إطار برنامج أبوظبي لزراعة نخاع العظم، تقدماً كبيراً في مجال العلاج الخلوي وقدرات الطب التجديدي لعلاج مجموعة من الأمراض، من بينها أمراض السرطان والأمراض المناعية.
وقد أجرى أطباء المركز أول زراعة للخلايا الجذعية على مريضة تعاني من التصلب اللويحي في وقت سابق من الشهر الحالي، وأظهرت المريضة منذ ذلك الوقت تحسناً ملموساً في حالتها العامة. العلاج الذي تم تطبيقه من قبل مركز أبوظبي للخلايا الجذعية يهدف إلى إعادة ضبط النظام المناعي لدى المريض ويمكن الاستفادة منه لعلاج حالات انتكاس التصلب اللويحي.
يأتي نجاح الزراعة بعد العمل الرائد الذي قام بها المركز لدعم مرضى كوفيد-19 خلال فترة الجائحة، حيث أثنى عليه دكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، مشيداً بالعلاجات المتطورة التي يوفرها لهؤلاء المرضى، والتي تتضمن علاج UAECell19 الذي طرحه المركز في 2020 واستُخدم لعلاج الآلاف من مرضى كوفيد-19 وتحسين سعة الرئة.
تأسس برنامج أبوظبي لزراعة نخاع العظام التابع لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية في عام 2020 كبرنامج شامل لتوفير علاجات زراعة الخلايا الجذعية من مكونات الدم للبالغين والأطفال وعلاجات خلوية متطورة، مثل نقل الخلايا للتبني المعروف بال T-CAR وقد قدم فريق البرنامج، بالتعاون مع فريق طب الأعصاب في المركز، العلاج لمريضة التصلب المتعدد تحت إشراف الدكتورة فاطمة الكعبي مديرة البرنامج.
وفي تعليقها على هذا الإنجاز، قالت د. فاطمة: "يلتزم مركز أبوظبي للخلايا الجذعية بأن يحقق برنامج زراعة نخام العظام أعلى معايير الجودة ورضا المرضى عبر جميع المراحل، بما في ذلك مراحل العلاج والرعاية اللاحقة والمتابعة. نجحنا بواسطة هذا العلاج الجديد بتعزيز قدراتنا التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة للجميع".
من جانبه، قال الدكتور يندري فينتورا، الرئيس التنفيذي لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية: “نحن فخورون للغاية بهذا الإنجاز الذي حققناه وبفضله بات مركز أبوظبي للخلايا الجذعية أول مركز في المنطقة يجري زراعة نخاع العظام لدى مريض يعاني من التصلب اللويحي. نعتز بتقديم مثل هذا العلاج في أبوظبي لإنقاذ حياة الكثير من المرضى، وذلك بفضل دعم القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة وإدارة بيورهيلث".
ولفت شايستا آصف، الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة بيورهيلث إلى أن إجراء هذه الزراعة لنخاع العظم لمريضة تعاني من التصلب اللويحي جاء في الوقت المناسب بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بخمسة عقود من الإنجازات التي حققتها في عدة مجالات في ظل الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيد، وأضاف: "تلتزم بيورهيلث والشركات التابعة لها بالارتقاء بمعايير التميز في الرعاية الصحية لتعزيز الكفاءات في القطاع. هذه خطوة كبيرة على صعيد تحسين الأوضاع الصحية في البلاد".
وتعد زراعة الخلايا الجذعية التي أجريت في مركز أبوظبي للخدمات الطبية "الرعاية المعيارية" وليست مجرد "خيار سريري"، وذلك بحسب إرشادات المجموعة الأوروبية لزراعة الدم والنخاع والجمعية الأمريكية لزراعة الدم والنخاع الصادرة في عام 2019، التي استعرضت الأدلة السريرية لزراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم لدى مرضى التصلب اللويحي. وهو علاج معترف به وفعال لمرض التصلب المتعدد المتكرر الانتكاس عالي النشاط. المجموعة الأوروبية لزراعة الدم والنخاع تدعم التميز في العلوم لتحسين نتائج زراعة الخلايا الجذعية، بينما تتخصص الجمعية الأمريكية لزراعة الدم والنخاع بتطوير العلوم والرعاية السريرية للمرضى الذين يحتاجون إلى عمليات زراعة الدم والنخاع.
مركز أبوظبي للخلايا الجذعية هو مركز رعاية صحية عالي التخصص يركز على تقنيات العلاج بالخلايا والطب التجديدي، وقد تأسس في مارس 2019 بهدف تلبية الطلب المحلي والإقليمي المتزايد على الخدمات الطبية المتقدمة والعلاجات الأكثر ابتكارًا في الدولة. يركز المركز بشكل أساسي على معالجة الخلايا وتصنيفها لاستخدامها في التطبيقات السريرية، مثل الطب التجديدي وزراعة الخلايا الجذعية المكونة للدم والعلاجات الخلوية، ويواصل توفير علاجات متطورة، مثل علاج الفصادة الضوئية خارج الجسم. وقد عالج المركز حتى الآن 13 مريض سرطان إلى جانب مريضة تعاني من التصلب اللويحي وذلك في إطار برنامج أبوظبي لزراعة نخاع العظام التابع له.