أصدر مركز أبوظبي للصحة العامة، وشركة «بي دبليو سي» ورقة عمل مشتركة عن التوحُّد والمساواة في الحصول على الرعاية الصحية، خلال أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية، الذي تستضيفه دائرة الصحة – أبوظبي، بهدف رفع مستوى الوعي عن التوحُّد، وتعزيز الدمج وتعزيز العدالة الصحية.
وتوصي ورقة العمل المشتركة بتبنّي سياسات عامة شاملة تدعم الدمج الاجتماع الأوسع، وتعزيز الفرص الاقتصادية، إضافة إلى تحسين فرص الوصول إلى الرعاية الصحية وجودتها. وسيضمن ذلك تحقيق تقدُّم شامل نحو العدالة الصحية للأفراد المتعايشين مع التوحُّد، ما يعزِّز بشكل كبير نوعية حياتهم وإمكانية وصولهم إلى الخدمات، ودمج احتياجاتهم في النسيج الأوسع للهياكل المجتمعية، والانتقال نحو مشهد صحي أكثر شمولاً وعدالة.
وقال سعادة الدكتور أحمد الخزرجي، المدير العام بالإنابة لمركز أبوظبي للصحة العامة: «تمثِّل هذه الورقة المشتركة التزامنا الراسخ بتعزيز النظم الصحية الشاملة والعادلة لجميع أفراد المجتمع. ونحن في مركز أبوظبي للصحة العامة مصمِّمون على المُضي في تحقيق مهمتنا المتمثّلة بالحفاظ على الصحة العامة وتعزيز المعايير الصحية وتحفيز الابتكار من خلال المبادرات والبرامج الاستباقية والشراكات التعاونية. ومن خلال الجمع بين تركيز القطاع الصحي على الوقاية والحلول التكنولوجية المتقدِّمة، وتعزيز التحديثات الشاملة في السياسة العامة، فإننا نهدف إلى تحسين نوعية الحياة بشكل كبير، وتوفير إمكانية وصول الأفراد المتعايشين مع التوحُّد إلى الخدمات الصحية وفق أفضل الممارسات، والتحوُّل نحو نُظم صحية أكثر شمولاً وعدالةً».
وتحتوي ورقة العمل المشتركة على أربعة أقسام رئيسية، هي تأثير التصنيفات الاجتماعية في التوحُّد، والسياسات العامة: تحفيز تحسين فرص المساواة الصحية في رعاية المتعايشين مع التوحُّد، والتكنولوجيا كعامل تمكين، واستراتيجيات السياسة العامة عن التكامل التكنولوجي القابلة للتنفيذ. وتتضمَّن الورقة أيضاً استكشاف التحديات متعددة الأوجه التي يواجهها المتعايشون مع التوحُّد، والتي تهدف إلى الإسهام في تطوير السياسات والبرامج القائمة على الأدلة.
ويعدُّ اضطراب طيف التوحُّد مصدر قلق عالمي كبير للصحة العامة، حيث يُصاب به طفل من كل 100، وينتشر بشكل متزايد لدى البالغين. وتنسجم ورقة العمل المُعلَن عنها مع أولوية أبوظبي في الحفاظ على صحة جميع أطياف المجتمع، جسدياً وعقلياً، ومع دعم الإمارة لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، التي تسعى إلى ضمان الصحة الجيدة والرفاهية للجميع.
وقالت لينا شديد، المدير المسؤول عن قطاع الرعاية الصحية، والشريك في (بي دبليو سي الشرق الأوسط): «يُعدُّ الحصول على الرعاية الصحية حاجة عالمية يجب على الحكومات ضمانها لجميع مواطنيها، وتجاوز التصنيفات الاجتماعية المفترَضة، وتوفير وصول أفراد المجتمع الأكثر ضعفاً إلى الرعاية الصحية. في كثير من الأحيان نجد أنَّ فئات معيَّنة في المجتمع، ومنهم المتعايشون مع التوحُّد، تفتقر إلى الدعم والموارد اللازمة في منظومة الرعاية الصحية. ويمكن للسياسة العامة الفعّالة، إذا اقترنت بالتحوُّل التقني، أن تسرِّع التقدُّم في سدِّ الفجوات الناشئة عن التصنيفات الاجتماعية، وضمان العدالة الصحية للجميع. نحن نطمح إلى مستقبل تحتضن فيه الأنظمة الصحية والاجتماعية في العالم الأفراد المتعايشين مع التوحُّد، وتلبّي احتياجاتهم في مرحلة الطفولة وطوال مراحلهم العمرية بالتزامٍ متساوٍ».
وتخلص ورقة العمل إلى دعوة المعنيين، بمن فيهم صانعو السياسات ومقدِّمو الرعاية الصحية ومطوِّرو التكنولوجيا ومجتمع رعاية التوحُّد، للتعاون في رعاية نظام صحي لا يُعالج احتياجات الأفراد المصابين بالتوحُّد فحسب، بل يتوقَّعها استباقياً أيضاً. ومن خلال توحيد الجهود في هذه المجالات، تدعو الورقة إلى مجتمع لا تكون فيه العدالة الصحية مجرَّد طموح، بل حقيقة واقعة للجميع.