أطلق معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، يرافقه معالي الدكتور عبد الرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، وعدد كبير من القيادات المحلية والفكرية بالإمارات، وأعضاء مجلس إدارة الصندوق، وعدد كبير من الشركاء والمانحين، اليوم المفتوح "إسهامات صندوق الوطن" الذي أقيم في مركز أدنيك - أبوظبي تحت عنوان "إسهامات صندوق الوطن في توفير فرص العمل المنتج أمام أبناء وبنات الإمارات" الذي ينظمه الصندوق لتسليط الضوء على أهم التجارب الناجحة لأبناء وبنات الإمارات في مجال ريادة الأعمال بدعم مباشر من الصندوق، وإبراز جانب مهم من عمل الصندوق، وتأكيد رسالته السامية، وإسهامه المستمر في توفير جميع الفرص أمام أبناء وبنات الوطن، وتمكينهم من المشاركة النشطة في جهود التنمية والتقدم، في الدولة والمنطقة والعالم.
كما كرَّم معاليه خريجي برنامج جسور، وحضر جانباً من الجلسات النقاشية، واختيار المشروعات الممولة من خلال دعم وتمكين الأعمال الناشئة للشباب الإماراتي.
وأكد معاليه في الكلمة الافتتاحية أنَّ صندوق الوطن يركز خلال أنشطة اليوم المفتوح، الذي يحمل عنوان "إسهامات صندوق الوطن في توفير فرص العمل المنتج أمام أبناء وبنات الإمارات"، استعراض مبادراته وبرامجه التي تهدف إلى تمكين الإنسان، والإسهام في بناء وتطوير قوة العمل المواطنة، المزوّدة بالمعارف والقدرات، والتي تشارك في رفع الإنتاجية، وبناء الاقتصاد القائم على المعارف، وتعزيز القدرة على التنافس الناجح في جميع المجالات وعلى كل المستويات، من خلال النتائج الملموسة والتجارب الناجحة التي أنجزها أبناء الإمارات في العديد من المجالات.
وقال معاليه: "إنَّ دولة الإمارات العربية المتحدة، في ظل القيادة الحكيمة، والجهود المستنيرة، والعمل المتواصل لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله" هي دولة عزيزة بشعبها، قوية بقادتها، رائدة بنظامها ومؤسَّساتها، يلتحم فيها الشعب مع القيادة، ويلتف الجميع فيها حول هدف وطني مهم، هو تنمية الإنسان وتمكينه من الأداء والإنجاز، وإننا في الإمارات على قناعة كاملة بأنَّ نجاحنا في تنمية الإنسان، إنما هو تجسيد عميق للنظرة الواثقة نحو المستقبل، هو كذلك تعبير واضح وأصيل عن حب الوطن والانتماء للمجتمع، والولاء للدولة والقيادة".
وأضاف معاليه: "إنني أنتهز هذه المناسبة كي أرفع إلى صاحب السمو رئيس الدولة أصدق آيات الشكر، وأسمى معاني العرفان والاحترام تقديراً لدعمه القوي، والتزامه الثابت بإتاحة جميع الفرص الممكنة أمام أبناء وبنات الوطن، للإسهام في كل الأنشطة والإنجازات فيه، كما أتقدم في هذه المناسبة إلى سموه بعظيم الشكر والامتنان على مساندته القوية، لصندوق الوطن، وما يسعى الصندوق إلى تحقيقه من أهداف وغايات، في خدمة المجتمع والإنسان في دولتنا العزيزة".
وعن أهم المبادئ التي تشكِّل منظومة عمل صندوق الوطن، قال معاليه: "إنني أؤكد أمامكم اليوم، وأنتم بصدد التعرُّف على أنشطة وبرامج صندوق الوطن في مجالات توفير فرص العمل المنتج أمام أبناء وبنات الإمارات، على عدد من المبادئ الأساسية التي تحكم عمل الصندوق في هذا المجال الهام، وهي مبادئ حُدِّدَت في إطار توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه".
المبدأ الأول: هو أن الحديث عن تنمية الإنسان في الإمارات إنما يُعدُّ في واقع الأمر، حديثاً عن المستقبل، وعن قدراتنا على مواجهة هذا المستقبل، وعن دور أبناء وبنات الوطن في صياغة ملامحه وتحديد أشكاله. أما المبدأ الثاني فهو أنَّ الطريق إلى تحقيق تنمية الإنسان في الإمارات إنما يعتمد على الأخذ بتوقعات عالية للإنجاز، على كل المستويات، وأن نعمل معاً في سبيل أن يكون كل فرد في هذا المجتمع مزوداً بالمعارف والقدرات التي تمكِّنه من العمل المنتج في هذا العصر. فيما يؤكِّد المبدأ الثالث من عمل صندوق الوطن، أنَّ التنمية الناجحة للإنسان تتطلَّب الاهتمام بفئات السكان كافة، الرجال والنساء على السواء.
وأشار معاليه إلى أنَّ المبدأ الرابع يركِّز على أهمية العمل على زيادة نسبة المواطنين في القطاع الخاص بالدولة، وأن نبذل أقصى الجهد من أجل تحفيز كافة الشركات ومؤسَّسات القطاع الخاص لاستقطاب المواطنين، للعمل المنتج فيها، وذلك في إطار أن يكون القطاع الخاص في الدولة نموذجاً رائداً في المسؤولية المجتمعية التي تتجسَّد في الحرص التام، على تحقيق السعادة والاستقرار لأبناء وبنات الوطن، في ظل قناعة كاملة بأنَّ ذلك يؤدي إلى نجاح وازدهار القطاع الخاص ذاته.
وأضاف أنَّ المبدأ الخامس في عمل الصندوق يؤكِّد الالتزام بدعم قدرة أبناء وبنات الوطن في مجال ريادة الأعمال، وإنشاء الشركات الجديدة، ودعم كل الجهود الهادفة إلى تحويل الأفكار النافعة لدى أبناء الوطن إلى تطبيقات عملية وتجارية ناجحة، سواء تعلَّق الأمر بتوفير مصادر التمويل اللازمة لها، أو سبل التدريب والتوجيه والمشورة، والصندوق يقوم بهذا الدور بتشجيع أصحاب المبادرات ومساعدتهم وتوفير فرص النجاح لهم، والعمل معهم على تقوية التواصل مع أقرانهم داخل الدولة وخارجها.
وعن المبدأ السادس في عمل الصندوق أوضح معالي الشيخ نهيان بن مبارك، أنه يركز على أنَّ تنمية الإنسان هي مسؤولية الجميع، وأنَّ النجاح في هذا المسعى يتطلَّب تكاتف الجميع، من خلال تنفيذ برامج فعّالة للتعليم والتدريب والإفادة من التجارب العالمية الناجحة، والأخذ بنتائج البحوث والدراسات والتخطيط السليم وتوعية الجميع بالأهداف والغايات المرجوّة، والاعتماد على طرق واضحة للمتابعة وتقييم النتائج.
وقال معاليه: "إنَّ كافة مبادئ الصندوق واضحة تماماً في المبادرات والبرامج التي عُرِضَت، سواء في تلك المبادرات والبرامج التي تقوم على إعداد الخريجين للالتحاق بوظائف القطاع الخاص، أو تلك التي تركِّز على تنمية مهارات ريادة الأعمال في المجالات المختلفة، ومساعدة المواطنين على تأسيس شركاتهم بنجاح، إضافة إلى العمل على إيجاد آلية فعّالة للتنسيق في عمل حاضنات ريادة الأعمال في الدولة. كما تشمل برامج الصندوق تدريب المواطنين على التعامل مع العالم الرقمي، ومساعدتهم على تحويل هذه القدرة إلى مورد إنتاج اقتصادي لهم، وسوف يعرض الشباب مشروعاتهم، التي يقوم الصندوق برعايتها، إضافة إلى الاحتفاء بعدد من قصص النجاح في هذا المجال، كما يتم استعراض دور الصندوق، في الاعتماد على الدراسات والبحوث التي تهدف إلى تعميق قنوات التواصل والحوار، بين مؤسَّسات المجتمع كافَّةً في مجالات تشغيل الخريجين، والإسهام بصفةٍ خاصة في تطوير دور القطاع الخاص بالدولة في تمكين الإنسان، ويرتبط بذلك كله، برنامج مكثَّف لتشجيع المواطنين من مختلف الأعمار، ولاسيما طلبة المدارس على التفوق والإنجاز، في مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعي والآلات الذكية، ومساعدتهم في هذا المجال الذي يعدُّ الآن جزءاً مهماً من الاقتصاد القائم على المعارف في المنطقة والعالم".
وأوضح معاليه أنَّ العمل في صندوق الوطن يهدف إلى تحقيق التعاون الوثيق مع مؤسسات المجتمع كافَّةً، بما يكفل الإفادة من جميع القدرات، ويسعى الصندوق ليكون حلقة وصل مهمة بين أبناء وبنات الوطن من جانب، والوزارات والهيئات والمدارس والجامعات ومؤسسات القطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني من جانب آخر، من أجل تحقيق الكفاءة والفاعلية في عمل الجميع، مثمِّناً جهود شركاء صندوق الوطن، الذين يشاركون في اليوم المفتوح، ومقدراً دعمهم القوي لبرامج ومبادرات الصندوق، واستعدادهم التام لتقديم الخبرات والاستشارات والموارد اللازمة لتحقيق النجاح في هذا الجهد الوطني الهام.
وفي ختام كلمته، أشار معاليه إلى أنَّ اليوم المفتوح لصندوق الوطن هو تأكيد للثقة الكبيرة في رسالة الصندوق وبرامجه ومبادراته، والحرص على توفير كل شروط النجاح لها، وتعميق مكانة الصندوق في مسيرة الوطن.
من جانبه قال معالي الدكتور عبد الرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين: "نلتقي اليوم، وكلنا فخر واعتزاز بوجود نخبة من أبنائنا وبناتنا الذين يتحلون بروح الابتكار والثقة والتحدي والعزم في انطلاقهم نحو ريادة الأعمال، وهو ما يلبي وينسجم مع رؤية القيادة الرشيدة لمستقبل الدولة القائم على التنمية المستدامة والابتكار الاقتصادي والمجتمعي، وترسيخ نموذجنا التنموي القائم على تمكين المبادرات الفردية والقطاع الخاص وبناء الشراكة معه، فبفضل الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة، يتعامل اقتصاد دولة الإمارات مع أكثر من 200 دولة كونه شريكاً تجارياً وهو ما يتطلَّب تعزيز مرونة وقدرة هذا الاقتصاد على المنافسة ضمن هذه البيئة العالمية المتغيرة باستمرار، والحفاظ على مزاياه التنافسية، وضمان تحقيق أعلى مستويات النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي، لهذا الغرض، قامت حكومة الإمارات ببناء الزخم المناسب للمضي قدماً في تعزيز إمكاناتها، من أجل النمو المستدام، عبر استهداف زيادة حصة الطاقة النظيفة إلى 50% بحلول عام 2050، وكذلك زيادة الناتج المحلي الإجمالي الصناعي بمقدار 300 مليار درهم بحلول عام 2031، حيث يشكِّل ذلك فرصاً كبيرة لتقدم الاقتصاد الوطني ونمو الشركات الناشئة الإماراتية وتمكين المستثمرين من روّاد الأعمال".
وأضاف معاليه: "إنَّ رعاية وتنمية قدرات ريادة الأعمال تستدعي مواصلة غرس وترسيخ هذه الثقافة وتكييفها من خلال منظومة متكاملة وفعّالة، تبدأ من نظام تعليمي استباقي، وصولاً إلى سوق عمل قادر على استيعاب المواهب والأفكار التجارية الجديدة، لذلك، تعمل الحكومة على تهيئة مثل هذه المنظومة الفعّالة من خلال تسهيل التكامل بين البيئة التعليمية وسوق العمل عبر برامج البحث والتطوير المصمّمة بشكل مشترك لتنمية المواهب، وإنشاء المختبرات والحاضنات التجريبية وغيرها، إضافة إلى التمويل وإتاحة الوصول إلى رأس المال. وبدورها، تلتزم وزارة الموارد البشرية والتوطين بتنمية المواهب الإماراتية الراغبة في الالتحاق بسوق العمل سواء أكانوا موظفين أو روّاد أعمال".
واختتم معاليه قائلاً: "أتوجه إلى شبابنا الذي نثق به وبقدراته، وأقول لهم: إنَّ الأبواب مشروعة أمامكم لتشاركوا في رسم ملامح وتحقيق رؤية الامارات التي تعدُّ نموذجاً للدول التي تستثمر في المستقبل، وتتملك أدواته، وتأخذ بأيدي الشباب ليكونوا قوة دافعة نحو غد أكثر إشراقاً".
الجلسات النقاشية تتناول رؤية الخبراء والشباب حول ريادة الأعمال والقطاع الخاص
في الجلسة الأولى حول فرص العمل في القطاع الخاص، أكَّد سعاد ياسر القرقاوي، مدير عام صندوق الوطن، أنَّ الصندوق يقوم بجهود كبيرة ومتواصلة من أجل تمكين شباب الوطن من القطاع الخاص، حيث تناول جهود صندوق الوطن في مجال التوظيف في القطاع الخاص، وطرح أسلوب العمل في برنامج جسور باعتباره نموذجاً لهذا التوجُّه.
أما الجلسة الثانية فطرحت موضوع "ريادة الأعمال وصناعة الفرص" وتحدث فيها الخبير العالمي جان لوك عن إمكانية التوظيف من خلال خلق وظائف جديدة عبر الأعمال الناشئة وريادة الأعمال، عن طريق إنشاء شبكات تواصل بين المشروعات الناشئة كافَّةً، لتتكامل أدوارهم، ولكي تنشأ أشكال تعاون مختلفة فيما بينهم تساعد في التوظيف والنجاح والاستدامة.
في الجلسة الثالثة حول "بحوث حول فرص العمل في القطاع الخاص" تحدثت الدكتورة جورجيا ديلور عن نتائج البحث الميداني الذي تناول فرص العمل للمواطنين في القطاع الخاص، وما يكتنف هذا الموضوع من نجاحات وتحديات.
وشمل اليوم المفتوح اختيار المشروعات المموّلة من خلال دعم وتمكين الأعمال الناشئة للشباب الإماراتي، بالتنسيق مع الجامعات وحاضنات الأعمال المنتشرة في مختلف أماكن الدولة، والتي ترعاها مؤسَّسات مختلفة، وهذا التنسيق يهدف إلى تمكين مشاريع أبناء الوطن، ودعم تأسيس شركات ناشئة في مختلف مجالات وقطاعات التنمية في المجتمع.
كما نظَّم صندوق الوطن دورة تدريبية "العمل الرقمي الحر" لعدد 80 مُتدرباً، تلقّى من خلالها المواطنون تدريباً على التعامل مع العالم الرقمي من خلال إتاحة مجالات العمل المتعددة لهم، وتوفير الفرصة أمامهم، وتمكينهم من إنشاء أعمالهم وشركاتهم الخاصة، وتسويق إنتاجاتهم الرقمية المبدعة.