أجرى مركز إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لإمارة أبوظبي، بالتعاون مع هيئة الموارد البشرية في أبوظبي ومركز الإحصاء – أبوظبي وأكاديمية ربدان، دراسة تفصيلية لتقييم مستويات المعرفة والخبرة والكفاءة لدى الكوادر العاملة في مجال إدارة استمرارية الأعمال في حكومة أبوظبي.
سَعَت الدراسة التي أُجرِيَت على فئتي الإدارات العليا في الجهات الحكومية بإمارة أبوظبي، وفِرَق العمل التخصُّصية بمختلف أدوارها الخاصة بتطبيق نظام إدارة استمرارية الأعمال، إلى تحديد مستوى المعرفة والخبرة لدى الكفاءات الحكومية في الإمارة بهذا المجال، بهدف تحديد التوصيات اللازمة لتأهيل كوادر وطنية وقيادية قادرة على ريادة منظومة استمرارية الأعمال على مستوى القطاع الحكومي في الإمارة، ما يُسهم في ضمان استمرارية سير الأعمال في حالات الطوارئ والأزمات والكوارث بمختلف أنواعها.
وأظهرت الدراسةُ التطوُّرَ الواضحَ في أداء الجهات الحكومية بالإمارة فيما يتعلَّق بتطبيق نظام إدارة استمرارية الأعمال بما يشمل إجراءات التعامل مع الطوارئ، وتفعيل خطط استمرارية الأعمال. كما أظهرت النتائج حاجة الجهات إلى مواصلة عملية تطوير الكفاءات القادرة على مواكبة التغييرات المتسارعة في مجال الطوارئ والأزمات والكوارث.
وبهذا الصدد، قال الدكتور ناصر حميد النعيمي، المدير العام لمركز إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لإمارة أبوظبي بالإنابة: «يأتي إجراء هذه الدراسة في إطار مساعي المركز المتواصلة للارتقاء بجاهزية الجهات الحكومية وكوادرها في مجال استمرارية الأعمال، وضمان تطبيق أفضل الممارسات التي من شأنها تعزيز صمود الإمارة واستمرارية أعمالها في وجه التغييرات والمخاطر بمختلف أنواعها، ما يسهم في تحقيق رؤية حكومة أبوظبي بترسيخ مكانة الإمارة نموذجاً رائداً في إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وانطلاقاً من مسؤوليات المركز في تطوير منظومة رائدة للاستجابة والتعافـي وبناء القدرة على الصمود والتطوير المؤسَّسي».
وأضاف النعيمي: «أكَّدت الدراسة جاهزية إمارة أبوظبي للتعامل مع مختلف حالات الطوارئ والأزمات والكوارث، وفاعلية السياسات والاستراتيجية التي جرى وضعها على مستوى الإمارة لضمان مواصلة التطوُّر المستمر لمناهج استمرارية الأعمال، مع التركيز بشكلٍ خاص على الكفاءات المؤهَّلة ضمن الجهات الحكومية التي تتمتَّع بأعلى مستويات التدريب، والقادرة على تفعيل آليات الاستجابة بفاعلية. وفي هذا الإطار، نؤِّكد حِرْصَ المركز على دعم مختلف الجهات الحكومية لتطوير القدرات والكفاءات في استمرارية الأعمال لترسيخ سمعة الإمارة عالمياً في هذا المجال».
ومن جانبها، أكَّدت سعادة أمل ناصر الجابري، المدير العام لهيئة الموارد البشرية لإمارة أبوظبي، أهمية هذه الدراسة ودورها في الارتقاء بمستوى تطبيق منظومة استمرارية الأعمال في الإمارة والخطط ذات الصلة، بما يتماشى مع المستهدفات الاستراتيجية للهيئة والمتغيرات المتسارعة التي يشهدها سوق العمل.
وقالت الجابري: «تأتي الدراسة ضمن تطلُّعات الهيئة إلى دعم تطبيق نظام إدارة استمرارية الأعمال والتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في تطوير الكفاءات والخبرات، لضمان استمرارية العمليات الحيوية في إمارة أبوظبي من خلال القياس الفعلي لمستوى المعرفة والخبرة في هذا المجال، ووضع الإجراءات التطويرية والمساهمة في تنفيذها».
وأضافت: «الهيئة مستمرة في طرح وتطوير السياسات والبرامج والخطط التي من شأنها تعزيز قدرات الكفاءات والخبرات الوطنية، للتكيُّف مع مختلف الظروف المحتملة، وصولاً لمنظومة تتسم بالمرونة وقادرة على عبور الأزمات وفق أفضل المعايير والممارسات المتَّبعة».
وتعليقاً على الدراسة، قال سعادة عبد الله غريب القمزي، المدير العام لمركز الإحصاء – أبوظبي بالإنابة: «تعكس الدراسة جهود الجهات الحكومية في حكومة أبوظبي لإدارة وتفعيل خطط استمرارية الأعمال، وبرهنت النتائج الإيجابية التي أظهرتها الدراسة على التقدُّم الملحوظ الذي حقَّقته الكوادر الحكومية المعنية في إدارة مختلف حالات الطوارئ والأزمات والكوارث».
وأضاف سعادته: «في إطار مساعي الجهات الحكومية في حكومة أبوظبي لتعزيز مستويات استجابتها في حالات الطوارئ والأزمات وفق الخطط الاستراتيجية لإمارة أبوظبي، يحرص مركز الإحصاء – أبوظبي على تزويد صانعي القرار في الجهات الحكومية بالبيانات والمؤشرات الإحصائية الدقيقة والموثوقة التي تدعم عملية تخطيط وتطوير سياسات واستراتيجيات الإدارة الفعّالة للأزمات والكوارث، وتسهم في تقييم أثر تطبيق هذه البرامج، إلى جانب تسليط الضوء على الفرص المتاحة لتعزيز قدرات الكفاءات الوطنية على تحسين مستويات الجاهزية والمرونة في مواجهة حالات الطوارئ».
من جانبه، قال جيمس مورس، رئيس أكاديمية ربدان: «إننا سعداء في أكاديمية ربدان لأن نكون جزءاً من هذه الدراسة رفيعة المستوى بالتعاون مع شركائنا الاستراتيجيين، حيث تُمثِّل نتائجها محطة مهمة في تعزيز منظومة الكوادر الوطنية المؤهَّلة في الدولة. وقد شارك في هذه الدراسة نخبة من الباحثين المتخصِّصين لدينا، المؤهَّلين في أفضل الجامعات في العالم، انطلاقاً من حرص أكاديمية ربدان الدائم على دعم المجالات ذات الصلة بالجاهزية واستمرارية الأعمال ومواءمتها مع أفضل الممارسات والمعايير العالمية».
أُسِّسَ المركز في عام 2019 بهدف تعزيز جاهزية الإمارة لمواجهة الطوارئ والأزمات والكوارث، حيث يتولّى المركز إعداد السياسة العامة والاستراتيجيات والخطط المتعلقة بإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في الإمارة بالتنسيق مع الجهات المعنية، إلى جانب دوره المحوري في التنسيق مع شركائه والجهات المعنية، ممثلاً حلقة الوصل التي تتولّى مزامنة مهام إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث وتنظيمها على أرض الواقع، اعتماداً على منظومته الرائدة، ما يسهم في بناء قدرة الإمارة على الصمود وتحقيق رؤية حكومة أبوظبي بترسيخ مكانة الإمارة نموذجاً رائداً في إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث على مستوى العالم.