وقعت حكومة أبوظبي وحكومة مدينة موسكو (روسيا الاتحادية)، اليوم، برنامج تعاون يهدف إلى تحقيق المزيد من التعاون وتعزيز روابط الصداقة والتفاهم المشترك بين حكومة موسكو (روسيا الاتحادية) وأبوظبي، ضمن رغبة الطرفين في تعميق وتوسيع التعاون الثنائي وتبادل الخبرات وتعزيز الاستثمار في القطاعات الحيوية في مختلف المجالات الاقتصادية، والثقافية، والرعاية الصحية، بالإضافة إلى قطاعي التعليم والبنية التحتية.
وقع البرنامج كل من معالي فلاح محمد الأحبابي، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس دائرة البلديات والنقل، نيابةً عن حكومة أبوظبي، وسعادة سيرجي تشيرمين، وزير حكومة موسكو، رئيس إدارة العلاقات الاقتصادية الخارجية والعلاقات الدولية - موسكو، بعد مناقشة مجموعة من المواضيع الحيوية التي تؤكد على بناء المزيد من الشراكات ومواصلة التعاون الثنائي وتطويره.
وأكد معالي فلاح محمد الأحبابي على أن برنامج التعاون يأتي في ضوء العلاقات الاقتصادية الراسخة، وفي إطار رغبة الطرفين في تعميق وتوسيع التعاون المشترك في المجالات الحيوية والاستخدام واسع النطاق لإمكانياتهما الفنية وقدراتهما في توفير الخدمات والمشاريع التي تتناسب مع المتغيرات العالمية وتعزز من جودة الحياة وسلامة السكان ضمن المدن، وقال: "تحرص قيادتنا الرشيدة ضمن رؤيتها الاستراتيجية، على بناء وتعزيز الشراكات الدولية بما يدعم أهداف النمو المستدام، من خلال البحث في المشاريع المستقبلية التي تخلق المزيد من الفرص وتعتمد على توظيف التكنولوجيا الحديثة لتعزيز أفاق التعاون بين الجانبين."
وأضاف الأحبابي: " تمتلك دولة الإمارات وأبوظبي قدرات كبيرة في كافة المجالات، التي كان لها دور كبير في تعزيز موقع دولة الإمارات كقوة فكرية، وثقافية وعلمية رائدة على المستوى العالمي، بالإضافة إلى ما تم تحقيقه خلال المرحلة الأخيرة من سلسلة من النجاحات على أرض الواقع في مواجهة التحديات المرتبطة بالجائحة العالمية، من خلال ما تم إنجازه في القطاعات الاقتصادية والصحية والبنية التحتية المرنة والذكية. ويشكل تعاوننا مع حكومة موسكو اليوم أحد ثمار التعاون الدولي القائم على الفهم المشترك لتطوير الاستثمار في الإبتكار وتطوير إمكانات الشعوب لتشكل حجر الأساس في عملية النمو المستدام، ولا شك بأن التعاون مع مدينة رائدة كموسكو في هذه القطاعات سيساهم بشكل إيجابي في تحقيق هذه الرؤية."
وبمناسبة توقيع برنامج التعاون، قال سيرجي تشيرمين، وزير حكومة موسكو، رئيس إدارة العلاقات الاقتصادية الخارجية والعلاقات الدولية – موسكو : "اكتسبت موسكو باعتبارها واحدة من أكثر المدن العملاقة تطورًا ديناميكيًا حالياً في العالم، خبرة واسعة في مختلف المجالات الحضرية والتنموية، وهي على استعداد لمشاركتها مع الشركاء الدوليين. وموسكو منفتحة في الوقت نفسه على تنفيذ مشاريع جديدة سيتم وضعها مع أبوظبي. وأعتقد أن التوقيع على برنامج تعاون بين العاصمتين سيحدد مرحلة جديدة من التعاون بين مدننا بالإضافة إلى المساهمة في تمكين علاقات الشراكة القوية القائمة ".
تعاون في مجالات حيوية نحو مستقبل مزدهر
يركز برنامج التعاون على تطوير العلاقات بين مدينتي أبوظبي وموسكو ضمن عدة مجالات تتضمن النمو الاقتصادي، والمشاريع الثقافية، ومجال الرعاية الصحية، بالإضافة إلى قطاعي التعليم والبنية التحتية، وتحفيز حالة التعاون المتبادل بين حكومة أبوظبي وحكومة موسكو (روسيا الاتحادية) ودراسة آفاق تطويرها. ويعمل الطرفان من خلال اتفاقية التعاون على تحفيز العلاقات الاقتصادية للشركات والمؤسسات في كل من مدينة موسكو ومدينة أبوظبي وتعزيز التبادل التجاري بينهما، واستقطاب استثمارات الشركات الإماراتية، بالإضافة إلى تشجيع المشاريع الاقتصادية والابتكارية والأنشطة أو الأعمال الاقتصادية المشتركة التي ترعاها الاتحادات والجمعيات التجارية المعنية والغرف التجارية.
ويعمل البرنامج على تعزيز التعاون المباشر بين المؤسسات البحثية والأكاديمية الرائدة في مجال الثقافة والفنون، والمشاركة في الفعاليات الثقافية كالمتاحف والمكتبات، والموسيقى والمسرح والتصوير السينمائي والفنون التشكيلية والفنون بمختلف أنواعها وتبادل الخبرات في هذا المجال.
ويبحث البرنامج سبل تطوير التعاون في مجال الرعاية الصحية وتبادل أفضل الممارسات المتعلقة بتنظيم خدمات الرعاية الصحية للسكان والإمدادات الدوائية لهم، بالإضافة إلى تبادل الخبرات في مجال الرعاية والصحة العامة والمشاركة في الفعاليات العلمية والعملية وتطوير التقنيات التعليمية المبتكرة باستخدام أحدث التقنيات.
ويأتي التعاون في المجال الأكاديمي وقطاع التعليم ضمن البرنامج في مجال تطوير تقنيات تعليمية جديدة ووسائل التدريس في مجال التعليم الرقمي وتنشئة الطلاب، وتبادل الخبرات في مجال تقييم جودة التعليم، وإنشاء شراكات على مستوى المؤسسات التعليمية في كل من مدينة موسكو وأبوظبي.
ويركز برنامج التعاون أيضاً على تبادل الخبرات والممارسات فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية للنقل البري وأنظمة النقل العام، وتقنيات البناء والإنشاء وأنظمة التحكم والتتبع وتقنيات الأتمتة المتقدم، بالإضافة إلى تطوير الخدمات الأساسية (المياه والكهرباء) العامة، وشبكات إمداد المياه، والصرف الصحي، والكهرباء وأنظمة إنارة الشوارع، وتبادل الخبرات في مجال التخطيط والتطوير العمراني، بما في ذلك تخطيط استخدام الأراضي، وإعادة تخطيط وإحياء المناطق، وتصميم المناطق العامة والمتنزهات.