وصل عدد الصقور التي أطلقها برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور، بعد الإطلاق التاسع والعشرين في شهر مايو 2023، إلى 2,211 صقراً من نوعَي الحر والشاهين المهدَّدَيْن بالانقراض.
ويتواصل برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور منذ 29 عاماً، إذ أُسِّسَ في عام 1995 بدعم ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثِّل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي. وتُشرف الهيئة على تنفيذ البرنامج بشراكة مع الصندوق الدولي للحفاظ على الحبَّارى ومستشفى أبوظبي للصقور، وبدعم من مكتب مستشار الشؤون الخاصة - ديوان الرئاسة، وسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في جمهورية كازاخستان.
هذا العام، أطلق البرنامج 52 صقراً، منها 23 صقر شاهين، و29 صقراً حراً تحت إشراف لجنة الغابات والحياة البرية التابعة لوزارة الزراعة في جمهورية كازاخستان يومي 5 و6 مايو في إقليم كاراقاندا، وهو من الأقاليم المهمّة لتكاثر الصقور المهاجرة وعبورها، إذ كشفت الدراسات الدقيقة لبيانات التتبُّع الفضائي أنَّ كثيراً من الصقور التي أطلقها البرنامج في سنوات ماضية نُفِّذَت في هذا الإقليم، إضافةً إلى أنَّ الموقع الجغرافي لكازاخستان يجعلها ضمن نطاق هجرة هذه الأنواع من الصقور، وهي منطقة واسعة تشمل أجزاءً من روسيا والصين ومنغوليا والبلدان المجاورة، فطبيعتها بما تشمله من جبال وعرة وسهول شاسعة تُمثِّل مواقع مناسبة للإطلاق، وموائل مثالية تزخر بالفرائس التي تتغذّى عليها الصقور.
وبهذا الإطلاق الـ14 على التوالي في كازاخستان، بلغ عدد الصقور التي أُطلِقَت هناك 911 صقراً، منها 293 صقراً حراً و618 صقرَ شاهين، ليواصل البرنامج تعزيز جهود أبوظبي للحفاظ على أنواع الصقور المميزة، ودعم مبادئ الاستدامة البيئية وحماية التنوُّع البيولوجي والمحافظة على الأنواع المهمّة للتراث الإنساني وزيادة قدرتها على مواجهة مخاطر عديدة متمثّلة في توسُّع الأنشطة البشرية والتغيُّر المناخي وغيرها من العوامل الطبيعية والبشرية.
وخضعت جميع صقور برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور لمجموعة متكاملة من الفحوص الطبية والتدريبات المكثفة، وتلقَّت الفحص النهائي صباح يوم الإطلاق، وزُرِعَت شرائح إلكترونية، ووُضِعَت حلقات تعريفية لجميع الصقور، إضافةً إلى تزويد 11 صقراً بأجهزة تتبُّع متصلة بالأقمار الصناعية تعمل بطارياتها بالطاقة الشمسية لرصد معدلات البقاء والانتشار ومسارات الهجرة التقليدية وجمع البيانات العلمية التي تُستخدَم لتطوير طرق الإعداد والتأهيل والتدريب والإطلاق، واختيار المواقع الملائمة للصقور عاماً بعد آخر.
وفي تعليقه على هذا الإنجاز الجديد للبرنامج، قال معالي محمد أحمد البواردي، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة - أبوظبي نائب رئيس مجلس إدارة الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى: «بناءً على توجيهات قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، تواصل أبوظبي ريادتها العالمية في المحافظة على الطبيعة وحماية أنواع الحياة الفطرية، ومن ذلك جهودنا الاستثنائية للحفاظ على الصقور والحبارى وغيرها من أنواع الحياة البرية ذات الأهمية البيئية والثقافية والتاريخية، إذ نجحنا في زيادة الفرص المتاحة لها للتغلُّب على المخاطر التي تهدِّد بقاءها وازدهارها في الطبيعة».
وأشاد معالي البواردي بالشراكة الدولية الناجحة مع جمهورية كازاخستان في هذا المجال، وعبَّر عن خالص شكره للسلطات الكازاخستانية المختصة التي أسهمت بجهود كبيرة في تسهيل عمل الفريق المشترك لتنفيذ هذا البرنامج.
وأعربت هيئة البيئة – أبوظبي عن امتنانها وتقديرها لجهود جميع الصقارين والمهتمين بالحياة البرية على مشاركتهم في هذا البرنامج من خلال التبرُّع بالصقور البرية من نوعَي الحر والشاهين، وتسليمها إلى مستشفى أبوظبي للصقور بعد انتهاء موسم الصيد أو في أيِّ وقت من السنة، حيث يتم فحصها وتأهيلها وإطلاق المناسب منها وفق النظم والبرتوكولات العلمية المتبعة لتعزيز الحياة البرية ودعم جهود المحافظة على الصقور في مواطنها الطبيعية.