افتتحت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس والمدير التنفيذي للمسرعات المستقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة للتغيُّر المناخي، جلسة نقاشية نظَّمتها المسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغيُّر المناخي مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لبحث تحديد الثغرات ودعم إيجاد الحلول لمشكلات النزوح التي يسببها التغيُّر المناخي.
وفي بداية الجلسة ألقى كلمة افتتاحية كل من خالد خليفة، مستشار المفوض السامي وممثّل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي، وحسام شاهين، مدير قطاع التمويل المناخي لدى المفوضية. وحضر الفعالية مجموعة من المسؤولين من القطاع الخاص والمنظمات الإنسانية التي تركِّز على الاستدامة والمبادرات المتعلقة بالتغيُّر المناخي، مثل مصدر ومبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) وغيرها.
أدارت الجلسة النقاشية مايا حجيج، الإعلامية ومقدِّمة الأخبار الاقتصادية، حيث استعرض النقاش مبادرات عدة تشكِّل نماذج ناجحة لمواجهة التحديات التي يواجهها النازحون قسراً نتيجة التغيُّر المناخي، خاصةً في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مثل اليمن والأردن والعراق. وناقش الحضور كيفية تقديم الحلول لتعزيز آليات التكيُّف للنازحين ومجتمعاتهم المضيفة.
وقالت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان: «في ظلِّ التحديات المتصاعدة الناجمة عن تغيُّر المناخ، يصبح التصدي لمسألة النزوح المناخي أولويةً قصوى؛ إذ تتسبَّب الكوارث المناخية سنوياً في نزوح سبعة ملايين شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وبارتفاع درجات الحرارة في هذه المنطقة بمعدلات تفوق المتوسط العالمي، تعزِّز هذه الأرقام الحاجة الملحَّة إلى استراتيجيات تكيُّف مبتكَرة، وتعاون قوي متعدِّد الأطراف. ومن خلال توحيد الجهود، يمكننا حماية المجتمعات الأكثر تضرُّراً، وتعزيز قدرتها على الصمود، وضمان سُبل عيش مستدامة للمستقبل».
وقال خالد خليفة: «في السنوات الأخيرة، عانى الملايين من الأشخاص والأسر النازحة من حالات الطوارئ المناخية؛ فالأحداث الجوية القاسية والحادة كالفيضانات وموجات الجفاف وشحِّ الموارد الطبيعية تؤدي إلى النزوح، وتزيد مِن معاناة مَن اضطروا للفرار. هذه الأحداث تؤثِّر في قدرتهم على تأمين احتياجاتهم الأساسية، وتهدِّد سُبل عيشهم».
وأضاف: «ثمة حاجة إلى التضامن الدولي وتضافر الجهود المشتركة الآن أكثر من السابق، للاستثمار في الحلول المستدامة ومبادرات الطاقة المتجددة».
يُذكَر أنَّ المفوضية أطلقت في وقت سابق من هذا العام «صندوق المفوضية لمواجهة تغيُّر المناخ» في إطار مهمتها لتوفير الحماية للاجئين، ونشاطها الميداني، بهدف دعم حماية النازحين قسراً بسبب الأزمات الناتجة عن التغيُّر المناخي، أو دعم مَن يعيشون في البؤر الساخنة للتغيُّر المناخي، ومساعدتهم على الوصول إلى الموارد المستدامة، وتعزيز صمودهم أمام الآثار الناجمة عن التغيُّر المناخي.