في إطار جهوده المستمرة لحماية وتعزيز التنوُّع البيولوجي في جميع أنحاء العالم، قدّم «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية» منذ تأسيسه أكثر من 390 منحة، بقيمة تزيد على 14.3 مليون درهم، لدعم جهود الحفاظ على أنواع الطيور المهددة بالانقراض في جميع أنحاء العالم.
ويرتكز هذا التوجّه على التزام راسخ ورؤية متجذرة لدى القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي لا تدخر جهداً في الحفاظ على الصقر والحبارى داخل الدولة وعلى الساحة الدولية.
ويؤكد «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية» مجدداً التزامه بالحفاظ على الطيور، إدراكاً منه للدور المحوري الذي تمثّله هذه الكائنات في حماية وتعزيز التوازن البيئي وسلامة النظم البيئية بشكل عام. كما تُعد الطيور من مؤشرات الصحة البيئية، ومن المُلقّحات الحيوية، كما تعمل على تدوير المغذيات، والتحكم في الآفات الطبيعية، مما يُسهم في تحقيق كوكب مستدام ومزدهر.
وفي تعليق له، يقول نيكولاس هيرد، المدير العام بالإنابة لصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية: "تضم الطيور مجموعة متنوعة من الأنواع (من العصافير إلى طيور البطريق إلى النعام والصقور)، والتي تؤدي العديد من الأدوار في حماية أنظمتنا البيئية وسلامة كوكبنا. وتحقق ذلك من خلال توزيع البذور في الغابات، وتنظيف جميع الموائل حول العالم، فضلاً عما تنشره من بهجة وسعادة بألوانها الخلابة وأصواتها الرائعة".
"ومن المؤسف أن العديد من هذه الطيور باتت معرضة لخطر الانقراض، وخصوصاً تلك التي تعيش في الجزر، أو لم تعد قادرة على الطيران، وكذلك الطيور الجارحة، مثل النسور والعُقاب، الأمر الذي يُحتم علينا أن نعمل سوياً للحفاظ على هذه المخلوقات الرائعة، وحمايتها من التهديدات العديدة التي تُواجهها".
أبرز مشاريع الصندوق للمحافظة على الطيور
قدّم «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية» الدعم لمشروع الحفاظ على الببغاء ذو الواجهة الحمراء، والذي تضطلع به «جمعية أرمونيا» في بوليفيا. يبلغ عدد طيور المكاو ذو الواجهة الحمراء نحو 1,200 طائر، لكنها تواجه العديد من المخاطر، كتدمير موائلها والصيد غير المشروع وتجارة الطيور غير المشروعة، مما يجعل طائر المكاو ذي الواجهة الحمراء معرضاً لخطر الانقراض بشكل كبير. ويُسهم الدعم الذي يقدمه «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية» في تمكين «جمعية أرمونيا» من حماية الببغاوات في أربع مناطق، من خلال التركيز على إشراك المجتمع المحلي في جهود الحفاظ على موائل هذه الطيور.
وتضم محمية جماعات الببغاء ذو الواجهة الحمراء، وهي موقع تكاثر رئيسي، ما لا يقل عن 20 زوجاً من الطيور المتكاثرة سنوياً. وبرغم التحديات التي صاحبت جائحة «كوفيد-19»، استمر «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية» في تقديم التمويل لدعم السياحة المحلية وترميم الموائل. ويتضمن النهج المبتكر الذي تبنته «جمعية أرمونيا» إنشاء صناديق أعشاش خشبية، وترميم الموائل، وتطبيق نظام استزراع الغابات، الأمر الذي يدعم جهود الحفاظ على هذه الطيور فضلاً عن تنشيط السياحة وهو ما يعود بالنفع على المجتمعات المحلية.
وإلى جانب الحفاظ على الأنواع، يحتفي «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية» بالأفراد الذين يكرّسون جهودهم لحماية هذه الأنواع من الطيور المهددة بالانقراض. وعلى المستوى المحلي، يدعم الصندوق السيد سميع الله مجيد وجهوده لحماية البومة العمانية المهددة بالانقراض؛ حيث يقوم فريقه بإجراء مسوحات ليلية (تمتد لمسافة تصل إلى نحو 200 كيلومتر في الليلة) داخل منتزه وادي الوريعة الوطني في الفجيرة، باستخدام المسوحات الصوتية والكاميرات للكشف عن هذه الأنواع المراوغة. وفي عام 2020، حصل على أول تسجيل نهاري للبومة العربية المرقطة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي تصريح له، قال سميع الله مجيد: "إن تأثير منحة «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية» لا يقتصر على تقديم المعدات، فقد أعاد إحياء علاقتي بهذه المخلوقات المذهلة، وأكّد من جديد التزامي بسلامتها. لقد منحتني هذه المنحة الوسائل اللازمة لمضاعفة جهودي، ولا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن مدى أهمية ذلك بالنسبة لي".
وفي جزر ماركيساس في بولينيزيا الفرنسية يُقدم «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية» الدعم لفريق من المختصين يعمل على منع انقراض طائر فاتو هيفا الملكي. ومع بقاء أقل من 20 فرداً و5 أزواج فقط من هذه الطيور للتكاثر، واجهت هذه الأنواع انخفاضاً كارثياً منذ التسعينيات وتم إدراجها على أنها مهددة بالانقراض بشدة من قبل «القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة».
وتقود «جمعية علم الطيور» في بولينيزيا، بدعم من «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية»، مبادرة طموحة لمكافحة هذه التهديدات من خلال إدارة مكافحة الملاريا وبرامج التغذية التكميلية؛ حيث يتم إعادة ملء وحدات التغذية الموضوعة حول الأعشاش ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع لتعزيز لياقة الطيور الوليدة. وقد سهّلت المنحة شراء مصائد البعوض ووضعها حول الأعشاش النشطة أثناء الحضانة؛ نظراً لتعرض الصغار حديثي الولادة بشكل أكبر لخطر الإصابة بالملاريا.
وقد سجّلت الكاميرات جميع الطيور الوليدة في عام 2022 أثناء استخدامها وحدات التغذية، وهو يؤكد نجاح هذه الاستراتيجية؛ حيث يتم سحب وحدات التغذية خلال فترة التحرر، الأمر الذي يسهم في تعلم الصغار مهارات البحث عن الطعام بشكل مستقل.
المبادرات العالمية للصندوق للحفاظ على الأنواع
يقدم «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية» المنح لدعم المبادرات التي تستهدف الحفاظ على أنواع بعينها من الطيور، والاحتفاء بجهود قادة العمل في مجال الحفاظ على الكائنات الحية، إضافةً إلى تعزيز الوعي بأهمية هذه الطيور في النقاشات الواسعة التي تتعلق بالحفاظ على الأنواع.
وتجسيداً للالتزام الراسخ لحكومة وشعب إمارة أبوظبي بالحفاظ على تراثنا الطبيعي، قدم «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية» الدعم لأكثر من 2,700 مشروع في 160 دولة، أسهمت في حماية أكثر من 1,700 نوع من الأنواع من الانقراض.