دشن سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي " محمية كثبان الوثبة الأحفورية " والتي تعد المحمية الاولى من نوعها في الدول، ومنطقة غرب آسيا. وتقع المحمية في منطقة الوثبة التي تبعد حوالي 45 كيلومتر من أبوظبي وتضم أكثر من 1700 كثيب أحفوري تنتشر على مساحة تصل إلى 7 كيلومتر مربع.
حضر حفل التدشين سعادة الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان سفير الدولة لدى مملكة البحرين والشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان والشيخ نهيان بن حمدان بن محمد آل نهيان ومعالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة ومعالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي ومعالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي قائد عام شرطة أبوظبي وسعادة أحمد صقر السويدي الرئيس التنفيذي لأدنوك البحرية وسعادة أحمد مطر الظاهري مدير مكتب سمو ممثل الحاكم في منطقة الظفرة وسعادة عيسى حمد بوشهاب مستشار سمو رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وسعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي وسعادة سلامة عجلان العميمي مديرة عام هيئة المساهمات المجتمعية " معاً " وعدد من كبار المسؤولين.
واستهل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان جولته للمحمية بتفقد مركز الزوار الرئيسي الذي يشمل العديد من المرافق مثل منطقة الإطلالة وركن المعروضات وساحات ومقاعد للجلوس والاستمتاع بروعة وجمال الموقع، بالاضافة الى تجهيز الموقع بالعديد من المرافق الخدمية والصحية ومواقف السيارات وغيرها. كما وتم وضع العديد من اللوحات التعليمية والتوعية والإرشادية المنتشرة في جميع أرجاء الموقع أهم إصدارات الهيئة من الكتب العلمية والتثقيفية.
وزار سموه ممشى الزوار الذي تم تجهيزه ضمن برنامج السياحة البيئية حيث يقدم فرصة فريدة ومميزة تتيح للزوار مشاهدة الطبيعية الخلابة وممارسة العديد من النشاطات مثل التنزه بالمسارات المضاءة التي يصل طولها إلى 3 كم ذهاباً وإياباً وعلى جانبيها العديد من مظلات ومقاعد للاستراحة والاستجمام مشاهدة العروض الضوئية الموسيقية للكثبان الأحفورية التي ستكون على مدار الساعة في أوقات الافتتاح الرسمي حيث يتمكن الزائر من مشاهدة هذه العروض من منطقة المدرج والتي تتسع لأكثر من 200 زائر في نفس الوقت ، كما سيوفر الموقع خدمات الطعام والشراب للزوار ضمن أماكن محددة بالموقع.
وشاهد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان في ختام الافتتاح والجولة فيلما تعريفيا عن محمية كثبان الوثبة الاحفورية، وأكد سموه " إن تدشين المحمية يأتي بهدف حماية الإرث الطبيعي لإمارة أبوظبي وتشجيع السياحة البيئية حيث تزخر ابوظبي بتنوع فريد في ببيئاتها وموائلها ونسقها الطبيعي ومن ضمن هذه المكونات الطبيعية اعجوبة الكثبان الاحفورية وهي عبارة عن تشكيلات رملية مميزة ونادرة تتواجد بشكل كثيف في منطقة الوثبة جنوب محمية الوثبة للأراضي الرطبة، بالإضافة إلى تواجدها بمناطق أخرى من الامارة حيث تم تصنيفها ضمن خارطة الموائل المعدة من قبل الهيئة وهي موائل مهمة للكثير من الأحياء البرية ". وثمن سموه دور الهيئة في الحفاظ على هذه التشكيلات الاحفورية المميزة والنادرة من خلال إعلان هذا الموقع كمحمية.
وأشار سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان إلى أن الهيئة تعمل مع شركائها بما فيهم دائرة البلديات والنقل ودائرة الثقافة والسياحة ومركز ابوظبي لإدارة النفايات "تدوير" وعدد من الجهات الحكومية المعنية للمحافظة على الموقع الفريد الذي يعتبر وجهة مميزة للنزهة والتعرف على تاريخ المنطقة خاصة أن هذه الكثبان الأحفورية تعتبر من الموائل الطبيعية الهامة والتي تتميز بها أبوظبي، حيث لم يتم تسجيلها بنفس المميزات والكثافة في أي مناطق أخرى من الدولة".
وفي الختام، أثنى سموه على جهود فرق العمل بهيئة البيئة ابوظبي ودورها في الحفاظ على المحمية وتوفير البنية التحتية لاستقبال الجمهور.
يذكر أن محمية كثبان الوثبة الاحفورية تعد أحد ركائز التراث الطبيعي لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات وتقع ضمن فئة (المظاهر الجيولوجية) للمحميات الطبيعية حسب معايير الإتحاد الدولي لحماية الطبيعية وهي مرشحة للانضمام لقائمة اليونيسكو العالمية للحدائق الجيولوجية. ووفقا لتقديرات المختصين يرجع الموقع داخل حدود المحمية إلى العصر الجليدي حيث يقدر عمرها بحوالي 120 ألف سنة.
يشار إلى أن الكثبان الرملية الأحفورية هي عبارة عن كثبان رملية متصلبة تتواجد ضمن مساحات محددة من مناطق الرمال وتتكون من ترسبات كربونات الكالسيوم التي تصلبت خلال الحقبة الجليدية قبل ملايين السنين بفعل العوامل الجوية المختلفة، واستمدت التكوينات في منطقة الوثبة شكلها من التفاعل بين قوة الرياح وإمدادات الرواسب.
ونفذت الهيئة خلال الفترة الماضية خطة متكاملة لتطوير وحماية موقع الكثبان الرملية الأحفورية في الوثبة والتي شملت تطوير البنية التحتية للموقع وبناء العديد من المرافق الخدمية والسياحية بما فيها مركز الزوار وتركيب لوحات إرشادية تم توزيعها على أهم المناطق في الموقع، كما تم إنهاء أعمال الأسوار الخارجية والداخلية بطول 7 كيلومتر بالإضافة إلى تجهيز شبكة الطرق الداخلية.
وستستقبل المحمية زوارها بدءاً من يوم السبت الموافق 5 فبراير على مدار أيام الأسبوع من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة العاشرة مساءً، وفي أيام الجمعة والسبت والأحد والعطل الرسمية سيفتح الموقع حتى الساعة الحادية عشرة مساءً وذلك بدون رسوم. وخلال المرحلة الماضية أطلقت الهيئة حملة إعلامية تهدف إلى توعية الجمهور بأهمية الموقع من خلال توجيه رسائل توعوية عبر حسابات الهيئة على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي حيث أكدت الهيئة على أهمية أن يتجنب زوار الموقع تسلق التشكيلات الأحفورية ورمي القمامة وتنظيم أية فعاليات أو أنشطة في مواقع الكثبان الأحفورية.
وشددت الهيئة على أهمية المحافظة على نظافة الموقع وعدم التعدي وممارسة أية تجاوزات من شأنها التأثير والإضرار على سلامة الكثبان الأحفورية واستدامتها.