استكملت هيئة البيئة – أبوظبي زراعة850,000 شجرة قرم في المناطق الساحلية في إمارة أبوظبي، ضمن مبادرة «غرس الإمارات» لزراعة 10 أشجار قرم لكل زائر لمؤتمر الأطراف (كوب 28).
وتعدُّ المناطق الساحلية في إمارة أبوظبي من البيئات المناسبة لزراعة أشجار القرم، وهي تشمل محمية مروح البحرية للمحيط الحيوي ومدينة المرفأ وجزيرة الجبيل. وتُقدَّر كمية ثاني أكسيد الكربون التي ستمتصها تلك الأشجار من الجو بـ170 طن سنوياً.
ونُفِّذت هذه المبادرة تحت رعاية سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثِّل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي، حيث زرعت هيئة البيئة – أبوظبي 10 أشجار قرم عن كلِّ زائر لمؤتمر الأطراف (كوب 28)، باستخدام أساليب مبتكرة، منها الزراعة باستخدام الطائرات دون طيار. ويقدَّر معدَّل امتصاص الأشجار لثاني أكسيد الكربون بطن واحد لكل 5,000 شجرة قرم. وتسهم هذه المبادرة في إبراز التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتحقيق الحياد المناخي، وتعزيز تبنّي الحلول المبنية على الطبيعة للحدِّ من تأثيرات التغيُّر المناخي.
وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: «تستكمل هذه المبادرة الجهود التي بدأتها إمارة أبوظبي لاستعادة أشجار القرم في سبعينيات القرن الماضي، بتوجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، التي عبَّرت عن معرفته المتعمّقة بالبيئة المحلية وبُعد نظره، ما عزَّز الدور الريادي للإمارة في إعادة تأهيل هذه النظم البيئية المهمّة».
وأضافت: «تُعدُّ أشجار القرم من أكثر النظم البيئية الساحلية إنتاجية في العالم، ما يجعلها بالغة الأهمية بما توفِّره من مجموعة متنوِّعة من الخدمات البيئية والاقتصادية؛ فأشجار القرم تسهم في التخفيف من آثار تغيُّر المناخ؛ لأنها تمتص الغازات الدفيئة بنسب عالية، ثمَّ تخزِّن الكربون، وهي تمتص الكربون بمعدَّل يبلغ أربعة أضعاف أشجار الغابات المطيرة في الأمازون».
وقالت سعادتها: «بعد أكثر من سبعة عقود، مازالت دولة الإمارات العربية المتحدة تُولي أشجار القرم اهتماماً بالغاً؛ لأنها موئل ساحلي وحيوي للكربون الأزرق، ودورها بالغ الأهمية في دعم التنوُّع البيولوجي، والتخفيف من آثار تغيُّر المناخ والتكيُّف معه، وتجري هيئة البيئة – أبوظبي أبحاثاً لدراسته، وتواصل جهود استعادة أشجار القرم بناءً على أسس علمية في جميع أنحاء إمارة أبوظبي، فمساحات أشجار القرم فيها هي الأكبر على مستوى الدولة».
واختتمت سعادتها بالقول: «كشفت الدراسات التي أجرتها هيئة البيئة - أبوظبي عن قدرة أشجار القرم في أبوظبي على تخزين الكربون بمعدَّل 0.5 طن لكل هكتار سنوياً، أي ما يعادل 8,750 طناً على مستوى الإمارة، ما يساوي استهلاك الطاقة لـ 1,000 منزل في العام».
يشار إلى أنَّ مبادرة «غرس الإمارات»، التي جاءت في إطار استراتيجية التغيُّر المناخي لإمارة أبوظبي، تدعم مبادرة القرم – أبوظبي التي أُطلِقَت في فبراير 2022 خلال اللقاء الذي جمع بين سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وصاحب السموّ الملكي الأمير وليام، ولي عهد المملكة المتحدة أمير ويلز، في منتزه قرم الجبيل في أبوظبي، لتوفير منصة من أجل تطوير حلول مبتكرة لزراعة أشجار القرم، والإسهام في تخفيف آثار التغيُّر المناخي والتوعية بأهميتها وضرورة استعادتها، وتعزيز مكانة الإمارة مركزاً عالمياً رائداً للأبحاث والابتكار في مجال الحفاظ على أشجار القرم.
وتدعم هذه المبادرة الهدف 13 من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة المتعلق «بالعمل المناخي»، الذي يحثُّ على اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغيُّر المناخ والتكيُّف مع آثاره، فضلاً عن دعمها المبادرات الوطنية، بما في ذلك المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050 التي تتماشى مع هدف دولة الإمارات العربية المتحدة المتمثّل في زراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030».
تغطى أشجار القرم نحو 176 كيلومتراً مربعاً في إمارة أبوظبي، أي ما يعادل 17,600 هكتار من هذه الأشجار (11,200 هكتار من الأشجار الطبيعية، و6,400 هكتار من الأشجار المزروعة)، وهي تخزِّن 2,441,600 طن من الكربون بواسطة أشجار القرم الطبيعية، و676,480 طن بواسطة الأشجار المزروعة، وهذا يعني أنَّ ما يزيد على 3 ملايين طن من الكربون مخزَّنة حالياً في أشجار القرم في أبوظبي.
وتساعد أشجار القرم أيضاً على التكيُّف مع تغيُّر المناخ، بالحماية من تأثير العواصف والحدِّ من تآكل السواحل؛ فهي تحافظ على البنية التحتية والمجتمعات القائمة فيها.