ضمن المشروع الأكبر من نوعه لإعادة توطين الثدييات في العالم، أكملت هيئة البيئة – أبوظبي مؤخراً مهمة ناجحة لنقل 25 رأس من المها الأفريقي (أبو حراب) و 25 رأس من المها أبو عدس (البقر الوحشي) والتي سيتم إطلاقها قريباً في البرية. ويتشارك النوعان الموائل والبيئات الطبيعية. كما تخطط الهيئة لنقل مجموعة أخرى تضم 25 رأساً من المها الأفريقي (أبو حراب) في شهر فبراير المقبل.
كما قام فريق الهيئة بتركيب أطواق تتبع عبر الأقمار الصناعية 18 رأس من المها الأفريقي (أبو حراب)، الامر الذي يساعد الفريق على مراقبة هذه الحيوانات بشكل دقيق ومراقبة تكاثرهم في البرية. كما تمت ملاحظة قطيع واحد مكون من 87 رأس، ومن المتوقع أن يولد أكثر من 100 عجل جديد خلال هذا العام.
يأتي إطلاق المجموعة الجديدة بعد نجاح برامج إعادة توطين المها الإفريقي (أبو حراب) بجمهورية تشاد ضمن مبادرة طموحة تهدف لإنشاء قطيع صحي ومستدام ذاتيا يضم 500 رأس من المها في منطقة محمية طبيعية معزولة داخل محمية وادي ريم – وادي أخيم في دولة تشاد تمتد على مساحة تصل إلى 77،950 كيلومتر مربع، وذلك بعد عقود من إعلان الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في عام 2000 أن هذا النوع "منقرض في البرية".
انطلق هذا المشروع في عام 2014، مع إطلاق أول مجموعة من المها الأفريقي (أبو حراب) في بيئاتها الطبيعية في البرية في عام 2016، والتي تمت مراقبتها للتأكد من أنها تتمتع بحالة جيدة وصحية وقادرة على التأقلم بشكل جيد مع محيطها الجديد. وفي عام 2017، وصل قطيع من 75 رأساً من المها الأفريقي (أبو حراب) بأمان إلى محمية وادي أخيم بجمهورية تشاد كجزء من البرنامج الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة البيئة والثروة السمكية في تشاد وصندوق الحفاظ على الصحراء.
في عام 2018، استقبلت مراعي الساحل في تشاد 40 عجلاً من المها الأفريقي (أبو حراب)، مما زاد العدد الإجمالي للقطيع إلى 180 رأسًا في ذلك الوقت. وحالياً يوجد ما يقرب من 400 رأس من المها الأفريقي (أبو حراب) في البرية، وذلك بعد ولادة أكثر من 60 عجلاً جديدًا حتى الآن خلال هذا العام.
وفيما يخص إعادة توطين المها أبو عدس المهدد بالانقراض انتهت الهيئة من تنفيذ المرحلة الثانية، والتي بدأت في عام 2019، مع نقل المجموعة التجريبية الأولى المكونة من 15 رأسًا في نوفمبر 2019، وتلاها نقل المجموعة الثانية المكونة من 25 رأسًا في مارس 2020، وذلك قبل بدء قيود السفر بسبب تفشي كوفيد - 19. ويوجد حاليًا 65 رأساً من المها أبو عدس في البرية، وذلك مع ولادة 15 عجلاً جديداً حتى الآن خلال هذا العام.
وقالت سعادة الدكتورة الشيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي: "سنواصل دائمًا جهودنا للحفاظ على إرث المغفور له الشيخ زايد الذي كان أول من وجّه بإطلاق برنامجاً لإعادة توطين المها الأفريقي (أبو حراب) الذي يعتبر الأول من نوعه في العالم. يمثل هذه المشروع خطوة أولى ضمن جهودنا للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض وإعادة توطينها في بيئاتها الطبيعية، ونحن حريصون على العمل مع الجهات والمنظمات المعنية بإكثار الأنواع بالأسر وإعادة توطينها ومشاركة خبراتنا والنجاحات التي حققناها في هذا المجال. إنه لأمر محزن أن نرى الأنواع تنقرض، لذلك فنحن في هيئة البيئة - أبوظبي ملتزمون ببذل قصاري جهدنا للمحافظة على الأنواع وحماية التنوع البيولوجي".
وأضافت: "في الشهر المقبل، سنطلق مجموعات جديدة من المها الأفريقي (أبو حراب) والمها أبو عدس في تشاد بالتعاون مع شركائنا، الذين كان لهم دور كبير في ضمان نجاح المشروع، ونحن على الطريق الصحيح لإنشاء قطيع مستدام يتكون من 500 رأس من المها الأفريقي (أبو حراب) يتجول بحرية في البرية. وستستمر جهودنا خلال هذا العام المقبل، ومع توقع ولادة المزيد من العجول، سنكون قادرين على زيادة حجم القطيع والحد من التدهور السريع لهذه الأنواع ".
ووفقًا للبيانات المتوفرة، يُعتقد أن هذا النوع من المها قد اختفى من البرية في أواخر ثمانينات القرن الماضي وقد تم الإعلان عن "انقراضها في البرية" رسمياً من قبل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في عام 2000، وكانت الحيوانات الوحيدة المتبقية منه في خارج موائله أو في برامج الإكثار في الأسر في حدائق الحيوانات والمجموعات الخاصة حول العالم.
يعتبر نجاح هذا المشروع تحقيقاً لرؤية المغفور له الشيخ زايد، الذي كان أول من تنبه للانخفاض السريع في أعداد المها الأفريقي (أبو حراب) في البرية خلال الستينيات، حيث وجه على الفور بإنشاء مبادرة لحماية هذا النوع من خلال تنفيذ برنامج لإكثاره في الأسر في دولة الإمارات العربية المتحدة، واحتضنته جزيرة صير بني ياس، حيث ازدادت أعدادها بشكل كبير على مر السنين، ووصلت في النهاية إلى أكثر من 1000 رأس.
تشير التقارير الميدانية إلى أن أعداد المها الأفريقي (أبو حراب) والمها أبو عدس ترعى بحرية في بيئتها الجديدة، وذلك بفضل الدعم المتواصل من عدد من أبرز المؤسسات العالمية الرائدة التي شاركت الهيئة خبراتها القيمة في مراقبة الحياة البرية واختبار الجينات وتقنيات تربية الحيوانات. ومن بين هذه المؤسسات وزارة البيئة والثروة السمكية في تشاد، وصندوق الحفاظ على الصحراء، ومعهد سميثسونيان للمحافظة على الكائنات الحية، وجمعية علوم الحيوان في لندن، ومركز فوسل رم للحياة البرية، ومؤسسة مارويل لصون الحياة البرية، والجمعية الملكية لعلوم الحيوان في اسكتلندا، والاتحاد الأوروبي، ومعهد سانت لويس للحيوانات البرية.
والجمعيةالملكيةلعلومالحيوانفياسكتلندا، والاتحاد الأوروبي، ومعهد سانت لويس للحيوانات البرية.
حول المها الأفريقي (أبو حراب)
- سميت المها الأفريقي (أبو حراب) نسبة لقرونها الرائعة التي تشبه النصل، وهي طويلة ومنحنية مثل السيف العربي التقليدي.
- من الصعب توقع المدة التي يمكن أن تعيش فيها المها الأفريقي (أبو حراب) في البرية، خاصة بالنظر إلى أن موطنها الأصلي قد تغير منذ الإعلان عن انقراض هذه النوع. ومع ذلك، فإنها عادة ما تعيش إلى فترة تصل إلى 20 عامًا في الأسر.
- يمكن أن تعيش المها الأفريقي (أبو حراب) لأشهر أو حتى سنوات بدون شرب الماء. وباعتبارهم حيوانًا يعيش على الرعي، فهو يستمد معظم حاجته اليومية من الماء من الرطوبة التي توجد على النباتات التي يأكلها.
- تتكيف المها الأفريقي (أبو حراب) تمامًا مع المناخ الصحراوي الحار والجاف، كما أن لديها نظام دوران فريد في جمجمتها، والذي يبرد الدم حتى -15 درجة مئوية (5 درجات فهرنهايت) من خلال الشعيرات الدموية في الأنف قبل أن يصل إلى الدماغ.
- يمكن أن تستشعر المها الأفريقي (أبو حراب) التغيرات البسيطة في رطوبة الهواء على مسافات تزيد عن 100 كيلومتر. كانت هذه المهارة المذهلة في الكشف عن المياه تعني أن القطعان غالبًا ما كانت تتبعها القبائل عن كثب أثناء سعيها للحصول على الماء.
حول المها أبو عدس
- المها أبو عدس أو كما يعرف بالظبي اللولبي القرون هو من الظباء الصحراوية التي تتكيف بشكل جيد للعيش مع الظروف القاسية في الصحراء ونادراً ما تحتاج إلى شرب الماء من أجل البقاء.
- لسوء الحظ كانت قرونها اللولبية المذهلة ولحمها سبباً لاصطيادها حيث شهد القرن الماضي انخفاضاً كبيراً في أعدداها من البرية بسبب تدهور مواطنها الطبيعية وعمليات الصيد الجائر خاصة مع تطور المركبات والمعدات المستخدمة في الصيد غير القانوني بالإضافة إلى تأثيرات المشاريع التطويرية على الموائل الطبيعية.