تعاونت هيئة البيئة – أبوظبي مع جامعة السوربون أبوظبي لتنفيذ مشروع بحثي يهدف إلى تطوير استراتيجيات فاعلة للحدِّ من النفايات المنزلية في الإمارة، ما يسهم في تعزيز الاستدامة البيئية.
سيركِّز هذا المشروع الطموح على استكشاف وتنفيذ وسائل تهدف إلى تغيير الأنماط السلوكية ذات الصلة، وتتميَّز هذه الوسائل بكونها مصمَّمة خصيصاً لتناسب النسيج الاجتماعي الثقافي الفريد لإمارة أبوظبي التي تحتضن أكثر من 200 جنسية.
وسيغطّي المشروع جميع قطاعات السكان في الإمارة، وسيعتمد الباحثون في جامعة السوربون أبوظبي نهجاً متعدِّد التخصُّصات يجمع بين مجالات تشمل علم الاجتماع وعلم النفس وإدارة النفايات، لابتكار حلول فاعلة ومؤثِّرة.
يأتي هذا التعاون في إطار اتفاقية التعاون بين هيئة البيئة – أبوظبي وجامعة السوربون أبوظبي، والتي وقَّعتها سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي، والبروفيسورة ناتالي مارسيال براز، مدير جامعة السوربون أبوظبي.
وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي : «باستخدام قدرات البحث المتقدِّمة التي تتمتَّع بها الجامعة، نهدف إلى معرفة المزيد حول مدى إدراك مجتمع أبوظبي المتنوِّع للنفايات المنزلية ومعالجتها. وسيعمل هذا البحث على تعزيز فهم وتوجيه الشركاء، بما في ذلك تجار التجزئة والمستهلكون والأسر وشركات إدارة النفايات، بشأن الحدِّ من النفايات المنزلية من المصدر. هدفنا هو تقليل حجم النفايات المنزلية، بما في ذلك المواد البلاستيكية، التي ينتهي بها المطاف في مكبّات النفايات والبيئة».
وأضافت سعادتها: «من خلال معرفة كيف يفكِّر ويتصرَّف أفراد المجتمع، يمكننا تنفيذ برامج لتغيير السلوك، وتشجيع السكان على أن يكونوا مسؤولين، خاصة فيما يتعلَّق بالتعامل مع النفايات المنزلية. نحن نعلم أنَّ التغيير لا يمكن أن يحدث إلا عندما يتم زيادة وعي أفراد المجتمع وإشراكهم، واتخاذ خطوات استباقية لتغيير عاداتهم لحماية بيئتنا».
وقالت البروفيسورة ناتالي مارسيال براز، مدير جامعة السوربون أبوظبي: «في جامعة متعددة التخصُّصات مثل جامعة السوربون أبوظبي، هدفنا الأساسي هو تعزيز البحوث المؤثِّرة التي تتماشى مع الأولويات الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتعالج التحديات العالمية. تُجسِّد شراكتنا مع هيئة البيئة – أبوظبي هذا الالتزام، ومن خلال استكشاف الجوانب الاجتماعية والثقافية للنفايات المنزلية في أبوظبي، نهدف إلى ابتكار حلول لا تقتصر على الحد من الأثر البيئي فحسب، بل تتوافق أيضاً مع المجتمعات المتنوّعة في الإمارة».
وأضافت البروفيسورة مارسيال براز: «يُمثِّل هذا المشروع استراتيجية شاملة وتعاونية تتجاوز الحدود الأكاديمية التقليدية. نعتقد أنَّ تحقيق التغيير الحقيقي يتطلَّب إشراك الشركاء خارج الأوساط الأكاديمية، وإشراك المجتمع بطرق فعّالة. ولتحقيق هذه الغاية، حدَّدنا نهجاً متعدد الأوجه يجمع بين علم الاجتماع وعلم النفس وخبرة إدارة النفايات، لتوجيه تغيُّر أنماط السلوك نحو الاستدامة».
سيشهد هذا التعاون البحثي قيام فريق من الباحثين في جامعة السوربون أبوظبي بإجراء تحليل شامل لدراسات الحالة على المستوى الدولي، وجمع البيانات في إمارة أبوظبي من خلال الاستطلاعات ومجموعات التركيز، لتقييم الممارسات الحالية لسكان أبوظبي، وتحديد الحواجز والدوافع. وستقترح جامعة السوربون أبوظبي توصيات قائمة على الأدلة، وتدابير قابلة للتنفيذ، لتزويد صُنّاع السياسات بالبيانات وتعزيز التغييرات الفعّالة والمستدامة في سلوكيات السكان تجاه النفايات المنزلية.