استكملت هيئة البيئة – أبوظبي مهمتها الاستكشافية المشتركة على متن سفينة «أوشن إكسبلورر» في الخليج العربي، في إطار الاتفاقية متعددة الأطراف، الموقَّعة مع «أوشن إكس»، و«M42»، وشركة «بيانات» لدراسة آثار تغيُّر المناخ في مياه دولة الإمارات العربية المتحدة.

استغرقت المهمة الاستكشافية 20 يوماً على متن السفينة أوشن إكسبلورر، إحدى سفن الاستكشاف والبحث المتقدِّمة في العالم، أجرى خلالها الفريق مجموعة من البحوث والدراسات المشتركة تضمَّنت تحليل الحمض النووي البيئي، وتحليل المجتمعات الميكروبية تحت الماء، وتقييم تركيزات المغذيات، ودراسة مجموعات من الأنواع البحرية الكبيرة، وإجراء مسوحات جيولوجية، فضلاً عن قياس أعماق قاع البحر في مناطق متعددة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ونُفِّذَت خلال المهمة الاستكشافية 10 رحلات بحرية باستخدام الغواصات، بمشاركة باحثتَيْن إماراتيتَيْن من هيئة البيئة – أبوظبي، فضلاً عن إجراء 19 رحلة استكشافية باستخدام غواصات مسيَّرة، جُمِعَت خلالها 926 عينة من المياه البحرية والتنوُّع البيولوجي والرواسب، وأُجْرِيَت تسعُ دراسات شاملة في مجال البيئة والتنوُّع البيولوجي البحري. وضمَّ فريق البحث على متن السفينة أربعة باحثين إماراتيين، شاركوا في إجراء أبحاث متقدمة في بيولوجيا أعماق البحار والجيولوجيا وعلم المحيطات في مياه الخليج العربي وخليج عمان. وشاركت في المهمة الاستكشافية خمس هيئات من شبكة أبوظبي للأبحاث البيئية،التابعة لهيئة البيئة – أبوظبي، وهي شبكة بحثية رائدة أطلقتها الهيئة لتعزيز البحوث البيئية في إمارة أبوظبي.

وبالتعاون مع جامعة زايد، حُلِّلَت 13 عينة حمض نووي من سبعة أنواع من الحيتان والدلافين، وحُلِّلَ التسلسل الجيني الكامل لعينات من دولفين المحيط الهندي – الهادي قاروري الأنف، وخنازير البحر (المعروفة محلياً باسم الفيمة)، ودولفين المحيط الهندي الأحدب.

تضمَّنت المهمة أيضاً إجراء مسح جوي غطّى مسافة 773 ميلاً بحرياً، سُجِّلَت خلالها 12 مشاهدة لحيوانات بحرية مختلفة، منها الدلافين قارورية الأنف، والدلافين الدوارة، والسلاحف البحرية، والقرش أبو مطرقة (الأقرن)، واللخم. ورُصِدَ سمك قرش العليق المهدَّد بالانقراض للمرة الأولى في دولة الإمارات العربية المتحدة على عمق نحو 850 متراً.

وجمع الخبراء على متن السفينة 86 عينة شعاب مرجانية من المياه العميقة، ونفَّذوا مسوحات عالية الدقة لقياس الأعماق باستخدام الحزم الموجية المتعددة لمساحة تبلغ 1,257 كيلومتراً مربعاً، بهدف اكتشاف أنظمة الصدوع النشطة. ومن خلال رسم خريطة لقاع البحر، ستساعد المعلومات التي جمعها الباحثون على فهم أنواع معينة من الشقوق والقطع المتحركة في القشرة الأرضية، ما يساعد على التنبُّؤ بأماكن حدوث الزلازل، وكيفية تحرُّك السوائل الجوفية في المنطقة.

وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوُّع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي: «يمتاز الخليج العربي بأنه أحد أكثر البحار دفئاً على كوكب الأرض، ومن خلال إجراء الدراسات والأبحاث في مجال النظم والأنواع البحرية يمكننا التعرُّف بشكل واضح على تأثير ارتفاع درجات الحرارة المتوقَّع مع التغيُّر المناخي السريع، ولا ريب أنَّ اكتساب معرفة أعمق بهذه النظم البيئية البحرية وأشكال حياتها المتنوِّعة سيعزِّز من قدرتنا على التنبُّؤ بالتأثيرات العالمية لعوامل تغيُّر المناخ المستقبلية».

وأضاف: «شراكتنا مع أوشن إكس في هذه المهمة الاستكشافية ليست مجرَّد استكشاف لأعماق البحر، بل هي التزام بسعينا لضمان مستقبلٍ أفضلَ من خلال توفير بيانات ورؤى علمية دقيقة وموثوقة عن بيئتنا البحرية، وستسهم هذه المهمة الرائدة، التي تأتي ضمن جهود الهيئة في الحفاظ على الموائل والأنواع، في وضع السياسات التي تضمن صحة النظم البيئية البحرية للأجيال المقبلة ومواجهة آثار التغيُّر المناخي».

وقال فنسنت بيريبون، الرئيس التنفيذي المشارِك في أوشن إكس: «إنَّ القيام بمهمة رائدة بالتعاون مع شركائنا المتخصِّصين في دولة الإمارات العربية المتحدة يمثِّل علامة فارقة في سعينا لفهم المحيطات والحفاظ عليها. نحن فخورون بشراكتنا مع هيئة البيئة – أبوظبي، ونلتزم بالعمل معاً لتحقيق مساعينا المشتركة من أجل مستقبل مستدام يعتمد بشكل أساسي على البحث العلمي والتقدُّم التكنولوجي».

إضافةً إلى ذلك، حُلِّلَت 37 عينة من الحمض النووي البيئي من 19 موقعاً في مياه الدولة، ما يدعم الدراسات التي تُنفَّذ على متن سفينة «جيوَن»، بالتعاون مع شركة M42 وشركة «بيانات» لإجراء أول دراسة للحمض النووي البيئي للحياة البحرية في المنطقة، وتمَّ للمرة الأولى في العالم تحليل الحمض النووي البيئي والتسلسل الجيني لعينات الأسماك فورياً على متن سفينة «جيوَن» أثناء إبحارها، باستخدام أحدث التقنيات في هذا المجال. وستسهم هذه الدراسة في فهم التنوُّع الجيني، وتركيبة مجموعات الأسماك المختلفة، التي يمكن للباحثين من خلالها تقييم صحة الأسماك وقدرتها على التكيُّف والصمود في مواجهة تغيُّر المناخ بشكل أفضل.