وقَّعت هيئة البيئة – أبوظبي اتفاقيةً مع شركة جزيرة الجبيل للاستثمار، لتعزيز جهودهما المشتركة في الحفاظ على النُّظم البيئية البحرية والساحلية، ومناطق أشجار القرم، وضمان استدامتها مستقبلاً في إطار تطبيق استراتيجية أبوظبي للتغيُّر المناخي، ومبادرة القرم – أبوظبي.
وقَّع الاتفاقية سعادة أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوُّع البيولوجي البري والبحري بهيئة البيئة – أبوظبي، والمهندس عبدالله سعيد الشامسي، مدير العمليات في شركة جزيرة الجبيل للاستثمار، بحضور سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي، والمهندس منير حيدر، المدير التنفيذي لشركة جزيرة الجبيل للاستثمار.
وتهدف الاتفاقية إلى وضع جميع مشروعات إعادة تأهيل أشجار القرم المحلية تحت مظلة مبادرة القرم – أبوظبي، لضمان التنسيق الفعَّال، وتحقيق نتائج أفضل، فضلاً عن إنشاء مركز الابتكار لأشجار القرم في الجبيل وتشغيله، ما يُسهم في الوصول إلى نتائج ملموسة لأبحاث النُّظم الإيكولوجية والساحلية لأشجار القرم وسُبُل استعادتها، والحفاظ عليها، واستدامتها مستقبلاً.
وجاء توقيع المذكرة، تزامناً مع استعدادات دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (كوب 28)، إذ تؤمِن الهيئة بضرورة توحيد جهودها في مجال العمل المناخي مع شركائها الاستراتيجيين، لتحقيق الأهداف المنشودة التي وضعتها دولة الإمارات، ما يدعم الجهود العالمية المبذولة لتحقيق التعهُّدات والالتزامات لمكافحة تغيُّر المناخ، والجهود التي تبذلها الدولة على جميع الأصعدة، وسعيها إلى تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، ما يتماشى مع المبادئ العشرة للخمسين عاماً المقبلة للدولة، وخططها لتعزيز التنمية المستدامة، والتقدُّم الاقتصادي الأخضر، وضمان أفضل مستقبل ممكن للجميع.
وبهذه المناسبة، قالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: «يتماشى توقيع هذه الاتفاقية مع رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أكَّد أهمية ترسيخ جهود الاستدامة، وحماية رأس المال الطبيعي للدولة، وتجسَّد ذلك بإعلان عام 2023 عاماً للاستدامة، لتعزيز الالتزام بالاستدامة، وحماية بيئتنا ومواردنا الطبيعية».
وأضافت سعادتها: «هذه الاتفاقية تدعم الجهود التي تبذلها الهيئة لتعزيز العمل من أجل المناخ، وضمان استدامة البيئة البحرية وموائلها الطبيعية، وحماية أشجار القرم التي تُعَدُّ من أكثر النُّظم البيئية الساحلية إنتاجية في العالم؛ لأنها توفِّر مجموعة متنوِّعة من المنافع البيئية والاقتصادية، وتُشكِّل أحد الحلول الطبيعة لمواجهة تحدي تغيُّر المناخ؛ كونها من المصادر الرئيسية التي تمتصُّ غازات الدفيئة، ولها القدرة على تخزين الكربون وعزله بمعدل يصل إلى 4 أضعاف أشجار الغابات المطيرة في الأمازون».
ومن جانبه، قال المهندس منير حيدر، المدير التنفيذي لشركة جزيرة الجبيل للاستثمار: «نفخر بشراكتنا مع هيئة البيئة– أبوظبي، وما حقَّقناه من تعزيز للتنوُّع البيولوجي، ودعم للحياة البرية في أرجاء جزيرة الجبيل، التي تُعَدُّ وجهةً بيئيةً مستدامةً ورائدةً في إمارة أبوظبي، فمنذ بداية تطوير الجزيرة، عقدنا الشراكات الاستراتيجية، وأطلقنا العديد من المبادرات بالتعاون مع هيئات حكومية وخاصة، ومن أهمها مبادرة زراعة مليون شجرة قرم في جزيرة الجبيل، سعياً إلى حماية هذه الأشجار، والحفاظ على أعدادها، وتعزيز النظام البيئي لإمارة أبوظبي».
وأضاف حيدر: «إنَّ التطوير المستدام هو المحور الأساسي في استراتيجية شركة جزيرة الجبيل للاستثمار، من خلال استمرار بذل الجهود للحفاظ على طبيعة الجزيرة، ورفع مستوى الوعي بأهمية البيئة، وضمان استدامتها في الأعوام المقبلة لأجيال المستقبل».
ووفقاً للاتفاقية، ستتولّى الهيئةُ قيادةَ تطوير خطة العمل المُتعلِّقة بمركز الابتكار لأشجار القرم في الجبيل، وتصميم وتنفيذ مبادرة القرم –أبوظبي، وتوفير الإشراف العِلمي لجميع الأنشطة المتصلة بزراعة أشجار القرم في إمارة أبوظبي، وتحديد الأولويات، وخطة العمل المرتبطة بالفعاليات التعليمية والتوعوية في إطار هذه المبادرة.
وستتولّى الهيئة مسؤولية تأسيس شراكات لدعم أبحاث القرم على النطاقَيْن المحلي والعالمي، وتوفير الخبرة والإشراف الإداري لتنفيذ خطة عمل مبادرة القرم – أبوظبي، والتنسيق مع الشركاء من الهيئات الاتحادية والشركاء العالميين لتنفيذ خطة عمل المبادرة، إضافةً إلى دعم ابتكارات الحفاظ على أشجار القرم، واستعادتها لحالتها الطبيعية من خلال التعاون المحلي والدولي.
وستُشرِف الهيئة على إدارة المشتل ومركز الزوَّار اللذين ستنشِئهما شركة جزيرة الجبيل للاستثمار في مركز الابتكار لأشجار القرم في الجبيل. وستُنشِئ الشركةُ أيضاً مركزَ الابتكار لأشجار القرم في الجبيل، بالتنسيق مع هيئة البيئة – أبوظبي، وستدعم مبادرات زراعة أشجار القرم، واستضافة الجولات التعليمية والزيارات والفعاليات الميدانية.
يُشار إلى أنَّ حكومة أبوظبي كانت قد أطلقت، في فبراير 2022، مبادرة القرم – أبوظبي، التي تهدف إلى إعادة تأهيل أشجار القرم واستعادتها، وتطوير حلول مبتكرة لزراعتها، والإسهام في تخفيف آثار التغيُّر المناخي، وتشجيع أفراد المجتمع على الإسهام في الحفاظ على البيئة، إضافةً إلى إنشاء مشتل متطوِّر ومبتكَر لدراسة أشجار القرم، وإعادة تأهيلها في جزيرة الجبيل في إمارة أبوظبي، ليُصبح مركزاً للأبحاث والدراسات عن أشجار القرم.