عقدت هيئة البيئة – أبوظبي شراكة مع شركة المرافق العالمية إنجي (ENGIE) لإطلاق المرحلة الأولى من مشروع المسؤولية البيئية والمجتمعية للحفاظ على أشجار القرم في إمارة أبوظبي. وقد تم استخدام تقنية الطائرات بدون طيار للمساعدة في مراقبة وتأهيل مناطق من موائل القرم في أبوظبي، وذلك من خلال تقييم صحة أشجار القرم بالقرب من محطة "أنجي ENGIE" بمنطقة المرفأ في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، قبل البدء بزراعة آلاف من النباتات الجديدة ومراقبة نموها على مدار العام.
وتنتشر أشجار القرم بوفرة على طول الخط الساحلي لإمارة أبوظبي، حيث تقوم بدور حيوي في تخزين الكربون الأزرق، الذي يرتبط بالمحيطات والنظم البيئية الساحلية حول العالم؛ بما فيها من موائل الأعشاب البحرية وأشجار القرم، والسبخات الملحية. وعلى الرغم من صغر حجمها مقارنة بالغابات المنتشرة على كوكب الأرض، إلا أن نظم البيئة الساحلية تختزن الكربون بمعدل أسرع، ويمكنها الاستمرار في القيام بهذه المهمة لألاف السنين.
وقد قامت شركة Distant Imagery للتحليل البيئي للطائرات بدون طيار، ومقرها دولة الإمارات العربية المتحدة، بإعداد خرائط عالية الدقة وتحليل للموقع مرتبط بتغيرات المد والجزر، حيث تم العمل مع خبراء هيئة البيئة - أبوظبي لإجراء بحث علمي شمل أربعة مواقع مختلفة قبل أن يتم اختيار المنطقة الواقعة بالقرب من محطة إنجي بمنطقة المرفأ في منطقة الظفرة لتنفيذ المشروع.
واستخدمت شركة Distant Imagery معدات خاصة وطائرات مُسيَّرة متخصصة صنعت في دولة الإمارات لنثر البذور وزراعة ما لا يقل عن 4000 من بذور أشجار القرم بحلول ديسمبر القادم باستخدام أفضل الممارسات العلمية. وسيتم العمل على مراقبة الموقع بشكل مستمر لتقييم مساهمة الموقع في تخزين الكربون الإضافي للمنطقة المستعادة بالإضافة إلى خدمات النظام البيئي الإضافية التي يقدمها.
وتقوم هيئة البيئة – أبوظبي برعاية هذا المشروع الذى حقق نتائج أولية مبهرة، كما أنها تتولى مسؤولية استضافة الموقع المختار وتقديم الخبرات العلمية وإجراء البحوث التقنية الشاملة. كما ستقوم الهيئة، بعد اكتمال المشروع، بإجراء تقييم شامل للتعرف على مدى نجاح المشروع بتحقيق الأهداف المرجوة.
تعتبر عملية تأهيل القرم وتعزيز دوره في احتجاز الكربون إحدى الحلول التي نستخدمها لمواجهة التغير المناخي، ونحن بهيئة البيئة نؤكد دائماً على التزامنا بهذا النهج
أحمد الهاشمي – المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري، في هيئة البيئة – أبوظبي
وقال أحمد الهاشمي – المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري، في هيئة البيئة – أبوظبي: "نحن سعداء جداً بالعمل في هذا المشروع الذي يعد الأول من نوعه في العالم باستخدام تقنية الطائرات بدون طيار لتأهيل أشجار القرم. وأكد الهاشمي أن استخدام أحدث التقنيات يعتبر أمراً جوهرياً في مساعي الهيئة للحفاظ على البيئة، حيث نفذت الهيئة على مدار الأعوام الماضية العديد من البرامج لتقييم التنوع البيولوجي والمحافظة على الأنواع باستخدام أحدث الأدوات والتقنيات المبتكرة، ويُعد الكربون الأزرق مثالاً أخر على ذلك".
وأضاف الهاشمي: "تساهم الشراكات البناءة في نجاح أي مشروع، وبالتعاون مع شركة إنجي نحن على يقين أننا سنحقق النتائج المرجوة وأهدافنا المشتركة في الحفاظ على البيئة، والمحافظة على ريادتنا في هذا المجال. وتعتبر عملية تأهيل القرم وتعزيز دوره في احتجاز الكربون إحدى الحلول التي نستخدمها لمواجهة التغير المناخي، ونحن بهيئة البيئة نؤكد دائماً على التزامنا بهذا النهج".
وقالت فلورانس فونتاني، نائبة الرئيس التنفيذي، الاستراتيجية، والاتصالات، المسؤولية الاجتماعية البيئية في إنجي (ENGIE) الشرق الأوسط وجنوب ووسط آسيا وتركيا (MESCAT): "يعتبر توفير حلول مبتكرة وصديقة للبيئة في مجالات الطاقة والمياه والخدمات جوهر غرض شركة إنجي. يتماشى مشروع الكربون الأزرق تماما مع التزامنا بمعالجة القضايا البيئية، بالتعاون مع شركائنا المحليين. ونحن ممتنين للغاية للجهات المعنية في أبوظبي على دعمهم لمبادرتنا، وعلى دورهم الرئيسي في تنفيذ هذا المشروع. كما أننا فخورون بمشاركة خبرات وحلول شركة إنجي في هذه المبادرة المميزة، والتي سوف تساهم في المحافظة على النظم البيئية الساحلية في دولة الإمارات العربية المتحدة".
فخورون بمشاركة خبرات وحلول شركة إنجي في هذه المبادرة المميزة، والتي سوف تساهم في المحافظة على النظم البيئية الساحلية في دولة الإمارات العربية المتحدة
فلورانس فونتاني، نائبة الرئيس التنفيذي، الاستراتيجية، والاتصالات، المسؤولية الاجتماعية البيئية في إنجي (ENGIE) الشرق الأوسط وجنوب ووسط آسيا وتركيا (MESCAT)
وتأمل شركة إنجي أن تكون قادرة على المساهمة في تعزيز البيئة الساحلية والنظام البيئي لدولة الإمارات العربية المتحدة من خلال هذا المشروع، مما يضمن حماية عالمنا الطبيعي وكذلك اتخاذ المزيد من الخطوات لتقليل كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة في الغلاف الجوي.