في عام الاستدامة يحتفل الشركاء المؤسِّسون هيئة البيئة – أبوظبي وجمعية الإمارات للطبيعة بالذكرى السنوية الخامسة لبرنامج «تواصل مع الطبيعة».

أُطلِق البرنامج في عام 2019 بهدف إعادة صلة الشباب بالطبيعة، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لبناء مستقبل مستدام. وعلى مدى الأعوام الخمسة الماضية، شارك أكثر من 14,000 شاب وشابة بأكثر من 250 فعالية ما بين رحلات ميدانية أو أنشطة عبر الإنترنت، نفَّذها البرنامج في الدولة، محقِّقاً نجاحاً فاق التوقعات. 

بدأ الشباب رحلتهم من خلال المشاركة في رحلات استكشافية يقودها الخبراء البيئيون، إلى مناطق طبيعية في دولة الإمارات، حيث تعرَّفوا على الأودية والصحارى والأراضي الرطبة والبحيرات الساحلية، إضافةً إلى النباتات والحيوانات التي تعيش فيها، وتعلَّموا من خبرة الشركاء المؤسِّسين. وألهمت الرحلات الميدانية الشباب، مثل «التجديف بين أشجار القرم» و«دوريات مراقبة السلاحف» في جزيرة السعديات، للتواصل العميق مع الطبيعة.

وبهدف إشراك الشباب في المواضيع العلمية المتعلِّقة بالحفاظ على البيئة، أطلق برنامج تواصل مع الطبيعة «غرف هروب بيئية»، وهي غرف هروب واقعية وأخرى افتراضية تتحدّى المشاركين للعثور على الأدلة وحل القضايا البيئية الحقيقية. وشارك أكثر من 6,000 شخص في كلِّ من غرفة الهروب «البقاء في الصحراء» و«أشجار القرم» خلال فعاليات محلية وعالمية، منها مركز «الشباب من أجل الاستدامة» في قمة مستقبل الطاقة، وتحدي دبي للياقة، ومهرجان الحصن، ومهرجان الفنون في القوز، ومعرض شباب الشرق الأوسط إكسبو، ومؤتمر الأطراف «كوب 28». وتستمر غرفة الهروب «أشجار القرم» في التجوُّل في أنحاء الدولة لتعزيز العمل المناخي وزيادة الوعي في عام الاستدامة.

وأظهر الشباب القدرة على القيادة لبناء مستقبل مستدام. وشارك نحو 2,000 شاب في منصة سلسلة الشباب «إعادة تصوُّر المستقبل»، وهي منصة افتراضية جمعت بين الشباب وصنّاع القرار رفيعي المستوى، ومنهم نخبة من الوزراء في دولة الإمارات، وعدد من قادة الأعمال والمتخصِّصين في المجال، حيث عملوا على إعادة تصوُّر الحياة، وكيف تكون علاقتنا مع الطبيعة بعد جائحة كوفيد-19. وانخرط بعد ذلك عدد من أولئك الشباب في مجالات السياسة العامة والحفاظ على البيئة، وحصل بعضهم على لقب سفير الطبيعة.

وتهدف مبادرة سفراء الطبيعة الشباب، التي أطلقها برنامج «تواصل مع الطبيعة»، إلى صقل مهارات الطلاب والشباب الواعدين، وتوجيههم ليقودوا حركة الشباب في مجال حماية البيئة، وتمكينهم من إدارة الخطاب العالمي بشأن المناخ والطبيعة. واختار البرنامج مجموعتين من السفراء، حيث تلقّى 30 من القادة الشباب تدريباً مكثفاً، ونظَّموا فعاليات مجتمعية، ونجحوا في تمثيل الشباب في المنتديات البارزة، ويشمل ذلك قمة الغذاء من أجل المستقبل، وستوكهولم +50، ومؤتمرات الأطراف الخامس عشر، والسادس عشر، والسابع والعشرين، والثامن والعشرين المعنيين بالمناخ.

ويحقِّق الشباب في دولة الإمارات نتائج ملموسة بمشاركتهم في أنشطة «علم المواطَنة»، حيث يعملون مع الخبراء والعلماء لجمع بيانات قيِّمة تسهم في الأبحاث العلمية وتُوجّه استراتيجيات الحفاظ على البيئة. وجمع مجتمع تواصل مع الطبيعة معاً 13,505 نقاط بيانات عن حالة التنوُّع البيولوجي وإدارة النفايات، وأزالوا 2,572 كيلوجراماً من النفايات من البيئة الطبيعية، وصنَّفوا 12,047 قطعة منها لتوجيه السياسات المستقبلية. وكشف استطلاع للرأي أُجرِي بين المشاركين أنَّ البرنامج أدّى إلى زيادة كبيرة في التزام الشباب بالطبيعة، حيث قال 94% من المشاركين إنهم سيوصون أصدقاءهم بالمشاركة في برنامج تواصل مع الطبيعة. 

وفي إطار استعداد البرنامج لدخول الخمسة أعوام المقبلة، يرتقي بأهدافه إلى العمل على تحقيق تأثير أكبر في مجال الحفاظ على البيئة من خلال الاستفادة من قوة المجتمع، وزيادة التركيز على الرحلات الميدانية المتعلقة بعلم المواطَنة. ولتعزيز وتوسيع نطاق البرنامج تلبية للاحتياجات المتطورة لبيئتنا ومجتمعنا، سيستقبل الجماهير الأصغر سناً، وطلاب المدارس، والبالغين من جميع الأعمار للانضمام إلى الحركة إلى جانب شباب الإمارات، ليسهم في تطوير مهاراتهم ومعرفتهم وتجاربهم العملية، بينما سيظلُّ الشباب محور تركيز البرنامج، مع منحهم أدواراً قيادية أكثر لتمكين قادة الاستدامة المستقبليين.

وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: «نحن سعداء بالاحتفال بمرور خمسة أعوام على إطلاق مبادرة (تواصل مع الطبيعة) التي أصبحت قوة فعّالة في مجال حماية البيئة. كان هدفنا منذ البداية هو ربط المجتمعات بالطبيعة، وهذا الإنجاز يعكس التفاني والعمل الجاد من جميع المشاركين. نودُّ أن نُعبِّر عن شكرنا العميق للشباب المتحمِّس، الذين كانت طاقاتهم وإبداعاتهم هي حجر الأساس لهذه المبادرة. لقد كان لمشاركتهم دور محوري في تحقيق نجاحنا، وستظلُّ ركيزة أساسية ونحن نتطلَّع إلى المستقبل. معاً، بنينا شيئاً ذا معنى حقيقي، ونتطلَّع إلى المزيد من نجاحات تواصل مع الطبيعة في إلهام وتغيير حياة الناس في السنوات المقبلة».

وقالت ليلى مصطفى عبداللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة: «على مدى الأعوام الخمسة الماضية لم يقتصر برنامج تواصل مع الطبيعة على تعزيز تقديرنا للعالم الطبيعي فحسب، بل مكَّن أيضاً الأفراد والمجتمعات من بناء علاقة دائمة معه. أتقدَّم بالشكر لكلِّ من كان جزءاً من النمو الكبير للبرنامج، بدءاً من فريقنا المتفاني والمتطوعين الشغوفين إلى شركائنا الداعمين والمجتمعات المشاركة. وأتوجَّه بشكر خاص إلى النماذج الرائعة من شبابنا، الذين سيظلُّ حماسهم وابتكاراتهم وتفانيهم مصدر إلهام الحركة لبناء مستقبل متفائل للجميع».

وبالتعاون مع المجتمع، تتطلَّع مبادرة «تواصل مع الطبيعة» إلى مواصلة قصة نجاحها. ويدعو البرنامج جميع أعضائه ويوجِّه الدعوة إلى الجمهور أيضاً للاحتفال بمرور خمسة أعوام على انطلاقه في فعالية خاصة تُقام يوم 23 أكتوبر 2024 في مزرعة جراتسيا في الباهية، أبوظبي. لحضور الفعالية يُرجى التسجيل عبر الرابط التالي: https://events.connectwithnature.ae/events/113