أعلنت هيئة البيئة - أبوظبي، وجمعية الإمارات للطبيعة، بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة، عن إطلاقهما برنامج الإمارات الشامل لعلم المواطنة "ساهم"، لتعزيز المشاركة العامة واسعة النطاق للجمهور في سلسلة من المشروعات التي تعالج المشكلات البيئية على أرض الواقع، وبطرق عدة تشمل صياغة الأسئلة البيئية، وجمع البيانات وتحليلها، وتفسير النتائج، والقيام باكتشافات جديدة. ويتزامن إطلاق هذه الشراكة مع الاحتفال بيوم البيئة الوطني الإماراتي، الذي يوافق 4 فبراير من كلِّ عام.
ويدعو علم المواطنة الجميع إلى المشاركة في قضية مهمة، هي معرفة المزيد عن كوكبنا وحمايته، حيث يعمل المتطوعون والعلماء معاً للإجابة عن الأسئلة التي يطرحها الواقع الفعلي، وبذلك تخدم منهجية برنامج "ساهم" الغرض المزدوج المتمثّل في جمع البيانات المفيدة لدعم عملية صنع القرار، وكذلك فرصة مشاركة أفراد المجتمع بطريقة هادفة في القضايا البيئية التي يهتمون بها؛ أي ترجمة الوعي البيئي لدى الأفراد لأعمال هادفة ذات آثار ملموسة وممتدة، تتوافق مع التوجُّه الرسمي في الدولة لاستخدام العلم في مكافحة تغيُّر المناخ.
وقالت سعادة الدكتورة شيخة الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي: "يسرُّ الهيئة أن تعزِّز شراكتها الطويلة الأمد مع جمعية الإمارات للطبيعة من خلال إطلاق برنامج الإمارات الشامل لعلم المواطنة (ساهم)، الذي يعدُّ أداةً بيئيةً عظيمةَ الفائدة، فنحن نحتاج إلى كمٍّ كبيرٍ من البيانات لتوجيه سياساتنا البيئية، وهو ما يوفِّره علم المواطنة عن طريق الممارسين له، والمتطوعين، كما نحتاج إلى الجمهور للمشاركة في مهمات ومشروعات أخرى مثل تتبُّع الطيور، والحيوانات البحرية، والأنواع الأخرى، لمساعدتنا على فهم الاتجاهات والتصرُّف بناءً على هذه الأفكار".
وأضافت: "أعلنت قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة عن البيئة والاستدامة كونهما أولويتين رئيستين لعام 2023، وهو عام حاسم ضمن عقد حاسم للعمل المناخي، ومواجهة فقدان الموائل الطبيعية، وذلك في إطار استعداد الدولة لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، واستضافة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغيُّر المناخ COP 28 هذا العام. وهناك حاجة إلى الخبرة العلمية، والدارسات البحثية لتحقيق هذا الأمر، وسيعمل (ساهم) على سد الفجوات المعرفية، وجمع البيانات لدعم اتخاذ قرارات بيئية مستنيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة".
وأكَّدت ليلى مصطفى عبداللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة، أنَّ "برامج علم المواطنة استُخدِمَت لمكافحة تغيُّر المناخ عالمياً، وثبت أنها أداة علمية ناجحة، إضافة إلى تنوُّعها وقابليتها للتطوير، ويمكن أن تشمل هذه البرامج مستويات عدة من المشاركات والتطبيقات. باستطاعة برامج علم المواطنة أيضاً تحقيق مجموعة من الأهداف المهمة مثل زيادة معرفة الجمهور بالعلوم، وتشجيع جميع مواطني دولة الإمارات، والمقيمين فيها، على أن يكونوا جزءاً من حلول المشكلة المزدوجة المتمثّلة في فقدان الموائل وتغيُّر المناخ. وسيقوم المشاركون في (ساهم) بدور نشط من خلال دفع التقدُّم في حل هذه المشكلة عبر المشاركة في الجوانب العلمية لها، مثل متابعتهم للظواهر البيئية، وجمع البيانات، وتحليلها".
وأوضحت: "بالشراكة مع هيئة البيئة - أبوظبي، سنطرحُ مشروعات عدة على مدى الشهور الاثني عشر المقبلة، لنشجِّع المجتمع بأكمله على الانضمام إلى مشروعات (ساهم)، وأن يصبح جزءاً من تشكيل حلول مجتمعية لتغيُّر المناخ، ودراسة الطبيعة وحمايتها. نحن على قناعة بأنَّ مشاركة المتطوعين معنا ستولِّد رؤىً وتصوراتٍ وحلولاً مبتكرة، يستطيعون من خلالها رد الجميل للمجتمع، والأهم من ذلك أنهم سيتعلمون المزيد عن البيئة الفريدة والمتنوعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وطرائق المساعدة في الحفاظ عليها، وسيعملون جنباً إلى جنب مع المتخصِّصين والعلماء البيئيين".
وحسب هيئة البيئة – أبوظبي، تعني المشاركة العامة في عمليات جمع البيانات إمكانية جمع بيانات أكثر قيمة، وتعني أيضاً إمكانية القيام بجمع الكثير من البيانات المطلوبة بالقرب من المنزل، وأحياناً في الحدائق، والساحات الخلفية للمنازل، أو في غرف المعيشة، بتوجيه من العلماء المحترفين، وباستخدام بروتوكولات علمية منضبطة.
وسيتم إطلاق برنامج "ساهم" بالتزامن مع يوم البيئة الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي تحتفي به الدولة كلَّ عام في الرابع من فبراير، وتشمل المشروعات الرئيسة التي يطرحها البرنامج على مدى الشهور الاثني عشر المقبلة ما يلي:
- جمع وتحليل النفايات من المواقع البحرية والساحلية والبرية
- استخدام الكاميرات للتعرُّف على الحياة البرية ومراقبتها
- رصد غابات القرم والأنواع المرتبطة بها
- برنامج سوالف أجدادنا، الذي يُجري من خلاله المتطوعون مقابلات لجمع التاريخ الشفهي، والمعارف التقليدية عن الحالة التاريخية للبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويمكن للأشخاص من جميع الفئات العمرية في المجتمع، مثل الشباب، وأولياء الأمور، وموظفي القطاعين الحكومي والخاص، التطوُّع في مجموعة متنوِّعة من البرامج، وفق المبادئ التي تنظّم علم المواطنة، للمساهمة في تحقيق الأهداف البيئية لدولة الإمارات العربية المتحدة. ويمكن للمهتمين الحصول على المزيد من المعلومات عن "ساهم" من خلال زيارة الموقع connectwithnature.ae/sahim-x-citizen-science، فيما تتوافر معلومات مفصَّلة عن فرص التطوُّع في مشروعات "ساهم" البيئية عبر volunteers.ae.