وتركز مذكرة التفاهم على مبادرات تعالج قضايا بيئية هامة سيشترك الطرفان في تنفيذها وتشمل: الحد من استخدام المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة على متن طيران الاتحاد، والحد من الانبعاثات الكربونية والتعويض منها وتقليل انبعاثات ملوثات الهواء، والمحافظة على التنوع البيولوجي من خلال حملات التوعية وعبر قنوات الترفيه على متن رحلات الاتحاد. علاوة على ذلك، سيسعى الطرفان لضمان وجود خطة متكاملة وصديقة للبيئة للنفايات المتولدة من طيران الاتحاد.
وفي هذا السياق قالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي: “لقد شهدنا في أبوظبي حرص العديد من المؤسسات البارزة على العمل والتعاون مع الهيئة للحفاظ على البيئة، ومجموعة الاتحاد للطيران واحدة منها والتي يسعدنا التوقيع معهم على مذكرة تفاهم ستمكننا من بدء العمل الجاد في تنفيذ العديد من المشاريع البيئية الهامة التي تعد مكونًا رئيسيًا في رؤية حكومة أبوظبي لمستقبل مستدام وأكثر صحة للجميع".
وأضافت سعادتها: "من خلال تعاوننا مع مجموعة الاتحاد للطيران، سنرى قريبًا انخفاضًا كبيرًا في استخدام البلاستيك لمرة واحدة على متن الاتحاد للطيران - وهي خطوة هامة في سعينا لتنفيذ حملتنا الشاملة التي تعد الأكبر من نوعها في إمارة أبوظبي للحد من استخدام المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة. علاوة على ذلك، سنعمل على تنفيذ برنامج تعويض الكربون ووضع خطة متكاملة لإدارة النفايات المتولدة من أنشطة الاتحاد للطيران ".
وأوضحت سعادة د. الظاهري "أن هيئة البيئة - أبوظبي ومجموعة الاتحاد للطيران سيتبادلان المعلومات ذات الصلة حول المشاريع المختلفة وذلك في إطار سعيهما لزيادة الوعي بالموضوعات البيئية المهمة وتنفيذ البرامج والمبادرات الداعمة لأجندة التنمية البيئية في أبوظبي".
بدء العمل الجاد في تنفيذ العديد من المشاريع البيئية الهامة التي تعد مكونًا رئيسيًا في رؤية حكومة أبوظبي لمستقبل مستدام وأكثر صحة للجميع
الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي
وتأتي مذكرة التفاهم لتعزز الشراكة الناجحة والقائمة ين هيئة البيئة - أبوظبي ومجموعة الاتحاد للطيران، والتي بدأت مع انطلاق ماراثون أبوظبي للطيور، المبادرة الرائدة التي جاءت خلال عام زايد تكريماً لإرث المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لتحقيق الاستدامة البيئية. وتم خلال المبادرة تتبّع هجرة 10 من طيور الفلامنجو (النحام الكبير) التابعة لهيئات ومؤسسات رائدة في أبوظبي من محمية الوثبة للأراضي الرطبة عبر الأقمار الصناعية، والتي حققت نتائج إيجابية مع وصول بعض الطيور إلى مناطق بعيدة مثل أذربيجان وكازاخستان، والعودة إلى أبوظبي. وبعد مرور أكثر من عامين، لا يزال العديد من أجهزة التتبع تعمل وتنقل بيانات هامة عن هجرة طيور الفلامنجو. كما قامت الاتحاد للطيران بعرض فيلمين وثائقيين عن الحياة البرية في أبوظبي من إنتاج هيئة البيئة – أبوظبي، وهما "العودة إلى البرية" و "فريق زايد يضيء القطب الجنوبي". وتزامنا مع يوم الأرض في العام الماضي، شارك سفير من هيئة البيئة في رحلة الاتحاد للطيران الخالية تماماً من المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، والتي انطلقت بين أبوظبي وبريزبن لتكون الأولى من نوعها في الشرق الأوسط.
وصرّح توني دوغلاس، الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتحاد للطيران، بالقول: "إن مبادرات الطيران المستدام تعتبر من المبادئ الأساسية بالنسبة للاتحاد للطيران، وهي هدف مشترك مع حكومة أبوظبي مع سعينا للحد من الاعتماد التاريخي على مشتقات النفط واللجوء إلى التنويع في الاقتصاد المحلي، بالتوافق مع خطة أبوظبي 2030 الاجتماعية والاقتصادية."
وتابع "كونها الجهة المعنية بشكل أساسي بتحقيق الأهداف البيئية في إمارة أبوظبي، تساعد هيئة البيئة – أبوظبي في تمهيد الطريق نحو مستقبل مستدام لدولة الإمارات العربية المتحدة. من خلال تعاوننا بالاستناد إلى أهدافنا المشتركة وشركاتنا المختلفة، نتمكن مع هيئة البيئة من تطبيق رؤيتنا وخططنا المبتكرة من خلال تطوير حلول عملية ذات فوائد مباشرة وطويلة الأمد لمواجهة التحديات البيئية في دولة الإمارات والمجتمعات الدولية المختلفة."
وأضاف"وحتى مع تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، يبقى التزامنا بأهدافنا المتعلقة بالاستدامة بغاية الأهمية، باعتبار العمل المسؤول بشأن المناخ من أهم التحديات الطويلة الأمد التي تواجه قطاع الطيران. إن شراكتنا مع هيئة البيئة-أبوظبي تضع الكلمات قيد التنفيذ وتؤكد التزامنا بالطيران المستدام من خلال الشفافية في التخطيط والمبادرات الجدية والملموسة"
العمل المسؤول بشأن المناخ من أهم التحديات الطويلة الأمد التي تواجه قطاع الطيران
توني دوغلاس, الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتحاد للطيران
فيما يتعلق بمشروع البلاستيك المستخدم لمرة واحدة، نصت مذكرة التفاهم على أن يلتزم الاتحاد للطيران بخفض استخدام المواد البلاستيكية لمرة واحدة في أنشطتها بحلول عام 2022 - على الأقل بنسبة 80٪ عن المستخدمة في عام 2020. كما ستلتزم هيئة البيئة - أبوظبي بدعم شركة الاتحاد بالسياسات والخبرات البيئية اللازمة لتحقيق هذا الهدف والعمل معها لتحديد الأنواع المستهدفة والبدائل المستدامة لها والمنسجمة مع سياسة المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة في إمارة أبوظبي التي تم إطلاقها في فبراير من هذا العام والتي تدعو إلى التحول من المنتجات المستخدمة لمرة واحدة إلى المنتجات المتعددة الاستخدامات.
وللحد والتعويض من الانبعاثات الكربونية وتقليل انبعاثات ملوثات الهواء، سيضع كلا الطرفين مبادرات للتخفيف من تغير المناخ والتكيف مع آثاره من خلال مبادرات ذات منفعة متبادلة، حيث سيعمل الطرفان معًا على تعزيز الحد من الانبعاثات الكربونية وآليات التعويض. إضافة إلى ذلك، سيعمل الطرفين على إعداد وتنفيذ مشاريع ريادية للتقليل من انبعاثات ملوثات الهواء من أنشطة الاتحاد للطيران.
وتماشياً مع الأولوية الإستراتيجية لهيئة البيئة - أبوظبي فيما يتعلق بالحفاظ على التنوع البيولوجي وزيادة الوعي به، ستعرض الاتحاد محتوى توعوي بشكل منتظم عن البيئة والتنوع البيولوجي والسياحة البيئية على متن طائراتها، وسيتم تخصيص قناة تعرض أفلام وثائقية بيئية مأخوذة من هيئة البيئة - أبوظبي فضلاً عن عرض أكثر مبادرات الاستدامة الحالية الهامة. كما ستدعم مجموعة الاتحاد للطيران المبادرات الرئيسية للمحافظة على البيئة مثل تتبع الحياة الفطرية عبر الأقمار الصناعية فضلا ًعن التعاون بشأن اتحاد نقل الحيوانات مع هيئة البيئة – أبوظبي من خلال توفير مدخلات تتعلق بنقل الحيوانات وفق اتفاقية الاتجار الدولي بأنواع الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض "سايتس" والاتفاقيات الأخرى ذات الصلة.
في حين تهدف خطة الإدارة المتكاملة للنفايات التي وضعتها هيئة البيئة - أبوظبي والاتحاد إلى: تقليل النفايات المتولدة من مختلف أنشطة الاتحاد؛ تصنيف النفايات المتولدة وفق منهجية معتمدة ومستدامة؛ زيادة نسبة المواد المعاد استخدامها ضمن المواد المستخدمة وأخيراً، إجراء البحوث وتنفيذ المبادرات لاستخدام الوقود الحيوي.
في الختام، ستساهم مذكرة التفاهم في تنفيذ الأولويات البيئية لإمارة أبوظبي في البر والبحر والجو من خلال تعزيز التعاون القائم بين الطرفين.