أطلقت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية استراتيجيةً متكاملةً تهدف إلى الحدِّ من فَقْدِ الغذاء وهَدْرِه في أبوظبي، وتنسجم الاستراتيجية الجديدة مع المبادرة الوطنية للحدِّ من فَقْدِ الغذاء وهَدْرِه «نعمة». وأطلقت الهيئة أيضاً حملة للتوعية تحت شعار «معاً لتدوم النعم» في إطار تنفيذ هذه الاستراتيجية، وتهدف إلى تحفيز السلوك الإيجابي لفئات المجتمع إلى العمل على الحدِّ من فَقْدِ الغذاء وهَدْرِه.
وتشكِّل الاستراتيجية الجديدة أحد عناصر «خطة أبوظبي» لتحقيق تنمية متوازنة ومستدامة، وهي إحدى مبادرات الخطة التأسيسية المعتمَدة في إمارة أبوظبي، إضافةً إلى أنها تدعم جهود تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تهدف إلى الحدِّ من فَقْدِ الغذاء وهَدْرِه بنسبة 50% بحلول عام 2030 تماشياً مع هدف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في الإنتاج والاستهلاك المسؤولين.
وتستند الاستراتيجية إلى خمس ركائز أساسية تنطلق منها العديد المبادرات لمواجهة ممارسات فَقْدِ الغذاء وهَدْرِه. وهي تشجِّع المجتمع على تبنّي السلوكيات الإيجابية لترشيد استهلاك الغذاء، والمحافظة على استدامة الموارد الطبيعية. وتشمل ركائز الاستراتيجية تقييم الوضع الحالي، وتطوير قدرات قياس الفَقْدِ والهَدْرِ بصورة منتظمة، وتحديد اتجاهات وأهداف واضحة للسياسات واللوائح، وتطوير منظومة تشريعية وقانونية تدعم أهداف الحدِّ من فَقْدِ الطعام وهَدْرِه، وتفعيل دور المجتمع وتغيير سلوك المستهلكين من خلال حملة توعية ممتدة تُحدِث تغييراً بَنّاءً في ثقافة التسوُّق والاستهلاك، وممارسات فَقْدِ الغذاء. وتُحدِث تغييراً إيجابياً في السوق من خلال التخطيط السليم، لتوفير إمدادات غذائية بكميات مناسبة، وتحسين خطط إدارة العرض والطلب وكفاءة استخدام الطعام، وتحسين البنية التحتية لإعادة التدوير والمعالجة، وأخيراً تستهدف الركيزة الخامسة التزام المنشآت المعنية بإنتاج الغذاء وتوزيعه بالحدِّ من فَقْدِ الغذاء وهَدْرِه من خلال رسم خطط عمل للحدِّ من هَدْرِ الغذاء لكلِّ قطاع، واعتماد التقنيات المبتكرة للحدِّ من الفَقْدِ والهَدْر.
وتهدف استراتيجية الهيئة للحدِّ من الفَقْدِ والهَدْرِ إلى تأكيد الالتزام بمبادئ المسؤولية المجتمعية، وكفاءة إدارة الموارد الوطنية، بما يتوافق مع القيم الوطنية لدولة الإمارات، والاستفادة من الابتكار والتكنولوجيا الحديثة لتخفيض فَقْدِ الغذاء الذي يُقَدَّر بنحو ثلث الغذاء المتاح للاستهلاك، إضافةً إلى الحدِّ من خسائر الاقتصاد الوطني الناتجة عن فَقْدِ الغذاء وهَدْرِه. وتهدف الاستراتيجية أيضاً إلى تخفيف الضغط على الموارد الطبيعية والبيئية اللازمة لإنتاج الغذاء، والمحافظة على استدامتها للأجيال المقبلة، وتطوير القدرات الوطنية اللازمة لقياس مستوى فَقْدِ الغذاء وهَدْرِه ورَصْدِه وتقييمه بصورة منتظمة، وتحفيز المجتمع والمنشآت إلى تبنّي سلوكيات إيجابية لترشيد استهلاك الغذاء وتقليل الفَقْدِ والهَدْر، وزيادة العائد الاقتصادي للمزارعين ومنتجي الغذاء، وزيادة الغذاء المتوافر للاستهلاك.
تتضمَّن الاستراتيجية العديد من المبادرات والبرامج، ويأتي في مقدمتها حملة التوعية تحت شعار «معاً لتدوم النعم» الرامية إلى تغيير السلوك فيما يتعلَّق بإنتاج واستهلاك الغذاء من المزرعة إلى المائدة، وتنفيذ البرامج التدريبية للعاملين في المنشآت الزراعية الغذائية والحملات الإرشادية، وتوعية مختلف شرائح المجتمع وحثّهم على ترشيد الاستهلاك وتقليل الهَدْرِ لضمان استدامة الأمن الغذائي، فالممارسات السليمة في التعامل مع الغذاء تسهم في الحدِّ من تَلَفِ الغذاء؛ لأنه من أهمِّ أسباب فَقْدِ الغذاء وهَدْرِه في سلسلة إنتاج الغذاء وتوزيعه.
وقال سعادة سعيد البحري العامري، المدير العام لهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية: «في ضوء التزامنا الراسخ بتحقيق التنمية الزراعية المستدامة، وما يتصل بها من أهداف اقتصادية واجتماعية وبيئية، نُعلن عن إطلاق استراتيجية متكاملة للحدِّ من الفَقْدِ والهَدر في سياق خطة طموحة، وضمن مبادرات الخطة التأسيسية المعتمَدة في إمارة أبوظبي، وتعدُّ هذه الاستراتيجية جزءاً من خطتنا الاستراتيجية التي تحظى بدعم مباشر من سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، ما يعكس التزام سموّه الراسخ بتعزيز منظومة الأمن الغذائي وتحقيق أهداف استراتيجية الدولة، لتكون إحدى أفضل دول العالم في مؤشرات الاستدامة والحفاظ على الموارد، إضافةً إلى تحقيق التناغم بين استراتيجية الحدِّ من الفَقْدِ والهَدْر وخطة أبوظبي، التي تستند إلى مفهوم التنمية الشاملة والمستدامة».
وأضاف سعادته: «إنَّ استراتيجية الحدِّ من الفَقْدِ والهَدْرِ على مستوى إمارة أبوظبي تشمل مجموعة متكاملة من الإجراءات والمبادرات التي تستهدف جميع جوانب السلسلة الغذائية، من الإنتاج إلى التوزيع والاستهلاك، وتشكِّل خطوة فعّالة نحو تعزيز الاستدامة والتحكُّم في تأثيرات هَدْرِ وفَقْدِ الغذاء، ونحن ملتزمون بتحقيق أهداف هذه الاستراتيجية من خلال تفعيل مبادرات وبرامج متعددة، منها حملات التوعية والتدريب للعاملين في المنشآت الزراعية والغذائية، وحملات توعية للمجتمع تحت شعار (معاً لتدوم النعم)، بهدف تحفيز السلوك الإيجابي والمستدام في استهلاك الغذاء وتقليل الهَدْر، وكلُّنا ثقة بأنَّ هذه الاستراتيجية ستسهم بشكل فعّال في تحقيق الأمن الغذائي، والحدِّ من تأثيرات هَدْرِ الغذاء في البيئة والاقتصاد الوطني، وتحقيق مستقبل غذائي أكثر استدامة وفاعلية».
وحثَّ سعادته جميع الفاعلين في القطاعين الحكومي والخاص وأفراد المجتمع على التفاعل والمشاركة الإيجابية في تنفيذ مبادرات وبرامج الاستراتيجية، لضمان الحدِّ من فَقْدِ الغذاء وهَدْرِه وتحقيق الاستدامة الغذائية للأجيال المقبلة.