حقَّقت شركة براكة الأولى التابعة للائتلاف المشترك بين مؤسَّسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو)، إنجازاً مهماً تمثَّل في إتمام عملية إعادة تمويل محطات براكة للطاقة النووية بالتعاون مع مؤسَّسات مالية إماراتية.
شركة براكة الأولى، المسؤولة عن الجوانب المالية والتجارية لمحطات براكة، أعادت تمويل الرصيد المستحق بالكامل بموجب تسهيلات القرض من بنك التصدير والاستيراد الكوري الذي يُعدُّ وكالة ائتمان الصادرات في جمهورية كوريا، والتي تمَّ الالتزام بها في عام 2016، وتخصُّ إنشاء وتطوير محطات براكة. واستكملت عملية إعادة تمويل تسهيلات قروض البنك الكوري من خلال تسهيلات قرض جديد يموِّله اثنان من البنوك الإماراتية الريادية، هما بنك أبوظبي التجاري وبنك أبوظبي الأول. التمويل يكشف عن ثقة المستثمرين بالمشروع، ويبرهن على التأثير الإيجابي لمحطات براكة في اقتصاد دولة الإمارات، فضلاً عن الفوائد التي تحقَّقت على مستوى سلسلة الإمداد المحلية وتوفيرها عدداً كبيراً من فرص العمل لمواطني الدولة.
وتمثِّل عملية إعادة التمويل تطوراً طبيعياً في مسيرة تطوير محطات براكة من خلال التشغيل التجاري لثلاثٍ من محطات براكة، التي بدأت بإنتاج الكهرباء الصديقة للبيئة لدولة الإمارات على نحو تجاري وعلى مدى الساعة، بينما بدأت المحطة الرابعة حديثاً مرحلة الاستعدادات التشغيلية.
وبهذه المناسبة، قال سعادة محمد إبراهيم الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسَّسة الإمارات للطاقة النووية: «يُعدُّ نجاح شركة براكة الأولى في إتمام عملية إعادة تمويل محطات براكة خطوةً مهمةً في مسيرة تطوير هذا المشروع الذي أصبح ركيزة أساسية للتنمية المستدامة في دولة الإمارات، إلى جانب كونه نموذجاً مرجعياً جديداً للعالم فيما يخصُّ تطوير مشاريع الطاقة النووية، وهو ما يسلِّط الضوء على أنَّ مشاريع الطاقة النووية الجديدة مثل محطات براكة قابلة للتمويل ويمكن إنجازها في الوقت المناسب، مع مواصلة الالتزام بأعلى معايير السلامة والجودة».
وأضاف الحمادي: «نحن فخورون بمشاركة اثنين من أكبر البنوك في دولة الإمارات العربية المتحدة في توفير التمويل للبرنامج النووي السِّلمي الإماراتي، ما يؤكِّد العوائد طويلة المدى لمحطات براكة في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام في الدولة».
ومن جهته، قال ناصر الناصري، الرئيس التنفيذي لشركة براكة الأولى: «نُثَمِّن الدور الذي أدّاه بنك التصدير والاستيراد الكوري خلال مرحلة تطوير محطات براكة. وبينما ننتقل الآن إلى المرحلة التالية والتشغيل الكامل، نفخر بالثقة التي تحظى بها محطات براكة والتي تظهر جليةً من خلال هذا الاستثمار الجديد من بنك أبوظبي التجاري وبنك أبوظبي الأول، ونتطلَّع إلى الستين عاماً المقبلة التي ستواصل محطات براكة خلالها إنتاج الكهرباء الصديقة للبيئة لدولة الإمارات».
وتُؤدي محطات براكة دوراً ريادياً في تحقيق أهداف مبادرة الدولة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، إذ تُنتج الكهرباء الصديقة للبيئة على مدى الساعة، وتحُدُّ من إطلاق ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية. وتركِّز مؤسَّسة الإمارات للطاقة النووية حالياً على تعزيز الابتكار في تقنيات الطاقة النووية الجديدة، ومنها المفاعلات المعيارية المصغَّرة والوقود الاصطناعي والهيدروجين الخالي من الانبعاثات الكربونية، بهدف دعم مسيرة الانتقال لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة في الدولة.
وكان لمحطات براكة دورٌ محوريٌّ في تطوير قطاع الطاقة في الدولة بهدف الاعتماد على المصادر الصديقة للبيئة، إذ قادت عملية تسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في الدولة. وفور تشغيلها تجارياً، ستعمل المحطة الرابعة من محطات براكة على زيادة إجمالي قدرة محطات براكة على إنتاج الكهرباء الصديقة للبيئة إلى 5.6 جيغاواط، أي ما يعادل 25% من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء، وتوفير أكثر من 40 تيراواط من الكهرباء سنوياً.