شهد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان حفل تخريج دفعة عام 2023 من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وهي الدفعة الثانية من خريجيها، وتضم 59 طالباً حصلوا على شهادات الماجستير في تخصصات الذكاء الاصطناعي الرئيسية، والتي تشمل الرؤية الحاسوبية وتعلّم الآلة ومعالجة اللغات الطبيعية.
حضر الحفل معالي الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، سفير الدولة لدى المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف (COP28)، ورئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والبروفيسور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والبروفيسور الجامعي؛ إلى جانب مجموعة من أعضاء مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والهيئة التدريسية فيها، وذلك في مركز أبوظبي للطاقة.
وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: "القيادة في دولة الإمارات حريصة على بناء القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي وتسخير إمكاناته وقدراته لخدمة الإنسانية، خاصةً وأن أهميته تزداد في مختلف جوانب الحياة. وتستمر جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في تعزيز سبل الاستفادة من هذه التكنولوجيا عبر البحوث المتقدمة، والتعاون الاستراتيجي مع العاملين في المجال الصناعي، ولا سيما من خلال إعداد الجيل القادم من خبراء الذكاء الاصطناعي".
وأضاف: "أهنئ جميع الخريجين وأتمنى لهم مستقبلاً ناجحاً، وكلي ثقة بأن دفعة عام 2023 ستساهم في تحقيق تأثير اجتماعي واقتصادي إيجابي، وستطور حلولاً ملموسة من شأنها أن تساهم في معالجة بعض التحديات الرئيسية التي تواجه العالم، خاصة في مجالات المناخ والرعاية الصحية والتعليم. وسيساهم نشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات والصناعات في تسريع عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام في دولة الإمارات، بالتزامن مع تعزيز كفاءة إنتاج واستخدام الطاقة وخفض الانبعاثات في القطاعات التي يصعب خفضها فيها".
وأردف معاليه: "تستضيف دولة الإمارات مؤتمر الأطراف (COP28) في شهر ديسمبر المقبل، وهو الحدث الذي نفخر بتنظيمه، ونتعامل معه بتواضع تام وإدراك كبير للمسؤولية الملقاة على عاتقنا وأهمية المواضيع والمخرجات التي ستؤثر على مستقبل البشرية. لذلك، علينا تسخير كل الأدوات والإمكانات المتاحة لتحقيق تقدم ملموس في العمل المناخي على مستوى العالم، ولا شك بأن الذكاء الاصطناعي هو أحد أهم الأدوات التي تسهم في تحقيق هذا الهدف".
واختتم معالي الدكتور الجابر قائلاً: "في عالم أصبح أكثر تعقيداً وأكثر انفتاحاً على الفرص، أنتم – خريجي دفعة 2023 – أكثر قدرة على ابتكار الحلول التي من شأنها النهوض بدولة الإمارات والعالم".
وتضمُّ دفعة هذا العام 59 خريجاً، من بينهم 32 تخرَّجوا في برنامج تعلُّم الآلة، و20 في برنامج الرؤية الحاسوبية، وسبعة في برنامج معالجة اللغات الطبيعية. وتضمُّ الدفعة خريجين من 25 جنسية من دول مثل الصين والإمارات والهند وباكستان وكازاخستان والمجر وإيطاليا والأردن، ما يسلِّط الضوء على التزام الجامعة بإرساء بيئة تعليمية متنوعة وشاملة تجذب أفضل المواهب من جميع أنحاء العالم.
وقد التحق أكثر من نصف الخريجين ببرامج تدريبية في المجال الصناعي، تهدف إلى إعدادهم لمواصلة مسيرتهم المهنية ليصبحوا مبدعين وصنّاع تغيير في مجالات الرعاية الصحية والتكنولوجيا والطاقة والنقل فضلاً عن القطاع الحكومي. وحظيت 17 ورقة بحثية عمل عليها طلاب دفعة عام 2023 بالقبول في مؤتمرات رائدة وبالنشر في مجلات علمية بارزة، مثل مؤتمر الرؤية الحاسوبية والتعرُّف إلى الأنماط، الذي ينظِّمه معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات/ مؤسَّسة الرؤية الحاسوبية 2023، ومجلة «فيزيكس إنرجي»، ومجلة «أكسس» التابعة لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات. ودُعِيَ العديد من الطلاب لتقديم ورش عمل في مؤتمرات عالمية، بما في ذلك مؤتمر جمعية اللغويات الحاسوبية 2022، ومؤتمر نظم معالجة المعلومات العصبية 2022، والمؤتمر الدولي حول تمثيلات التعلُّم 2023.
وشهد الحفل استعراض جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لمجموعة واسعة من أبحاثها، حيث قام أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب بعرض المشاريع الحالية وسلطوا الضوء على الأركان البحثية الرئيسية الثلاثة للجامعة والتي تشمل الصحة والمناخ والتعليم. واطلع ضيوف الحفل والحضور على الأبحاث الحيوية التي تُجرى حالياً في الجامعة، ومدى أهمية هذه المشاريع الرائدة التي توظف الذكاء الاصطناعي في إيجاد حلول للمشاكل الأكثر إلحاحاً التي تواجه البشرية.
من جهته، قال البروفيسور إريك زينغ: "نشهد الآن مرحلة محورية يوجه فيها العالم بأسره اهتمامه نحو الذكاء الاصطناعي. ونحن محظوظون لكوننا في الإمارات العربية المتحدة، فمن خلال حجمها ومواردها وطموحها، رسخت الدولة مكانتها مركزاً عالمياً للابتكار يجذب أعظم العقول في هذا المجال من حول العالم. أتوجه بالتهنئة لطلاب دفعة العام 2023 فيما ينطلقون في مسيرتهم التالية في هذه المرحلة المحورية في مجال الذكاء الاصطناعي، وأشجعهم على تعزيز حبهم للاستكشاف ومواصلة التعلّم وفهم العالم، ولكن الأهم من ذلك التفكير بعمق في كيفية استخدام إمكانات الذكاء الاصطناعي لإحداث تأثير إيجابي في العالم".
كما مثَّل طلابُ دفعة 2023 جامعةَ محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في أبرز مسابقات الهاكاثون على الصعيدين المحلي والعالمي؛ إذ حصدوا المركزين الأول والثاني في «هاكاثون معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات حول تكنولوجيا اللغة المنطوقة» الذي نظَّمه معهد قطر لبحوث الحوسبة، فضلاً عن مشاركتهم في «هاكاتون تطبيقات الفضاء» الذي أطلقته «جي 42»، والتحدي الذي أطلقته «جيتكس» بالتعاون مع «عالم الذكاء الاصطناعي» لتصميم منشور، وسلسلة «هاكاثون روّاد الصناعة 4.0» التي أطلقتها وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة و«إيدج»، وتحدي قوة المستقبل الذي أطلقته «سيسكو»، و«هاكاثون المواصلات» الذي نظَّمته هيئة الطرق والمواصلات بدبي، و«هاكاثون تكنولوجيا الزراعة» الذي أطلقته هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، ومشاركات أخرى عديدة.
وأكَّد 46% من الخريجين حصولهم على وظائف أو التحاقهم ببرنامج الدكتوراه أو برامج تدريبية مدفوعة أو شركات ناشئة، وقد حصل بعضهم على وظائف في مؤسَّسات رائدة مثل شركة أبوظبي للنقل والتحكُّم (ترانسكو)، وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وشرطة أبوظبي، وشركة «جي 42» للرعاية الصحية، والمعهد التأسيسي للذكاء الاصطناعي، وشركة «سناب شات» في المملكة المتحدة.