في إطار حرصها على غرس حب القراءة وجعلها أسلوب حياة لدى الأجيال الناشئة، ولكي تكون عادة القراءة جزءاً من الهوية الوطنية، نظمت كلية الإمارات للتطوير التربوي جلسة قرائية استضافت خلالها الظبي المهيري أصغر ناشرة ورائدة أعمال إماراتية، وذلك ضمن مبادرة "أنا أقرأ" بالتزامن مع شهر القراءة ، ويوم الطفل الإماراتي، بهدف تعزيز البناء المعرفي لدى الطلاب من الأطفال، وتمكينهم من المهارات القرائية وتنميتها لديهم، لما لها من دور كبير في توسعة آفاقهم المعرفية، وإثراء مداركهم الذهنية، واهميتها في بناء الإنسان.
واستقطبت الجلسة التي تم تنظيمها في مكتبة ومركز دعم التعلم في الكلية تماشياً مع محاور الاستراتيجية الوطنية للقراءة التي تمتد حتى عام 2026، مجموعة كبيرة من طلبة المدارس من مختلف الفئات العمرية، الذين بدورهم استمعوا إلى ضيفة الجلسة خلال قراءتها لمجموعة من القصص التي ألفتها، وبداية مشوراها في الكتابة والتأليف، ما أتاح للطلبة مساحة تفاعلية كانت حافز لهم لتطوير عاداتهم القرائية والكتابية في الحاضر والمستقبل.
وعلى هامش فعالياتها وأنشطتها الخاصة والمتنوعة بشهر القراءة استضافت كلية الإمارات للتطوير التربوي أيضاً عدد من المؤلفين وصناع المحتوى المبدعين بحضور 160 طالب وطالبة من عدة مدارس بإمارة أبوظبي. ومنهم؛ الطفلة تاليا وليد علي وهي أصغر صانعة محتوى في الوطن العربي، والتي بدورها شاركت الطلاب محاضرة عن القراءة، والسيدة سميرة العسكري نائب مدير الشؤون الأكاديمية في الكلية، التي سردت بعض القصص الشيقة للطلاب ودعتهم لممارسة نشاط القراءة، كما أخذت الأستاذة نورة خوري وهي كاتبة إماراتية الطلاب في رحلة عبر الحكايات والقصص وقراءتها.
وتعليقاً على احتفاء دولة الإمارات بالقراءة ويوم الطفل الإماراتي، قالت الدكتورة مي الطائي مديرة كلية الإمارات للتطوير التربوي: " إن اهتمام قيادة دولة الإمارات الرشيدة في القراءة وجعلها نشاطاً مؤسسياً في الدولة، ساهم في أن تكون قيمة متجددةً ومرنةً، وعنصراً أساسياً في مسيرتنا نحو المستقبل، ولذلك نسعى في الكلية من خلال فعالياتنا الخاصة بالقراءة، إلى تنمية مهارات القراءة لدى طلبة المدارس من الأطفال وإتاحة الفرصة أمامهم لاكتساب المهارات القرائية، ضمن أجواء تفاعلية تخلق روح المنافسة بينهم، وتعزز حب القراءة لديهم لتكون هوية تعكس ثقافتنا، وجسراً للتمكين المعرفي".
وأضافت الطائي: " نحاول تعزيز حب القراءة لدى أبنائنا الطلبة لتتحول لديهم إلى شغف ومنهج حياة، وليس مجرد فرض مدرسي، ومن خلال اشراك المتفوقين والنماذج الملهمة من الموهوبين كالظبي، لنخلق بيئة تنافسية لدى الطلاب للاقتداء بهم، بما سيسهم في تحقيق أهدافنا الرامية إلى بناء جيل يقرأ، ولتحقيق هذه الأهداف علينا أن نعزز دور الأسرة والأسرة التربوية والمجتمع لجعل القراءة عادة يومية وثقافة مجتمعية".
وعملت كلية الإمارات للتطوير التربوي على توزيع أعمال المؤلفة الموهوبة وقصصها للطلبة من الأطفال المشاركين في الجلسة القرائية، لدعم أعمالها واتاحت الفرصة أمامها للتوقيع عليها لتشجيع الطلبة وتوسعة مداركهم حول فوائد القراءة والمتعة منها، ودورها في تأهيلهم ليكونوا مؤثرين وموهبين في المستقبل".
وخلال الجلسة تعرف الطلاب على الظبي المهيري، التي تعد أصغر ناشرة ورائدة أعمال إماراتية وعمرها 8 سنوات، وقد بدأت مشروعها رينبو جمني وهي في عمر السادسة ومنحت لقب أصغر ناشرة إماراتية في سن السابعة، وايضاً قد فازت بالمركز الثالث ضمن متسابقات بيرل كويست المقامة في إكسبو 2020 دبي في جناح المرأة، والتي دخلت موسوعة غينيس لأول مره في سن السابعة كأصغر ناشرة في العالم بلغتين، وهي الآن مرشحه لنيل لقب أصغر ناشرة في العالم بلغتين لسلسلة كتبها.
وجدير بالذكر أن مبادرة "أنا أقرأ" التي أطلقتها كلية الإمارات للتطوير التربوي العام الماضي، تستهدف جميع المهتمين بالقراءة بما فيهم الطلاب والمعلمين من جميع المدارس، بهدف غرس حب القراءة فيهم من خلال المشاركة مع المعلمين في مجموعة من الأنشطة التفاعلية، والتي تجعل هؤلاء الطلبة يدركون المتعة والفوائد التي يجنون عليها من القراءة، وبالتالي تتحول القراءة لديهم إلى شغف وليس مجرد واجب مدرسي.