افتتحت جامعة أبوظبي أول مختبر كمومي أكاديمي عالمي المستوى في إمارة أبوظبي، بالتعاون مع «مجموعة فيرنويل» المكونة من «أكاديمية فيرنويل» المتخصصة في الموارد التعليمية والبحث والتطوير، وشركة «فيرنويل للاستشارات الإدارية»، ليكون مركزاً للبحث العلمي التعاوني يجمع الطلاب والباحثين والخبراء المهتمين باستكشاف آفاق تقنيات الكم وتبادل المعارف واكتساب مهارات مبتكرة والتعامل مع التحديات المعقدة التي تتجاوز حدود الحسابات الكلاسيكية ومعالجتها، ما يتيح إجراء دراسات معمَّقة في التشفير الكمي والتطوير والبلوكتشين الكمي والعديد من المجالات المتطورة الأخرى.
افتُتح المختبر الكمومي بحضور البروفيسور غسان عواد، مدير جامعة أبوظبي، والدكتور منتصر قسايمه، أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة أبوظبي، وملك طرابلسي لوب، المدير التنفيذي لمجموعة فيرنويل، والدكتور ربيع محمود، اختصاصي التشفير الكمومي في أكاديمية فيرنويل، إلى جانب عدد من مسؤولي جامعة أبوظبي ومجموعة فيرنويل.
يمثِّل المختبر جزءاً أساسياً من مركز تقنيات DARQ للتعلم والابتكار التعاوني، وسيستخدمه الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفون حاضنةً مبتكرةً لرعاية الإبداع وبراءات الاختراع وتسويق حلولٍ تفتح آفاقاً جديدة في مجال تقنيات DARQ، التي تشمل الحوسبة الكمومية. وسيسهم المختبر في إعادة رسم ملامح مشهد التعليم والبحث الكمِّي في المنطقة، وسيوفر خبرات تعليمية عملية لإعداد الجيل المقبل من المهنيين ورفدهم بالمهارات المطلوبة في عصر التقنيات الكمومية.
وقال البروفيسور غسان عواد، مدير جامعة أبوظبي: «يشكل افتتاحنا لمختبر الكم خطوة بارزة في مسيرة جامعة أبوظبي لتعزيز تقنيات الكم وتزويد طلابنا وأعضاء هيئة التدريس والمجتمع بالموارد والأدوات اللازمة للنهوض بهذه التقنيات وتسخيرها لخدمة الأجيال وتمهيد الطريق لهم لمستقبل مبتكر وواعد. وأخذت جامعة أبوظبي على عاتقها مهمة تعزيز الابتكار واستثماره في أحدث التقنيات ومنها ميكانيكا الكم، وإعداد طلابنا لمستقبل سريع التطور».
وقالت ملك طرابلسي لوب، المدير التنفيذي لمجموعة فيرنويل: «تعتز مجموعة فيرنويل بالتعاون مع جامعة أبوظبي، إحدى منارات العلم والابتكار في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تحظى بقيادة حكيمة تشجع على التطور والإبداع في جميع المجالات، ومنها الحوسبة الكمومية، التي نرى أنها ضرورية لإطلاق العنان لإمكانيات لا حدود لها في عالم اليوم. وتحرص مجموعة فيرنويل على تكريس جهودها لدفع عجلة التقدم في هذا المجال التطويري، تماشياً مع الرؤية المستقبلية لدولة الإمارات العربية المتحدة.»
وأضافت طرابلسي: «تجسد شراكتنا مع جامعة أبوظبي التزامنا الثابت بتطوير التعليم الكمومي وصقل مهارات الكوادر المهنية، ونتطلع معاً إلى بناء مستقبل تُستثمر فيه الإمكانات الحقيقية للحوسبة الكمومية، وتُعزز فيه قدرات الأفراد. وتسرنا هذه الشراكة التي أتاحت لنا المجال للإسهام في تنفيذ رؤية دولة الإمارات لتحقيق الريادة التقنية وبناء مستقبل أكثر إشراقاً للجميع».
وتسعى جامعة أبوظبي من خلال شراكتها الاستراتيجية مع فيرنويل إلى استثمار هذا المختبر المتطور والمجهز بالحاسوبين الكموميين النقالين »سبين كيو تراينجيليوم ميني« و«جيمني ميني» اللذين يعتمدان على الرنين المغناطيسي النووي، لدعم دراسات الطلاب والباحثين والوصول إلى تقنيات الحوسبة الكمومية في مجال التعليم. وباعتماد جامعة أبوظبي لتعليم علوم الكم، فإنها تضمن حصول الطلاب على المعرفة والمهارات العملية في الخوارزميات الكمِّية وتصميم الدارات الإلكترونية والتشفير الكمي.
ويمثّل جهاز «سبين كيو تراينجيليوم ميني للرنين المغناطيسي النووي» حاسوباً كمومياً ثلاثي الكيوبت (الكيوبت هي وحدة قياس في الحوسبة الكمية) يعتمد على تقنية الرنين المغناطيسي النووي، مما يوفر للطلاب الفرصة لاستكشاف خوارزميات كمومية معقدة مثل تحويل «فورييه» الكمومي وخوارزمية «جروفر» للبحث. بينما يوفر حاسوب «جيمني ميني للرنين المغناطيسي النووي» نظاماً للحوسبة الكمومية مكوناً من 2 كيوبت مع واجهة استخدام تعمل باللمس. ويتيح هذا الحاسوب للطلاب التعرف على الدارات الكميَّة المخصصة ومتابعة دورات تعليمية عن الحوسبة الكمومية متوفرة في الجهاز تشمل المفاهيم الأساسية والموضوعات الأكثر تعقيداً، ولأن الحاسوب «جيمني ميني للرنين المغناطيسي النووي» من النوع النقال فهو سهل التوصيل بالحواسيب الكمومية الأخرى لإنشاء شبكة من الحواسيب الكمومية.