شهد سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، رئيس مجلس أمناء أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، في مبنى الأكاديمية في أبوظبي، حفل تخريج دفعة «صُنّاع الغَد» من طلبة الأكاديمية للعام الدراسي 2022 - 2023. وبلغ عدد الخريجين 66 طالباً وطالبة من الدفعة الثامنة من دبلوم الدراسات العليا في الدبلوماسية الإماراتية والعلاقات الدولية، والدفعة الخامسة من برنامج ماجستير الآداب في الشؤون الدولية والقيادة الدبلوماسية، والدفعة الثانية من برنامج ماجستير الآداب في الأعمال الإنسانية والتنموية.
وأعرب سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عن فخره بالإنجازات التي حقَّقها الخريجون، وقال سموّه: «اليوم يمثِّل بدايةَ رحلةٍ مليئةٍ بالفرص والتحديات، حيث ترسمون صورة وطنكم في المشهد العالمي، وتحفرون اسم دولة الإمارات في قلوب الملايين، من خلال ترسيخ مبادئ الاحترام والتسامح والسلام والشمولية. إنَّها لحظة فخر وإنجاز تستحقونها بجدارة، لقد عملتم بجدٍّ واجتهاد طوال دراستكم في هذا الصرح الأكاديمي والدبلوماسي المميَّز، وهذا الإنجاز يعكس التفاني والتفوُّق الذي قدَّمتموه خلال رحلتكم الأكاديمية».
وأضاف سموّه: «إنَّ الدور المتنامي لدولة الإمارات، وتأثيرها الفعّال في مختلف القضايا الدولية، يجعلنا في واجهة العمل الدبلوماسي، ويفرض علينا التزوُّد بالمعرفة العميقة، وتسخير الأدوات التحليلية كافة للإسهامة في صياغة القرارات المصيرية للأجيال الحالية والمستقبلية».
وأوضح سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أنَّ: «المشهد الدبلوماسي المعاصر تغيَّر كثيراً، وتقع على عاتق الدبلوماسية الإماراتية مسؤولية كبيرة في تقريب وجهات النظر بما يعود بالنفع على البشرية جمعاء. لا ريب أنَّ استضافة دولة الإمارات لقادة دول العالم والوفود المشاركة في مؤتمر الأطراف (كوب 28)، وإقرار (اتفاق الإمارات) التاريخي للعمل المناخي في ختام أعمال المؤتمر شكَّلا نموذجاً عكس نجاح دولة الإمارات في توحيد الجهود الدولية للحفاظ على كوكبنا وحمايته للأجيال المقبلة».
وخاطب سموّه الطلبة قائلاً: «تذكَّروا دائماً أنَّ مسيرة التعلُّم لا تنتهي بشهادة التخرُّج، عالم الدبلوماسية والشؤون الدولية متغيِّر باستمرار، ويتطلَّب التفاعل مع التحديات والفرص الجديدة، استمروا في بناء معرفتكم وتنمية مهاراتكم، وكونوا دائماً على استعداد للإسهام في بناء عالم أفضل، وأؤكِّد أنَّ الأبواب مفتوحة أمامكم، ومسيرة التنمية ستتواصل بإسهاماتكم ومواهبكم».
وأضاف سموّه: «المهارات التي اكتسبتموها في هذا الصرح الأكاديمي من فنون التفاوض الدبلوماسي، وفهم الرؤى العالمية، والتواصل مع مختلف الثقافات، هي أدوات تتيح لكم فرصاً هائلة لترسيخ مكانة دولة الإمارات منارةً للتنمية والابتكار، وتتيح لكم أيضاً دعم منظومتنا الدبلوماسية للعمل فريقاً واحداً لمواصلة النجاحات والإنجازات، ولدفع رؤيتنا الوطنية والمستقبلية، والتأكيد على أنَّ دولة الإمارات هي حقاً أرض الطموحات والمحبة والأمان».
وقال سعادة نيكولاي ملادينوف، المدير العام لأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، مخاطباً الخريجين: «لقد كانت سنوات التحاقكم بالأكاديمية عنواناً للتميُّز والإبداع ومواصلة طريق العلم والمعرفة، العلم الذي تتقدَّم به الأمم، وترتقي به الحضارات، وتزدهر به الشعوب، لقد كنتم وما زلتم تسهمون في إحداث تغيير إيجابي وفعّال في عالمنا، واليوم نشهد تخرُّجكم وأنتم متسلحون بالعلم والمعرفة والمهارات والقدرات اللازمة التي تمكِّنكم من تحقيق مستقبلكم في أروقة الدبلوماسية العالمية».
وأضاف: «في الوقت الذي يواجه فيه العالم العديد من التحديات والمتغيرات المتسارعة، يتنامى الدور المحوري للأكاديمية لتعزيز الجهود الدبلوماسية، ما يسهم في صياغة مستقبل يسوده السلام، ويمكِّنها من مشاركة الجهود تعزيز الاستدامة، بالتزامن مع عام الاستدامة الذي يمثِّل مرحلة جديدة تسلِّط الضوء على أهمية الاستدامة، ما يعزِّز أيضاً مبادئ العمل الجماعي، ويسهم في حماية الموارد والمجتمع والكوكب كاملاً، ومن هنا، لا بدَّ من أن يمتلك لعاملون في السلك الدبلوماسي، الطموح والشغف والرؤية الثاقبة التي تسهم في تحقيق هذه التغييرات الإيجابية لوطنهم وللعالم أجمع».
وتابع: «أهدافنا في إعداد أجيال من الدبلوماسيين لن تتحقَّق إلا باستكمال مسيرة العلم والمعرفة، فالتعلُّم بحد ذاته هو مسيرة متزامنة مع حياة الدبلوماسي المميَّز، وهذا ما سعينا على غرسه في نفوسكم طيلة فترة دراستكم، وهو ما يجب أن يستمرَّ معكم في رحلتكم المهنية في عالم الدبلوماسية، لتخدموا وطنكم وترفعون رايته عالياً».
وخلال الحفل، أعلن الدكتور محمد ابراهيم الظاهري، نائب مدير عام الأكاديمية، عن تأسيس رابطة خريجي أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية التي تهدف إلى تفعيل التواصل وتأصيل الروابط بين الخريجين بعد مرحلة التخرُّج، بحيث ترافق الأكاديمية طلبتها خلال سنوات الدراسة وبعد تخرُّجهم، متابعةً تطوُّرهم المهني وإنجازاتهم العملية والعلمية، بما يحقِّق أهداف الأكاديمية في تنشئة دبلوماسيي المستقبل القادرين على مواجهة التحديات الراهنة، ويضمن تعزيز وترسيخ مكانة دولة الإمارات إقليمياً وعالمياً.
يُذكّر أنَّ الاكاديمية، ومنذ تأسيسها عام 2014، التزمت بتزويد طلبتها من الدبلوماسيين، وقادة الشؤون الخارجية المستقبليين بالخبرات النظرية والعملية للعمل الدبلوماسي، وحرصت على تزويدهم بآليات الاستفادة من الفرص المتاحة لمعرفة التحديات الإقليمية والعالمية، والعمل على دعم مكانة دولة الإمارات وتعزيز وجودها الدبلوماسي على الساحة الدولية.