تحت رعاية سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، افتتح سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، فعاليات الأسبوع العالمي للغذاء الذي يواصل فعالياته حتى 28 نوفمبر 2024، في مركز أدنيك أبوظبي، إضافة إلى القمة العالمية للأمن الغذائي، التي يشارك فيها 21 وزيراً ومسؤولاً حكومياً من صناع القرار في مجال الأمن الغذائي العالمي.
وأكَّد سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان أنَّ دولة الإمارات بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تضع الاستدامة والابتكار في صميم جهودها لتعزيز الأمن الغذائي العالمي، وتسعى جاهدةً إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الدول الشقيقة والصديقة. وأوضح سموّه أنَّ هذه الجهود تنطلق من إيمان دولة الإمارات الراسخ بأهمية التعاون الدولي لمواجهة التحديات المتزايدة في هذا المجال الحيوي.
وقال سموّه بمناسبة افتتاح فعاليات الأسبوع: «يشكِّل الأمن الغذائي إحدى الركائز الأساسية للتنمية المستدامة والاستقرار. ومن هذا المنطلق، تلتزم دولة الإمارات باستقطاب أحدث الابتكارات، وتطوير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات المناخية التي تؤثِّر على سلاسل الإمداد الغذائي».
وأضاف سموّه: «يعزِّز هذا الحدث مكانة دولة الإمارات كوجهة عالمية للحوار والعمل المشترك، ويؤكِّد التزامنا بدعم المبادرات الدولية التي تُسهم في تعزيز الأمن الغذائي العالمي. وتنطلق هذه الجهود من الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، التي تهدف إلى جعل دولة الإمارات الأفضل عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي بحلول عام 2051، من خلال بناء منظومة إنتاج مستدامة، وتوظيف التقنيات الذكية في الزراعة، وتعزيز سلة الغذاء الوطنية».
وأكَّد سموَّه أنَّ دولة الإمارات ستواصل دورها الريادي في دعم المشاريع والمبادرات التي توفِّر حلولاً مستدامة لضمان الأمن الغذائي للجميع.
وقام سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان بجولة في أروقة المعرض، رافقه خلالها عدد من الشيوخ والوزراء وسفراء الدول المشاركة وكبار الشخصيات، حيث توقَّف سموّه أمام عدد من الأجنحة العارضة، وتعرَّف على طبيعة مشاركتها وما تقدِّمه من جديد في عالم الغذاء.
حضر الافتتاح معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، ومعالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغيُّر المناخي والبيئة، ومعالي علياء بنت عبدالله المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال، ومعالي علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي في جمهورية مصر العربية الشقيقة، وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين والخبراء الدوليين، وممثلون عن المنظمات الإقليمية والدولية والجهات الداعمة لجهود الأمن الغذائي.
وأكَّدت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك أنَّ دولة الإمارات بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تضع تعزيز الأمن الغذائي المستدام ضمن أهم الأولويات التنموية، مع التركيز على توظيف الأمن الغذائي في مواجهة عدد من التحديات، منها التغيُّر المناخي، مشيرةً إلى سعي دولة الإمارات المستمر إلى ترسيخ الأمن الغذائي القائم على الابتكار في العالم من خلال مبادرات عالمية رائدة تهدف إلى خلق مستقبل آمن غذائياً للجميع. ولفتت إلى أنَّ الأسبوع العالمي للغذاء والقمة العالمية للأمن الغذائي في أبوظبي هما استمرار لهذا النهج، وتعزيز لمكانة الدولة كمحرِّك عالميٍّ للعمل التعاوني وإيجاد حلول لتحديات الأمن الغذائي المستدام.
وقالت معالي الضحاك في كلمة لها خلال افتتاح القمة العالمية للأمن الغذائي: «إنَّ تحوُّل نظم الغذاء إلى نظم مستدامة إحدى أهمَّ أولويات العالم. وإنَّ تحديات الأمن الغذائي الحالية مرتبطة بشكل وثيق بالعديد من تحديات التغيُّر المناخي المتنوّعة حول العالم، والمتمثّلة أهمُّها في نقصِ الأراضي الزراعية وشحِّ المياه واضطرابات الطقس. وهو ما يدفعنا في دولة الإمارات للدعوة المستمرة إلى العمل التشاركي من خلال تلك القمة وغيرها، من أجل إحداث تحوُّل حقيقي ومنظَّم لنظم الغذاء يشمل جميع البلدان».
وتطرَّقت معاليها إلى جهود دولة الإمارات العالمية في هذا الشأن منها «إعلان كوب 28 الإمارات بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخي»، ومهمة «الابتكار الزراعي للمناخ»، وألقت الضوء على الجهود المحلية للإمارات من خلال الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، التي تهدف إلى تطوير إنتاج محلي مستدام ممكَّن بالتكنولوجيا لكامل سلسلة القيمة، مشيرةً إلى أنَّ دولة الإمارات تصدَّرت دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على المؤشر العالمي للأمن الغذائي لعام 2022. وأكَّدت سعي الإمارات من خلال «المركز الزراعي الوطني» إلى ترسيخ قطاع زراعي محلي قوي ومرن، حيث يحشد المركز جهود الدولة في البحث والتطوير للابتكارات المتقدِّمة وتطبيقها في المجال الزراعي من أجل التغلُّب على تحديات القطاع، وزيادة الإنتاج المحلي مع رفع جودة المحاصيل الزراعية.
واختتمت معالي الضحاك: «إنَّ التعاون يحمل الكثير من الأمل لشعوب العالم لمواجهة التحديات الغذائية. ومن خلال تبادل المعرفة والخبرات، وإتاحة الفرص للاستثمار في أنظمة غذائية مرنة وقادرة على الصمود أمام كافة المتغيّرات العالمية، سنستطيع خلق مستقبل مستدام لشعوب العالم».
وأشاد سعادة سعيد البحري سالم العامري، المدير العام لهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، بالدعم اللامحدود والرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة لتعزيز منظومة الأمن الغذائي والاستدامة الزراعية، مثمِّناً الرعاية الكريمة لسموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، للأسبوع العالمي للغذاء والتي تعكس حِرص سموّه على دعم المبادرات الوطنية التي تُسهم في ضمان مستقبل غذائي مستدام للأجيال المقبلة.
وقال سعادته: «إنَّ توجيهات سموّه تشكِّل الحافز الأكبر لتحقيق تطلُّعات الإمارة في تعزيز مكانتها مركزاً عالمياً للابتكار في مجال الزراعة والأمن الغذائي، مشيراً إلى أنَّ الأسبوع العالمي للغذاء يمثِّل منصة استراتيجية لتعزيز التعاون الدولي في مجالات الزراعة المستدامة والأمن الغذائي، ويعكس التزام دولة الإمارات وإمارة أبوظبي بريادة الجهود الدولية لتحقيق الأمن الغذائي، وصياغة حلول عالمية تدعم استدامة الزراعة والغذاء والموارد الطبيعية للأجيال المقبلة».
وأضاف سعادته: «إنَّ القمة العالمية للأمن الغذائي تُعَدُّ أبرز فعاليات الأسبوع، حيث توفِّر منصة دولية رفيعة تجمع قادة الفكر وصنّاع القرار والخبراء من مختلف أنحاء العالم، لبحث التحديات الراهنة واستشراف مستقبل الأمن الغذائي العالمي. وتركِّز القمة على تعزيز التعاون الدولي، وإطلاق مبادرات مبتكرة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي والتغيُّر المناخي».
ولفت إلى أنَّ النموَّ الكبير الذي حقَّقته فعاليات مثل معرض أبوظبي الدولي للأغذية، ومعرض أبوظبي للتمور يعكس المكانة المرموقة التي تحتلها دولة الإمارات كمركزٍ عالميٍّ لاستقطاب الخبراء والمبتكرين في هذا القطاع الحيوي، ويؤكِّد دورنا المحوري في تعزيز استدامة الإنتاج الزراعي والغذائي، وتقليل الهدر، وإيجاد حلول متقدمة تخدم المجتمع الدولي.
وقال سعادة حميد مطر الظاهري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة أدنيك: «يسرُّنا في مجموعة أدنيك استضافة فعاليات الأسبوع العالمي للغذاء، الذي يُعَدُّ منصة عالمية رائدة تعزِّز الحوار والتعاون بين مختلف الجهات المعنية بقطاع الغذاء. ويأتي تنظيم هذا الحدث في إطار التزامنا الراسخ بدعم المبادرات العالمية الرامية إلى تحقيق الاستدامة في هذا القطاع الحيوي، انسجاماً مع رؤية قيادتنا الرشيدة نحو بناء مستقبل أكثر استدامة».
وأضاف: «إنَّ استضافة هذا الحدث تؤكِّد مجدَّداً مكانة أبوظبي كوجهة عالمية رائدة لدعم المبادرات الاستراتيجية التي تُسهم في مواجهة التحديات العالمية، حيث نوفِّر في مجموعة أدنيك بنية تحتية متكاملة وخدمات عالمية المستوى تضمن نجاح الفعاليات واستقطاب الخبرات والابتكارات في مختلف القطاعات، ومن ضمنها قطاع الغذاء».
وقال موضِّحاً: «نتطلَّع إلى تحقيق المزيد من الإنجازات المشتركة من خلال هذا الحدث، والعمل مع جميع الشركاء والمشاركين لدفع عجلة الابتكار والاستدامة، ما يُسهم في تعزيز الأمن الغذائي العالمي، وبناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة».
وإضافةً إلى القمة العالمية للأمن الغذائي، يشهد الأسبوع العالمي للغذاء، الذي تنظِّمه مجموعة أدنيك بالشراكة الاستراتيجية مع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، وبالتعاون مع وزارة التغيُّر المناخي والبيئة، ومجموعة مُصنِّعي الأغذية والمشروبات، شريك المعرفة للقمة، مجموعةً من الفعاليات والمعارض الدولية التي تسلِّط الضوء على أحدث الابتكارات والتقنيات. ويُسهم الحدث في إبراز الدور الريادي لدولة الإمارات في تشكيل مستقبل الأمن الغذائي والزراعة عالمياً، وتعزيز التعاون بين مختلف الجهات المعنية، بمن في ذلك المنتجون والمستهلكون والحكومات والمنظمات الدولية.
وشهد معرض أبوظبي الدولي للأغذية (أديف) في دورته الثالثة ضمن الأسبوع العالمي للغذاء نمواً قياسياً بنسبة 49% مقارنةً بالعام الماضي، حيث استقطب أكثر من 660 عارضاً و1,900 شركة وعلامة تجارية من 70 دولة. واستضاف نحو 270 من كبار المشترين المحليين والدوليين. ويتزامن هذا النمو اللافت مع إطلاق «منصة أبوظبي للقهوة» كفعالية رئيسية ضمن الأسبوع، ما يستقطب المختصين والتجار وعشّاق القهوة من مختلف أنحاء العالم.
أمّا معرض أبوظبي للتمور، الذي يُنظَّم بالشراكة مع جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، فيضمُّ أكثر من 100 عارض يمثِّلون 28 دولة منتجة للتمور. ويجمع هذا الحدث قادة إنتاج وصناعة التمور، إلى جانب الشركات والمستثمرين والمبتكرين لاستكشاف فرص دمج التكنولوجيا المتقدِّمة في القطاع، ما يعزِّز مكانة التمور في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتحرص هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية ومجموعة أدنيك على تحقيق أهداف الأسبوع، عبر تخصيص أجنحة متخصِّصة، منها جناح العسل الذي يجمع نخبة من منتجي وخبراء العسل من دولة الإمارات والعالم، مع التركيز على المنتجات المحلية المستدامة، وجناح المزارعين الإماراتيين الذي يعرض إنجازات المزارعين المحليين والفائزين بجائزة الشيخ منصور بن زايد للتميُّز الزراعي، حيث يستعرضون جهودهم وابتكاراتهم التي أسهمت في تطوير القطاع الزراعي.
وخُصِّصَ جناح لروّاد الأعمال بمشاركة أكثر من 100 شركة ناشئة متخصِّصة في الزراعة والغذاء تقدِّم حلولاً مبتكرة تدعم الاستدامة وزيادة الإنتاجية، إضافةً إلى جناح «الإمارات أولاً» الذي يضمُّ الهيئات الحكومية المعنية، مثل وزارة التغيُّر المناخي والبيئة، ووزارة الاقتصاد، وبرنامج «نعمة»، وسيُكشَف عن مبادرات ومشاريع جديدة تهدف إلى تعزيز الزراعة المستدامة والحد من الهدر الغذائي.
أمّا المشاركات الأكاديمية، فتتولى جامعة الإمارات استقطاب خبراء وأكاديميين دوليين لعرض تجاربهم ومشاريع الطلبة في مجالَي الزراعة والأمن الغذائي. ويقدِّم متحف «طعام المستقبل»، بالتعاون مع معهد متخصِّص في فنون الطهي المستقبلية، حلولاً مبتكرة تُسهم في تشكيل ملامح الغذاء المستدام.