فاز صندوق أبوظبي للتنمية بجائزة الأمم المتحدة للشراكات من أجل الدول الجزرية الصغيرة والنامية لعام 2024 عن الفئة الاقتصادية من خلال مبادرتَي دعم مشاريع الطاقة المتجدِّدة في جزر المحيط الهادئ والكاريبي. ويمثِّل هذا أول فوز بالجائزة لمؤسَّسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ونال الصندوق الجائزة نيابةً عن دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتمثل المبادرتان اللتان مولهما صندوق أبوظبي للتنمية بقيمة إجمالية تبلغ 100 مليون دولار، شراكة استراتيجية بين وزارة الخارجية، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، إضافةً إلى 26 حكومة من الدول الجزرية الصغيرة النامية. وأسهمت المبادرتان في تسريع عملية التحوُّل للطاقة المتجدِّدة، والحدِّ من الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتعزيز أمن الطاقة، وتوسيع نطاق العمل المناخي في منطقتَي البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، ما أدّى إلى تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.

وركَّز التعاون بين دولة الإمارات والدول الجزرية الصغيرة النامية على تطوير مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من مشاريع الطاقة المتجدِّدة في تلك الدول، وتحفيز الابتكار، وخلْق فرص العمل، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وتعزيز القدرة على التكيُّف مع تغيُّر المناخ.

وتسلَّم الجائزة سعادة محمد سيف السويدي، المدير العام لصندوق أبوظبي للتنمية، خلال الحوار العالمي بين أصحاب المصلحة المتعددين بشأن الشراكات من أجل الدول الجزرية الصغيرة النامية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، تزامناً مع المنتدى السياسي رفيع المستوى بشأن التنمية المستدامة.

وأكَّد سعادة السويدي خلال تسلُّمه الجائزة أهمية دور دولة الإمارات العربية المتحدة وإرثها العريق في مجال الاستدامة، التي وضع أُسسها الوالد المؤسِّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، مشيراً إلى اهتمام القيادة الرشيدة وتبنّيها العديد من الاستراتيجيات والسياسات الحكيمة، لتسريع انتشار مشاريع الطاقة المتجددة على مستوى عالمي، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في الدول الجزرية الصغيرة النامية.

وقال سعادته: «إنَّ هذا الإنجاز يأتي بفضل التوجيهات الكريمة والمتابعة الحثيثة من سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة صندوق أبوظبي للتنمية، وحرص سموّه على توحيد الجهود الدولية وتقديم الحلول الفعالة والمبتكرة لتسريع التقدم في العمل المناخي وخلق فرص جديدة للنموّ الاقتصادي المستدام».

وأضاف سعادته: «يلتزم صندوق أبوظبي للتنمية بدعم جهود دولة الإمارات العربية المتحدة وسعيها للحدِّ من آثار التغيُّر المناخي، حيث يعدُّ التعاون الدولي عنصراً أساسياً في مهمتنا لتحقيق أهداف الطاقة العالمية والتنمية المستدامة، وسنواصل دعم الدول الجزرية في رحلتها نحو مستقبل مستدام ومرن للطاقة».

ومن المشاريع الاستراتيجية التي موَّلها صندوق أبوظبي للتنمية في الدول الجزرية الصغيرة النامية، مشروع مزرعة الرياح في ساموا بقيمة 5.4 ملايين دولار. وتمتاز المزرعة المصمَّمة خصيصاً بتوربينات مقاومة للأعاصير، ما يوفِّر طاقة دائمة لـ75% من سكان ساموا. ويوفِّر المشروع بشكل ملحوظ 183,000 لتر من الديزل سنوياً، ما يساعد البلاد على تقليل بصمتها الكربونية بمقدار 506 أطنان.

وعلى نحو مماثل، صُمِّمَت محطة الطاقة الهجينة المقاوِمة للأعاصير في أنتيغوا وبربودا لتتحمَّل مقاومة الرياح الشديدة، وتوفير إمدادات موثوقة ومستدامة من الكهرباء لجميع سكان الجزيرة، ودعم هدف الدولة المتمثّل في إنتاج 86% من احتياجاتها من الكهرباء من الطاقة المتجدِّدة بحلول عام 2030. وتمكِّن المحطة أنتيغوا وبربودا

من خفض استهلاك الديزل السنوي بمقدار 406,000 لتر، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من مليون كيلوجرام.

وتعمل محطة الطاقة الشمسية بقدرة 600 كيلوواط في جزر مارشال، وهي مبنية على خزان بالقرب من العاصمة ماجورو، على زيادة سعة تخزين المياه في البحيرة الاصطناعية بنسبة تزيد على 20%. ويوفِّر المشروع 236,000 لتر من الديزل سنوياً، ويخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية بمقدار 652 طناً. وحقَّقت مشاريع الطاقة المتجدِّدة المماثلة في ناورو، وجزيرة سليمان، وميكرونيزيا، وناورو، وكيريباتي، وفيجي، وتوفالو، وتونغا فوائد بيئية واقتصادية متساوية.

وأنشأت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة جوائزَ الأمم المتحدة للشراكات من أجل الدول الجزرية الصغيرة النامية في عام 2021، لتكريم جهود أفضل وأبرز الشراكات الحقيقية والدائمة في تسريع إجراءات العمل للدول الجزرية الصغيرة النامية. وتكافِئ الجوائز أنجح شراكات الدول الجزرية الصغيرة النامية، وتسلِّط الضوء على أفضل الممارسات، وتعزِّز إطار شراكة الدول الجزرية، وتحفِّز إنشاء شراكات جديدة بين هذه الدول.